معرض الدفعة «66» بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية وبحسب المهتمين بالفنون والأساتذة وزوار المعرض كان شعلة من الإبداع والتفرد والروعة والتميُّز، ومما زاد روعة المعرض هو أن جميع المشروعات التي شاركت كانت مستوحاة من الواقع السوداني تبتكر الحلول له لكي تعالجه، إذن كان قريبًا جدًا من واقع الخريجين فكان دون شك معبرًا عن تطلعاتهم وطموحاتهم من خلال هذا الفن الراقي والجميل.. قدم الخريجون إبداعاتهم وحدثونا عن تلكم الإبداعات والآمال بواقع وظيفي يستوعبهم كما أبدوا عتبهم على الإعلام أنه لا يغطي فعالياتهم .. أكاديمية للموسيقا: هناء عبده صالح «خريجة قسم التصميم الداخلي» قالت إن مشروع تخرجها هو أكاديمية للموسيقا الغرض منها هو تطوير المعاهد الموسيقية بصورة تواكب عالم الموسيقا ولاستيعاب أكبرعدد من الموهوبين ودفع عجلة الثقافة الموسيقية والنهوض بها عالميًا، وهي تقوم كجسم مشابه لكلية الموسيقا والدراما بالجامعة ومن أكثر الأشياء تميزًا في هذا المشروع هو استخدامها أشكال الآلات الموسيقية في مباني الأكاديمية. أما الطالبة إسراء كمال الدين من قسم التصميم الداخلي فقد اختارت لمشروعها أن يكون مركزًا لتجميل السيدات وفق آخر ما توصلت إليه عوالم الجمال مع الأخذ في الاعتبار التراث والتقاليد السودانية الأصيلة. ويقول مهند ميرغني من قسم التصميم الصناعي أن مشروعه هو وحدة تشريح الجثث في المجال الدراسي وهي تقوم على تسهيل عملية التشريح من خلال جسم واحد بدلاً من ثلاثة أجسام في المشارح العادية حيث يحتاجون إلى تربيزة ونقّالة وأحواض، وهذا المشروع يدمج هذه الثلاثة في شيء واحد في شكل جمالي واقتصادي.. في النحت: حامد ابراهيم حماد «من قسم النحت» كان مشروعه هو تناول الأعمال الحرفية «الحدادة والنجارة وغيرها» بوصفها من سبل كسب العيش في السودان وتهم قطاعًا عريضًا منه مستخدمًا في ذلك التصوير الفوتغرافي أولاً ومن ثم تشكيله بالحديد وملء الهيكل بالطين الصلصال العادي ثم إضافة الجبص والفايبرجلاس وأخيرًا يتم الدهن والتلميع بالألوان وهي التي تُعرف ب«الانتكة»، وقال حامد إن سوق العمل وخاصة في مجال الفنون لا يلبي طموحات الخربج كما أنه لا يجد الاهتمام. في الزخرفة والخزف: أريج عبد الواحد «من قسم الخطوط والزخرفة الإسلامية» قالت إن مشروع تخرجها هو عن كيفية توزيع الخطوط في الديكور المنزلي والأثاث مستخدمة السيراميك والجبص وألوان الزجاج مما انتج أشكالاً وتصاميم رائعة وجذابة عبَّرت بلا شك عن تفرد وإبداع هذا القسم وأضافت أريج أن سوق العمل بدأ ينفتح أكثر على الخطوط والزخرفة ويطلبها لأنها أصبحت معروفة كما أن أسواقها منتعشة. قلة الاهتمام الإعلامي: سكينة مأمون من قسم الخزف أوضحت أن مشروعها هو إبراز جماليات الخط العربي من خلال جداريات خزفية والخط العربي المكتوب على الفاظات عن طريق الإنارة والتي تضيف بُعدًا جماليًا للمكان الموجودة فيه قد استخدمت سكينة في ذلك الطينة الأولية والتي تسمّى الكاولين والتي تُجلب من مروي كما استخدمت الطينة الثانوية «الطين الأحمر» لتشكيل القطع والتي تُحرق ثم تتم زخرفتها بالخزف وتلوينها بألوان القلي ساو الاندرقليس، وأضافت سكينة أن المجتمع تعرَّف على هذا الفن مؤخرًا كما أنه يحتاج إلى الدعم كما عاتبت سكينة الإعلام على عدم اهتمامه بتغطية مثل هذه المعارض وقالت: «هذه هي الجريدة الأولى التي تأتي إلى المعرض». طارق محمد عبدالله من قسم التلوين قال إن مشروعه هو رسم تفاصيل الحياة اليومية في المدينة وتوصيل المعاناة والصعوبات التي تواجه المواطن في حياته ملتزمًا في ذلك بقواعد وقوانين الرسم والتلوين من خلال ألوان الزيت على قماش «كمفس فرنسي» على المواصفات العالمية مضيفاً أن هذا المعرض قد جسد الواقع من خلال جميع الأقسام..