لا يخفى على احد بوادر الشح والنقصان الكبير في احد اهم المشتقات البترولية «الجازولين» وبدا ذلك واضحًا من خلال التكدس الواضح لاعداد كبيرة من السيارات واصطفافها في محطات الوقود طلبًا للخدمة وانعكست المسألة بصورة تلقائية في ازدياد حدة ازمة المواصلات العامة التي تعتمد كليًا علي الجازولين، ومابين اليقين بأن هنالك ازمة تجسدت مظاهرها على ارض الواقع وما بين نفي وزارة الطاقة وجود ازمة احتار الناس في الامر، وقد حرصت الوزارة على تأكيد عدم وجود ازمة في الجازولين وتوفر الكميات المناسبة التي تغطي حاجة الشركات العاملة في التوزيع وقامت الوزارة كما ذكر ت على لسان الوكيل عوض عبد الفتاح بمراجعة كشوفات الشركات العاملة ليتأكد لها استلام حصصها من الجازولين بكل المواقع ومن المنتظر ان تعقد الوزارة اليوم الخميس مؤتمرًا صحفيًا بمواقع الانتاج لتوضيح الكميات المنتجة والمستورد وحصص الوكلاء وطمأنت بان الاحتياجات مؤمنة ولا شح في الجازولين، واكد مصدر وثيق ان هنالك جهات تسعى لخلق بلبلة وازمة في الجازولين وعزت مايحدث الى اسباب غير حقيقية ولكن بالنظر الى شكاوى اصحاب المركبات العاملة في مجال النقل العام من عدم توفر الجازولين بمحطات الخدمة ومعاناتهم من اجل الحصول على احتياجاتهم من الجازولين والتردد على اكثر من 6 او 7 محطات للوقود دون أي فائدة يؤكد ان هنالك فعليًا شحًا كبيرًا في الجازولين وفي المقابل طرحنا على عدد من اصحاب الطلمبات ذات السؤال عن سر الازمة وكانت اجاباتهم موحدة بحيث ارجعوا السبب الى نقص الكميات الموزعة من قبل شركات التوزيع ومحدويتها مما ادى الى تكدس اعداد كبيرة من السيارات طلبًا للوقود وهنالك بعض المصادر اكدت ان الازمة يحاول افتعالها بعض الموزعين الكبار تمهيدًا زيادة الأسعار للمحروقات تزامنًا مع بداية العام الجديد للاستفادة المادية وتحقيق ارباح ورأى آخرون ان اصحاب محطات الخدمة مطالبين بمديونيات كبيرة للشركات الموزعة مما جعل الشركات تحجم عن مدها باحتياجاتها من الوقود، وفي البرلمان اكدت وزارة المالية على لسان وزيرها السعي الجاد لاستيراد جازولين من الخارج لسد الفجوة، وما بين النفي والتاكيد لأزمة الجاز ننتظر «الجاز» لحسم الأمر وهو رجل غني عن التعريف، وكان له دور بارز وكبير في ان تصبح البلاد دولة بترولية اسوة بمثيلاتها من الدول العربية والافريقية، وفي اعتقادي ان الامر ليس صعبًا او عصيًَا على من حمل وسام ابن السودان البار عقب اعماله البطولية في استعادة النفط بهجليج في ملحمة تاريخية.