المتتبع لمستوى اللغة الإنجليزية يجده قد تدهور تدهوراً ملحوظاً وواضحاً وضوحاً كبيراً، إذ كانت اللغة الإنجليزية في الستينيات من القرن الماضي لغة التعلُّم والتخاطب في الجامعات وكل المنتديات. ومعظم المتعلمين في المدارس الأكاديمية دون متعلمي الشهادة الأهلية والمعاهد الدينية كانوا يجيدونها كتابة ومخاطبة، واستمر هذا النمو والنسق إلى ثمانينيات القرن الماضي إلا أن الثورة التعليمية وتغيير السلم التعليمي والمنهج أضر بتعلم هذه اللغة المهمة، حيث كنا في الماضي ندرس بنظام «Reader» و«Books» ودرسنا في الثانوي «English Sturcher» وكتاب الأدب الإنجليزي «Thegun» وكل هذا خير دليل على تفوق طلاب المدارس الثانوية في اللغة الإنجليزية التي لا يستطع الطلاب أن يحرزوا فيها درجة جيد وقتها. مع العلم أن الطالب يجيدها تحدثاً وكتابة.. أما طلاب اليوم فيحرزون درجات عالية في المادة تتجاوز درجة جيد ولكن في الواقع نجده لا يعرف شيئاً في اللغة الإنجليزية إنه نظام امتحانات «Sircl» الدائرة أو ضع علامة «» أمام الإجابة الصحيحة. وأحياناً أن الخطأ «شختك بخت وأجرك على الله». يا سعادة الوزيرة إن طريقة تعلم اللغة الإنجليزية الحالية والمنهج هو السبب الأساسي في تدهور هذه المادة كما أن المعلم المؤهل الذي يجيد اللغة الإنجليزية وتدريسها عاملاً أساسياً في تعلمها فمعظم معلمين اللغة الإنجليزية غير متخصصين وإلمامهم باللغة لم يؤهلهم لتدريسها وعامل آخر وهو أن طريقة تعليم اللغة كان سبباً في ضعف القدرة والكفاءة ويجب علينا تدارك ذلك وإلاّ أن هذه اللغة سوف تصبح حكايات ومكاناً للتندر والفكاهة. المطلوب الآن تأهيل المعلم في معاهد خاصَّة تقوم بتأهيله تأهيلاً كاملاً لدراسة المادة وطرق تدريسها ومتابعة ذلك من أصحاب الخبرة والدراية في اللغة قبل أن تأتيهم المنون ونحن في غفلة من ذلك. هنالك من يجيد تدريس اللغة الإنجليزية ومازال يقدم كثيراً من العطاء في هذا المجال فعلى الوزارة أن تستعين بأصحاب الكفاءة والخبرة والأمر المهم ولا بد منه مراجعة المنهج ومتابعته وبل من الأصلح في رأيي أن تقوم الوزارة بوضع منهج جديد للغة الإنجليزية يتواكب ومستوى الطلاب المتدني وذلك بإدخال اللغة الإنجليزية في التدريس بعد تعلم اللغة العربية أولاً لأنها نفسها «بنت عدنان» تعاني مشقة وصعوبة حيث كثير من طلابنا اليوم لا يعرفون القراءة والكتابة والإملاء والإنشاء والمطالعة كما كنا نحن في الماضي بصرف النظر عن النحو والأدب والبلاغة ولقد قال الشاعر التيجاني يوسف بشير في قصيدة معهدي المشهورة. ووجدت من عنت الزيود مشاكلاً وبكيت من عمرو وإعرابه وأنا هنا أناشد وزيرة التربية والتعليم الأستاذة الفضلى ألاّ يغمد لها جفن ولا تنام لها عين وألاّ تقوم بإصلاح حال اللغتين معاً في المدارس. وأقول لها لا بد من تفعيل وزارة التربية والتعليم بالكوادر المؤهلة التي تجوِّد العمل الأكاديمي والتربوي ويجب ألّا تكون الوظائف الإدارية والتربوية والفنية في الوزارة حكراً لأشخاص لا يعملون على إصلاح هذا التدني. فلابد من خلق كوادر جديدة داخل الوزارة في أقسامها المختلفة من مناهج وبحث وطرق تدريس وخطط وبرامج وإحصاء وكافة الأقسام المختلفة. وسبق أن تحدث رئيس الجمهورية عن الوظائف وذكر قائلاً يجب أن تكون الوظائف للكفاءات والقدرات والتأهيل ولكن هذا الأمر لم يعمل به. لأن امتيازات الوظيفة ورونقها تنتج إنتاجاً تربوياً وعلمياً وعملياً. ويا سيادة الوزيرة الدور المنوط بك وأنت ورثت تركة مثقلة ودورًا كبيرًا يتطلب منك جهداً كبيراً ولا بد من خلق ثورة تعليمية تتضافر فيها جهود كل أصحاب الخبرة والدراية في العمل التربوي الأكاديمي وذلك بغرض معالجة كافة قضايا التعليم في السودان فهلاّ فعلت يا سعادة الوزيرة.