قبل فترة ليست بالطويلة أبدى عدد من الفنيين دهشتهم لعدم وجود لاعب سوداني في الدوريات العربية بصفة الاحتراف على الرغم من إجماع الكثير من المحليين بالإمكانات العالية للاعب السوداني، وربما هذا يقود إلى سؤال مهم جدًا وهو: لماذا فشلت جلُّ التجارب الاحترافية للاعب السوداني في الدوريات العربية والإفريقية، وكان آخرها تجربة لاعب الهلال محمد بشير «بشه»؟. «الإنتباهة» طرقت هذا الباب للوقوف على عدم استمرار هذه التجارب الاحترافية والتي كان آخرها بشة الذي أمضى ستة أشهر في فريق الوحدة السعودية على سبيل الإعارة. تحكم الإدارات ويرى «بشه» أن فترته في الوحدة السعودي لم تكن طويلة إلا إنه عاد بالقول إنه بدأ يتأقلم مع أجواء المملكة ويتكيف مع الفريق إلا أن إدارة نادي الوحدة رأت إنهاء عقده بالتراضي حيث كان المقرر عاماً للإعارة، وقال بشه ل«الإنتباهة» إن معظم إدارة الفرق السعودية تسعى لاستجلاب اللاعب الأوربي وليس لديها صبر على اللاعب. مضيفاً أن المدير الفني لنادي الوحدة كان مقتنعاً بإمكاناته الفنية الا ان ادارة الوحدة كان لها رأي مخالف لذلك. وأشار محمد الى انه جاء للوحدة من فريق كبير بقامة الهلال إلا انه شعر بأن الوحدة مستواه اقل من ناديه الهلال مما جعل تجربته تواجه بالعديد من العقبات. انعدام ثقافة الاحتراف أما لاعب فريق الخرطوم الوطني، ريتشارد جاستن، الذي قضى موسماً مع نادي الاسماعيلي المصري فيرى ان اللاعب السوداني يفتقد لثقافة الاحتراف مما يجعل مواصلته صعبة، واشار ريتشارد الى نقطة مهمة جدا وهي اختلاف نظام الدوري السوداني من الكثير من الدوريات العربية والافريقية، موضحا أن فترته التي قضاها في سلطنة عمان واجه فيها الكثير من الصعاب باعتبار ان اللاعب السوداني غير منضبط تكتيكاً مما يجعله يواجه اجواءً غير معتادة بالنسبة له مما يجعله متوجساً وغير منسجم مع زملائه في فريقه الجديد واوضح ريتشارد انه استفاد كثيرا من تجاربه الاحترافية ولكنه لم يستمر فيها. انعدام المدارس السنية واتفق لاعب الهلال السابق عاكف عطا مع بشة في حديثه، وكان عاكف قد قضى فترة احترافية تنقل فيها بين ناديي الوحدة والشعلة السعوديين، وقال ان اللاعب في الخارج يجد اجواء مهيئة ولكنه يفتقد للجمهور الذي تعود عليه خاصة عند فريقي الهلال والمريخ، وأضاف عاكف ان اللاعب السوداني طموحه احد ناديي القمة، ولو منح نفسه الثقة يمكن ان يلعب في الدوريات الاوربية، مشيرا الى أن انعدام المدارس السنية في السودان قد يكون واحداً من الاسباب الرئيسة التى تجعل اللاعب السوداني فاشلاً احترافياً، الى جانب التعاقدات التى تتم من الاندية مع اللاعبين باعتبارهم محترفين، ومن ثم يتفاجأ النادي بان امكانات اللاعب ضعيفة مما يشكل هاجساً في نفسية اللاعب وتجعله غير قادر على العطاء. الثقافة الغذائية فيما يرى مدرب فريق الاهلي ودمدني ان اسباب فشل التجارب الاحترافية للاعب السوداني تعود الى ان البيئة غير الاحترافية في السودان وقال ان القائمين على امر الرياضة في السودان اهملوا المدارس السنية الى جانب وجود الثقافة الغذائية الخاطئة التى يستخدمها اللاعب السوداني، مشيرا الى أن التجارب الاحترافية للاعبين السودانيين تصطدم بواقع مختلف في دول الاحتراف في كل شيء مما يجعلها مهددة بنسبة كبيرة بالفشل. تفكير محدود اما المدرب محمد الطيب فإنه يرى ان الاجواء الرياضية في السودان غير احترافية مشيرا الى عدم إلمام اللاعب السوداني بالقوانين الاحترافية وعدم تمرحله عبر المدارس السنية وقال محمد ان «فاقد الشيء لا يعطيه» مشيرا الى ان عقلية اللاعب السوداني محدودة التفكير مما يجعلها تصطدم بوقع مختلف من الموجود في السودان. مواعيد سودانيين واتفق الخبير سيد سليم مع من سبقوه في الحديث حول عدم وجود ثقافة الاحتراف عند اللاعب السوداني الى جانب ضعف ثقافته الغذائية والاحترافية بصورة عامة وقال سيد سليم ان الدول الاخرى لها نظام محدد واللاعب السوداني غير معتاد على هذا النظام مما يجعله فاشلاً احترافيا وقال ان احد اللاعبين الممتازين رشح للاحتراف في الدوري القطري ولكنه تاخر عن اجتماع توقيع العقد لانشغاله بدعوة غداء من اسرة سودانية فرفض النادي التعاقد معه لعدم التزامه بالمواعيد.