قالت صحيفتنا هذه أمس إن السفارة السودانية بإثيوبيا قد نجحت في إعادة الطالبة المختطَفة «إيمان» عقب جهود ماراثونية وبعد أن وصل والدها إلى أديس أبابا حيث كانت الطالبة قد هربت أو تم تهريبها أو قل اختطافها من الخرطوم ثم القاهرة ثم إلى جوبا ومنها إلى نيروبي ومن هناك إلى أديس أبابا.. ولا بد أن نشير هنا إلى المجهودات المبذولة في اتجاه تنصير وتمسيح المسلمين قد لا تكون الأولى من نوعها في مجال استقطاب السيدات والآنسات فقد حدث في الأربعينيات من القرن الماضي ووفقاً لما أورده الأستاذ محمد خير البدوي في كتابه «قطار العمر» فقد تم تنصير إحدى السودانيات على أن المظاهرات التي قامت بها الأحزاب السياسية والجماعات المدنية في أم درمان بصفة خاصة قد أجهضت عملية تنصير فتاة أم درمان المنحدرة من أسرة معروفة ومشهورة وماتت المحاولة في مهدها.. ولأن الشيء بالشيء يُذكر فلا بد أن نقول إن انفصال الجنوب قد جنَّب السودان الكثير من القضايا والتعقيدات المترتبة على تنصير المسلمين الراشدين منهم وصغار السن.. وقد ذكرت الإحصاءات أنه بعد إعلان نتائج الاستفتاء وبدء بعض الجنوبيين في حزم أمتعهم والرحيل إلى بلادهم قد اتضح أن الخرطوم تئن بالكنائس والمعابد. وقد قيل إن أمبدة وحدها بها اثنتين وخمسين كنيسة بعضها يستعمل كمدارس للنصرانية وبعضها مواقع للعبادة.. وإذا كان هذا المعدل بذات الكثافة في أمبدة فلا بد أن التجمعات الحضرية الأخرى بالعاصمة تكاد «تطرُش» من كثرة الكنائس والمعابد ومدارس التنصير، ولهذا وبهذا وحده يمكن تنصير مسلمي الخرطوم ابتداءً من الذين يتلقون تعليمهم في المدارس النصرانية مروراً بالساكنين بجوار الكنائس والملتحمين معها، ومن المؤكد أن منح الحريات الأربع للجنوبيين والتي نعتقد أنهم لا يستحقون ولا حرية واحدة منها سوف يعود بنا مرة أخرى إلى مربع انتشار الكنائس ويعود علينا بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق ولا نستبعد اليوم الذي نرى فيه كنيسة قد احتلت موقع الجامع أو معبداً احتل موقعاً لإحدى زوايا الطرق الصوفية.. وإذا منحنا الحريات الأربع للجنوبيين فسيعود عدد الكنائس في أمبدة إلى خمسمائة وعشرين كنيسة بدلاً من اثنتين وخمسين وسوف يصل عدد الكنائس في بحري إلى ألف كنيسة وعند ذلك بدلاً من أن نفتخر بأن الخرطوم هي عاصمة المآذن مثلها مثل القاهرة.. نفتخر بأن الخرطوم هي عاصمة الأجراس والترانيم الكنسية وبعدها بقليل لا نستغرب إذا ما احتفلنا بالمعبد اليهودي رقم مائة وخمسين والمحفل الماسوني رقم مائتين وخمسة وأربعين فقط عليكم أن تنتظروا معنا ما يمكن أن تفعله حرية واحدة ممنوحة للجنوبيين، أما إذا تم منحهم الحريات الأربعة أو الأربعين «النووية» على حد تصريح أحد المسؤولين فإن «الرماد كال حماد» ولتقدير عدد الكنائيس والمعابد يمكنكم أن تضربوا العدد المذكور في مائة.. { كسرة: ورد بصحيفة الأهرام أمس أن رجل أعمال شهير كشف عن تهديدات بالتصفية يتلقاها من أحد قادة دولة الجنوب السوداني ومعه اثنين من شركائه وقال الرجل إن ثلاثة جنوبيين زاروه بمنزله وهددوه بالتصفية الجسدية ويقف خلفهم السياسي الجنوبي المعروف... وحدثني سياسي شهير من منبر السلام أنه تلقى شتائم وتهديد من جنوبيين يقيمون بالخرطوم عبر رسائل تلفونية بذيئة جداً يشتمونه فيها ويزيدون بقولهم إن جون قرنق أفضل من الرسل والأنبياء.. وتكثر تهديدات الجنوبيين بالخرطوم لكتاب صحيفة «الإنتباهة» وأعضاء منبر السلام العادل.. طيب يا جماعة أين أهلنا المسؤولون عن ترحيل الجنوبيين إلى بلادهم.. نرجو أن نذكِّركم أيها المسؤولون أن دولة الجنوب قد انفصلت وقاربت العامين.. يا جماعة علكيم الله «فكونا» من الشِبكة دي».. يا جماعة إذا ما قادرين ترحلوهم خلونا نرحلهم ليكم وإذا ما عندكم قروش خلونا نجمع ليكم قروش يا جماعة اعملوا معروف!!