نغوص اليوم في أحد الهموم الكبرى للمغتربين ونتحدث بشفافية فيما يتعلق بزكاة المغترب صرفًا وجباية ونثمن دور الجهات المنوط بها القيام بتفعيل هذه الشعيرة التي حث عليها الدين الحنيف وسط المجتمع تزكية وتطهيرًا للأموال وإحياء قيم التكافل والتراحم ونخص ديوان الزكاة الذي بادر لتأسيس علاقة تنسيقية بين المغترب والديوان عنوانها التبصير بمشروعية هذه الفريضة علاوة على إيجاد آليات للتعامل معهم وإشراكهم في وضع السياسات الخاصة بزكاتهم وتحدث عن زكاة المغتربين في إطارها التشريعي والإجرائي وقضايا الجباية ومشكلاتها وآفاقها المستقبلية وهي الأهم لأن قضايا الجباية كانت وما تزال تحتاج إلى معالجات حتى لا يشعر المغترب بأنه مرغم على دفعها مثلها مثل الجزية وقد تابعت باهتمام كبير توصيات الورشة التي نظمها جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج والأمانة العامة لديوان الزكاة نهاية العام الماضي والتي جاءت تحت شعار (نحو منهجية جديدة وفاعلة لزكاة السودانيين بالخارج) وما خرجت به هذه الورشة من توصيات أهمها وضع سياسات جديدة وسط المغتربين بعد أن وضح فشل السياسات السابقة التي جعلت المغتربين يحجمون عن دفع هذه الشعيرة رغم أهميتها وإنشاء نظام جباية إلكتروني يتيح التفاعل بين المهاجرين ويعمل على إكمال المعاملات عبر التقنيات المصرفية وإعداد دراسة لتبسيط إجراءاتها، وقبل ذلك لا بد من طواف متكامل لبناء قاعدة بيانات حديثة عن المغتربين تكون قابلة للتجديد والمراجعة وتبصيرهم بزكاة أموالهم فقهًا وأداءً وإشراكهم في وضع سياسات هذه الزكاة ونصر على ضرورة إشراكهم حتى يشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ منها حتى تطمئن قلوبهم وأهمية ربط المصارف بالجاليات لإشاعة قيم التكافل والتراحم بينهم ومعالجة كل القضايا التي تعوق إنجاح التجربة الجديدة حتى لا تفشل هذه العلاقة مرة أخرى، أما الجديد فيها فهو تضمينها في المناهج التعليمية وتنظيم الورش والسمنارات لها لتوصيل الرسالة الزكوية والتبادل المعرفي مع المؤسسات مع الاستفادة من العقول المهاجرة من العلماء والخبراء في تنفيذ مشروعات خدمية وإنتاجية تعود بالنفع والاستفادة من تجارب الدول الإسلامية في هذا المجال ولتكن المملكة السعودية هي النموذج في هذا المجال. مثلما شعرت الحكومة بأهمية الاستثمار في المرحلة القادمة وتبنّت سياسة تذليل كل العقبات التي تقف أمامه تحسست أيضًا معالجة كل المشكلات التي تقف حجر عثرة أمام المغتربين الذين ظلوا البقرة الحلوب لهذا الوطن رغم الظروف والإحن التي ظلوا يواجهونها في الغربة شعارهم قول أمير الشعراء وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي ماذا لو كان الوطن قلب إنسان ينبض بالوطنية.