{ ردَّدنا كثيراً حول ما يُسمى أدب الاستقالة بل طالبنا كثيراً بتفعيل هذا الأدب عندنا ونعني به أن يتقدم المسؤول باستقالته حين يفشل أو حين يرفض ناخبوه مشروعاته وقراراته والتاريخ يحدثنا عن الكثير من أدب الاستقالة وأبرزه الزعيم الفرنسي شارك ديجول حين رفض الشعب الفرنسي أحد برامجه فاستقال بدون رجعة وكذلك فعل الزعيم جمال عبد الناصر بعد هزيمة حزيران وفي تاريخنا الرياضي العربي والمحلي الكثير من أدب الاستقالة.. ولكن هل موجة الاستقالات الأخيرة في الأندية تدخل ضمن مظلة أدب الاستقالة فليست كلها أدباً.. إنما معظمها هروباً من المسؤولية أو ممارسة ضغوط لإسقاط مجلس الإدارة أو مجاملة لاستقالة أخرى. { أعجب لموجة الاستقالات في مجلس إدارتي الناديين الكبيرين وهي موجة لم يحدث مثلها في بقية الأندية أو حتى عبر تاريخ الناديين الذين لم يشهدا مثل هذه الاستقالات الجماعية التي هددت استقرار الناديين وقد تكون هنالك ظروف موضوعية تجبر أحد الأعضاء للاستقالة ولكن هذا الأمر فردي يعالجه القانون ولكن ما هو المبرر للاستقالات الجماعية إن لم تكن بسبب أجندة علنية أو خفية ولو كنت صاحب قرار لرفضت مثل هذا النوع من الاستقالات وأجريت تحقيقات وقد نطالب بقانون به عقوبات تشمل العزل الرياضي. { في بعض مجالس الإدارات تقدم أعضاء بارزون باستقالاتهم بعد أيام أو أسابيع من انتخابهم ولا أعرف لماذا تقدموا بطلبات ترشيح للعمل لسنوات وهنالك استقالات الغرض منها القضاء على مجلس الإدارة من أجل خلق فراغ إداري وهذا للأسف حدث مؤخراً في الناديين الكبيرين والسلطة تتفرج والجماهير تتحسر على المبادئ. { بعض المستقيلين لم يكتفوا بتقديم خطاب الاستقالة والبعد عن النادي إنما مارسوا دوراً آخر في جذب المزيد من الاستقالات وبعضهم تقدم بخطاب استئناف ضد قرارات قانونية.. نأمل أن يلتزم المستقيل داره وألا يظل دائراً في دوائر المحاكم واللجان. نقطة.. نقطة { أفهم دوافع استقالة جمال الوالي وهي من فصيلة الاستقالات الفردية بعد إخفاق النادي في الفوز الإفريقي.. ولكن كيف اتفهم بقية الاستقالات والأصابع تشير أنها من باب الدوران في فلك الرئيس المستقيل. أما ما هو غير مفهوم تلك الاستقالات التي جاءت على ضوء التسجيلات الأخيرة والتي كما سمعنا أنه تم حسم قرارها بالتصويت. { «استقيل يا ثقيل» شعار رددناه كثيراً في مواجهة بعض المسؤولين وهو شعار خال تماماً من المنطق.. لأنه لا يمكن إجبار أحد على الاستقالة وهي قرار فردي، فلو كان أهل الشعار أصحاب حق فلديهم من الوسائل القانونية الكثير الذي يمكن به مواجهة الإخفاق والمسؤولين عنه. { نكتشف في كل يوم جديد وجود ثغرات كبيرة في قوانين الرياضة ولوائحها وهي ليست ثغرات فقط وإنما تشويهات واضحة وثقوب في الجسد الرياضي وبقع سوداء في ثوب العمل الرياضي ومن هنا يجب الاعتراف أولاً بعجز القوانين واللوائح ومن ثم التفكير في العلاج والدليل أن ما يحدث عندنا لا مثيل له في العالم من حولنا.