إذا كان موقف مجلس الأمن والسلم الإفريقي هو ما يعبِّر عنه الخطاب الذي بعث به إلى السودان وجنوب السودان بسرعة التوصل إلى تطبيق كامل لاتفاقيه التعاون بين البلدين فإن علي السلام واتفاقية السلام...لأن لا لجنة الحكماء ولا مجلس الأمن والسلم الإفريقي لديهما الإرادة في أن تتوصل الدولتان إلى اتفاق حقيقي يحقق السلام العادل والاستقرار للشعبين في ظل عدم المصداقية والمراوغة ومخادعة الرأي العام الغربي من قبل حكومة جنوب السودان التي لا تنظر إلى الاتفاق إلا لكونه اتفاقاً لمصلحة الفئة الحاكمة بحد السيف في جنوب السودان فماذا كانت حصيلة اتفاقية التعاون سوى أن حكومة الجنوب أعلنت لأصدقائها أنها أعدت بترولها للتصدير عبر أنابيب السودان.. وماذا فعلت بالترتيبات الأمنية القاضية بفك الاشتباك للفرقتين التاسعة والعاشرة وسحب قواتها من الأراضي السودانية.. وماذا فعلت برفع يدها عن احتضان متمردي دارفور الذين يتدربون ويتمولون منها ويهاجمون المناطق الحدودية من دارفور ويقتلون المدنيين والأبرياء.. ماذا قدمت من مقترحات أو حلول لقضية المناطق الحدودية التي تدعي تبعيتها إليها دون سند من قانون أو حتى منطق... وماذا فعلت فيما يختص بالدخول في مفاوضات جادة ومسؤولة مع حكومة السودان للتوصل الى خلاصات بشأن تلك القضايا العالقة. حقيقة عندما كتبت وكتب الكثيرون حول الإعلانات والتصريحات والفرص التي أبداها وفد السودان عقب جدول اتفاقية التعاون منتقدين تلك التصريحات بأنها متسرعة ومن جانب واحد.. ولم نسمع ما يقابلها من تصريحات مؤيدة ومؤكدة الى قرب التطبيع مع دولة الجنوب ووصفنا البعض من شذاذ الآفاق بأنني من دعاة الحرب، وهكذا بينما دعاة الحرب هم أولئك الذين يقيمون بالدول الاستعمارية المعادية لشعب السودان.. وهم الذين يحاربوننا بأموال تجارة المخدرات وعائدات غسيل الأموال والقمار والخمور.. اولئك يستعدون علينا باسرائيل وامريكا لكسر ارادة شعبنا المؤمن وتركيعنا بالترهيب حينا والترغيب احيانا... ودون ان يخطر ببالهم او بال أسيادهم بأن شعب السودان لن يتخلى عن شبر من اراضيه المعروفة تاريخياً وانه لن يتنازل عن ذلك الجزء التاريخي منه قسرا، واعياً بضرورة العيش بسلام لأنه لم يأتِ ولم يتحقق طيلة ست سنوات إلا بالقوة والحرب فلربما تتحقق وحدة التراب في ظل التفاهم والسلام فإنه قد وعي الدرس ولن يصدق أكاذيب هؤلاء ووعودهم الكاذبة وتناقض مواقف بعض الدول الكبرى غير العادلة وغير الصادقة ومرة أخرى فأبيي سودانية بالتاريخ والجغرافيا والواقع وكافيه كنجي وكاكا التجارية.. وبقية المناطق المدعاة حولها. نحن نتعامل مع أناس لايستحون من الكذب والنفاق ونتعامل مع اناس ينحازون لبعضهم من قبل العنصرية «الإثنية والدينية» ويجب ألا نتوقع من أناس يباعون ويشترون أن يحققوا لنا العدالة او ينصفونا.. أقول بذلك ازاء التناقض الفاضح في موقف الوساطة التي لا تستند على أساس قدر من الحكمة ولو كانت هذه هي حال حكماء افريقيا فعلى إفريقيا وشعوبها السلام ..الأمر واضح وعلينا إن كان لنا اصدقاء جادون وصادقون أن نتعاون معهم وليذهب هؤلاء الحكماء الى الجحيم الذي هو مآلهم في الدنيا والاخرة... فلا بترول يمرر على ارضنا الا بعد الوفاء بما عليهم من منطوق الاتفاقية من ترتيبات امنية وأبيي سودانية سودانية سودانية وأنا لم اسمع طيلة الفترة ما بعد اتفاقية التعاون عن مسؤول واحد من حكومة جنوب السودان يبشر بالسلام او يمجد هذا الاتفاق او يعد بالخير القادم للشعبين نتيجة هذا الاتفاق بينما بلغ التفاؤل عندنا درجة فتح الحدود ومرور السلع الغذائية وبدء السفريات الجوية وإرسال سفيرنا الى جوبا وغير ذلك بل انهم اغتالوا لصحفي الوحيد الذي انتقد موقف حكومتهم من الاتفاقية وعدم تقدمها وتعارض ذلك مع مصالح شعب الجنوب.. صحفي يدعو للسلام فكان مصيره عدة رصاصات استقرت برأسه وأودت بحياته.