إن للمخزون الإستراتيجي دورًا فاعلاً في تثبيت الأسعار ويلعب دوررًا رئيسًا في معالجة الفجوات التي يتعرَّض لها السودان خاصة في الأعوام الماضية، ولكن من الواضح أن المخزون الإستراتيجي في السنوات الأخيرة أصبح دون الطموح ودوره المنوط به حسب إفادات المزارعين لا سيما هذا العام، حيث اشتكت بعض الولايات من تدني أسعار الذرة بجانب عدم توفر الصوامع لتخزين المحصول، حيث حذر العديد من الخبراء من إعسار الوفرة الذي يساهم في حدوث العديد من المشكلات مستقبلاً على الرغم من إعلان التزام هيئة المخزون بشراء الفائض من محصول الذرة هذا الموسم.. حيث أكد المدير العام للهيئة إبراهيم بشير أن المخزون في انتظار لجنة التقييم للموسم الزراعي المكونة من منظمة الفاو ووزارة الزراعة وهيئة المخزون الإستراتيجي التي لم تقُم بإجراء التقييم.. موضحًا أن المخزون سيتحرك على ضوء نتائج لجنة التقييم، وتوقع أن تبدأ اللجنة حراكها خلال الأيام القادمة، وأرجأ التأخير إلى تأخر الموسم مما ترتب عليه تأخر عمليات الحصاد لشهر يناير المقبل. وقال إن المخزون الإستراتيجي مستعد لشراء الفائض من محصول الذرة فور اكتمال عمليات الحصاد.. وكشفت مصادر عن تلف أكثر من «40%» من المخزون الإستراتيجي في عدد من الولايات، فيما كشفت بعض المصادر أن الخبراء والمختصين الذين زاروا مناطق التخزين مؤخراً أرجعوا تلف المحاصيل لسوء التخزين وضعف متابعة هيئة المخزون الإستراتيجي للمحاصيل، وأشارت إلى أن أكثر المحاصيل تلفاً محصول الذرة ونوَّهت لعدم توفر مخازن خاصة للمحصول من قبل هيئة المخزون الإستراتيجي الذي يستخدم مخازن البنك الزراعي وبنك الادخار للتخزين. فيما اشتكى عددٌ من المزارعين بعدد من الولايات من تلك المشكلة وحمل رئيس لجنة التسويق باتحاد عام مزارعي السودان حسن زروق القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء المشكلة، مشيرًا لإصداره توصية تمنع المخزون الإستراتيجي شراء المحاصيل إلا بعد سداد المزارعين للبنك الزراعي، ووصف التوصية بالظالمة قصد منها انهيار أسعار الذرة في السوق مما يؤدي لإدخال المزارعين في الإعسار، وقال حسن إن المخزون الإستراتيجي أصبح يشترى من القطاع المطري لعدم وجود مديونيات على المزارعين، واشتكى حسن من إهمال الدولة للقطاع المطري بجانب تسويق محصول الذرة، وحذر من إحجام المزارعين من عمليات الحصاد لأكثر من 50% من حجم المحصول مما يتسبب في حدوث خسارة للبلاد وللمزارعين معًا، وأشار خلال حديثه ل (الإنتباهة) لاتجاه بنك السودان للسماح للبنوك بتجارة المحاصيل مما يعتبر مؤشرًا إيجابيًا يلعب دورًا في معالجة المشكلة، ومن المعلوم أن المزارعين لا يمكنهم الدخول في عمليات حصاد الذرة إلا عبر الجهاز الإستراتيجي وهيئة المخزون الإستراتيجي، أما الخبير الزراعي أنس سر الختم فأكد غياب المخزون الإستراتيجي بالأسواق، مشيرًا لانتشار التجار بالأسواق بهدف شراء المحاصيل بأسعار متدنية التي لا تغطي حاحاجة المزارع، وقال ل (الإنتباهة) إن المزارع اليوم أصبح يعاني من مشكلة ارتفاع تكلفة المدخلات الزراعية، وحمَّل الدولة تدهور المشروعات الزراعية بالبلاد، واصفًا الموسم الصيفي هذا العام بغير الناجح، وكذلك الموسم الشتوي الحالي، موضحًا أن تصدير الذرة يتطلب ضمانات مما أسهم في ضعف المنافسة في الأسواق العالمية، داعيًا الدولة لتحريك المخزون الإستراتيجي لإنقاذ المزارعين من الإعسار.