التحذيرات الأمنية الصارمة والتنويهات الإرشادية المكثفة لضبط احتفالات البلاد بأعياد رأس السنة الميلادية، تشير لترتيبات خاصة، تم وضعها بعد رصد جملة من المهددات المتوقع حدوثها خلال الاحتفالات، وتأتي المظاهر السالبة والانحرافات الأخلاقية في مقدمة هذه المهددات. وبالنظر لما هو متوقع لدى السلطات، فقد تم تكوين غرف عمليات لمراقبة وضبط الشقق المفروشة بولاية الخرطوم، مع خطة متكاملة لذات الغرض خلال فترة عطلة احتفالات رأس السنة لمحاربة أي ظواهر سالبة يمكن أن تحدث خلال هذه الفترة. شقق مشبوهة السيد خالد يس شرف الدين رئيس شعبة الشقق المفروشة، كشف فى تصريحات صحفية عن تشكيل غرفة عمليات تضم جهاز الأمن والمخابرات، وشرطة أمن المجتمع، بجانب عدد من الجهات ذات الصلة، بغرض تشديد الرقابة وضبط الشقق المفروشة بولاية الخرطوم خلال عطلة رأس السنة، مؤكداً أن الغرفة ستواصل نشاطها خلال الفترة المقبلة لمحاربة الظواهر السالبة والاستغلال غير المشروع للشقق الذي يمكن أن يمارسه ضعاف النفوس خلال المناسبات والمواسم، وأبان يس أن الخطة المشار إليها ركزت على تشديد الرقابة الصارمة لمنع حدوث أية ممارسات تخالف القانون. وأشارت معلومات خاصة توفرت للصحيفة أن غرفة العمليات المشتركة تتفرع إلى غرفتين إحداهما بأم درمان والأخرى ببحري، إضافة للغرفة المركزية بالخرطوم، لتكون في حالة نشاط مستمر على مدار الساعة، وحددت تلك الغرف منهجها في تجديد البيانات في ساعة محددة، ورصد النزلاء خاصة الأجانب ومراقبة كل الأنشطة المشبوهة. تحذيرات ورقابة وأكد مصدر أمني بقوله: «إن الشقق لن تكون مرتعاً لمرتادي ومرتكبي الجرائم والرذائل، ولن تكون مسرحاً للهو والفجور»، محذراً من عواقب المتورطين في مثل هذه الجرائم. وقال: «إن الشقق ستخضع لرقابة صارمة حتى لا تحدث أية انحرافات جنائية تحت ستار الحريات، ونؤكد جاهزيتنا لتنفيذ ما وضعناه من خطط». إلى ذلك أبلغ «الإنتباهة»، أحد ملاك الشقق المفروشة، عن تلقيهم لإشعار عاجل من سلطات الشقق المفروشة بغرف الطوارئ التي ستعمل خلال اليوم وحتى الثاني من يناير 2013م. وقال: «إنهم يحرصون على صون ممتلكاتهم من الفساد»، وأبدى تعاون اتحادهم مع السلطات وملء الاستمارات الجديدة التي تم تصميمها لأغراض المتابعة والرصد. مصائب سنوية واحدة من الضبطيات الخطيرة التي تمت قبيل احتفالات رأس السنة الماضية بقليل، هو مداهمة شقة مفروشة مستأجرة لأجانب«عرب»، حيث وجد بحوزتهم مليون حبة معدة للتوزيع مخبأة داخل الشقة. وقال وقتها اللواء الدكتور الجمل، خبير السموم والمخدرات بالأدلة الجنائية: إن هذا النوع من الحبوب يعد الأخطر ويسمى «البنتاغون» وتباع الحبة الواحدة منها بمبلغ «15» جنيهاً، وتحتوي على مادة مخدرة تسبب الإدمان من جرعة واحدة، وتتسبب في الرعاش والوفاة السريعة، وقد نظرت المحكمة في تلك القضية وأصدرت عقوبة رادعة، حيث حكمت على المتهمين بالسجن المؤبد، وقد وصل برلماني من تلك الدولة ليدافع عن المتهمين الذين انكشف أمرهم بأنهم من المافيات الخطيرة بالمنطقة العربية. ولعل ذات المشهد تكرر بشكل مماثل عندما وضعت شرطة أمن المجتمع قبل يومين يدها على واحدة من الشبكات الأجنبية، وهي تعد لتوزيع أكبر شحنة من الخمور المستوردة، بحسبان إيجاد سوق رائجة لها خلال الاحتفال بأعياد رأس السنة، وأبانت معلومات الشرطة أنه تمت متابعة معلومات عن وجود خمور أجنبية مهربة بأحد المنازل بالعمارات، وتمكن فريق من مباحث أمن المجتمع من مداهمة المنزل بعد القبض على ركشة خرجت من المنزل تحمل كرتونة من الخمور المهربة، حيث تم العثور على «3.958» علبة بيرة إضافة إلى «59» زجاجة ويسكي بأحجام مختلفة، وتم ضبط المتهمين وفتحت في مواجهتهم بلاغات بشرطة أمن المجتمع. وأكدت معلومات خاصة أن المتهمين بينهم سوداني يحمل جنسية بريطانية. تفلتات أخلاقية بالنسبة للمظهر العام في الشارع خلال ليلة رأس السنة أفاد مسؤول بشرطة أمن المجتمع، أنهم وضعوا خطة لمحاربة الظواهر السالبة وضبط الشارع العام من أية تفلتات. وقال إن الخطة تعتمد على الانتشار الواسع بكل أرجاء الولاية، ومراقبة الحفلات العامة والحدائق العامة. وقال إنهم يشددون الرقابة على الرحلات الشبابية خاصة التي تكون في المزارع الطرفية، ومنطقة جبل أولياء، ومزارع شمبات، وغيرها. وأشار إلى أن العام السابق كان أفضل من الذي سبقه، وتوقع أن تمر أعياد هذا العام بهدوء. وناشد أولياء الأمور لمراقبة أبنائهم، خاصة الشباب. وقال إنهم لن يسمحوا بأية تفلتات أخلاقية بالشارع العام.