الإدارة الأمريكية الغرب الاستعماري الأنظمة التي تبتسم لشعوبها ثم تطعنهم في ظهرهم تكالبت على غزة في شتاء عام «2008م» حتى مطلع عام «2009م».. الهدف هو تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أطلقته الحيزبونة الشمطاء العانسة كوندوليزا رايس وهي ترمي بسهامها السامة تارة نحو السودان بفبركة الاتهامات وأخرى إلى لبنان ثم إيران وعشية استلام باراك حسين أوباما زمام البيت الأبيض.. انقضّت طائرات العدو الصهيوني وقصفت البيوت الآمنة في قطاع غزة.. لعلها (في خيال الصهاينة المريض) أن تقضي على أو على الأقل تقلم أظافر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.. من أجل تمرير مشروع (السلام) في هذا الشرق الأوسط الجديد قطاع غزة الذي لا تتجاوز مساحته ال «365» كيلو مترًا مربعًا ولمدة «22» يوماً واصل فيها العدو الصهيوني قذف صواريخه الأمريكية الصنع فسقط أكثر من «1500» شهيد وقرابة ال «5000» جريح ودمر أكثر من «38» ألف منزل بعضها على رؤوس ساكنيه.. صمد قطاع غزة وكان عصياً على كل هذه الآلة العسكرية الصهيونية.. كان يحتاج إلى الأراضي الزراعية بمئات الأمتار لا تتجاوز ال «500» متر إلى «600» متر في كل الأحوال، وكان قطاع غزة ورجالها الأشداء لهم بالمرصاد.. بعد نهاية حرب الفرقان لم تسقط المقاومة ولم ترفع الراية البيضاء بل ازدادت قوة وصلابة بفضل الله وبعزيمة الرجال المتوضئين في المقاومة الفلسطينية وعلى مدى خمس سنوات استمر احتجاز القاتل الصهيوني اليهودي الفرنسي الأصل جلعاد شاليط.. ولم يتم فك أسره إلا بشروط المقاومة حيث نفذت بعدها صفقة وفاء الأحرار وتم الإفراج عن قرابة ال «1100» أسير فلسطيني من الرجال والنساء ولعل أشهرهم هي المجاهدة المرابطة أحلام التميمي والتي كانت محكومة قرابة «1540» عاماً (نعم ألف وخمسمائة وأربعين عاماً).. أحلام التميمي والتي تعود أصولها إلى قبيلة بني تميم العربية الأصيلة هي الآن إعلامية شهيرة حيث تقدم برنامج (نسائم الأحرار) في قناة القدس الفضائية. عندما انتصرت غزة كان نظام حسني مبارك في أقصى درجات فساده وبطشه وكانت كوندوليزا رايس تصول وتجول في المنطقة كتبنا حينها أن مشروع الشرق الأوسط الجديد سوف يُهزم.. والذي سيهزمه هو الشرق الإسلامي الجديد وسيبدأ من مصر. وما إن أتى يناير «2011م» حتى اشتعلت القاهرة.. بثوارها شبابها ونسائها.. فأسقطوا النظام..