قالت «ن» بصوت حزين: صديقاتي يتعاطين الحشيش في السجائر ويستمتعن به أكثر مع الشيشة في الأماكن العامة ولكنهن غير مدمنات يتناولنه فقط من أجل إنعاش المزاج، أما أنا فأخاف أن أدمنه لذا لا أشربه وأكتفي بالشيشة.. هذا السيناريو لسان حال فتيات ولجن عالم الإدمان هادمات بذلك كل الأعراف والتقاليد. فما هي الدوافع التي تقود البنات إلى عالم الإدمان؟ وكيف ينظر المجتمع لها؟ وكيف يعالج علم النفس الإدمان؟ والعديد من التساؤلات التي حاولنا الإجابة عنها عبر المساحة التالية. أجرته: منى النور ممارسة الهروب لم يُخفِ العم عثمان غضبه ومكنون صدره من سلوك بنات اليوم وقال بصوت حاسم: تنوعت طرق الإدمان عند البنات سجائر وتبغ وشيشة حتى وصل الأمر إلى تعاطي المخدرات كالهيروين وغيرها من المسميات الغريبة علينا والمؤسف وجود الشيشة في الفنادق والكافيتريات وعزا العم عثمان الإدمان عند البنات إلى التفكك الأسري وعدم إمكانية مسايرة الحياة سواء ماديًّا أو نفسيًّا أو اجتماعيًّا فهناك من تحاول أن تقلد صديقتها ولذلك يلعب أصدقاء السوء دورًا كبيرًا في الزج بأقرانهم في جحيم الإدمان كذلك هناك من لديها شعور بأنها غير مرغوب فيها شكلاً أو ماديًا فتلجأ للإدمان كنوع من الهروب من الواقع فتحاول أن تخرج من حالتها النفسية إلى الإدمان سواء كان إدمان السجائر أو إدمان المواد الكحولية أو المخدرات. مقلدات فيما يؤكد الأستاذ عبد الله يعقوب المحامي أن السلوكيات الشاذة في العادة تنتشر بسهولة ويسر، فالشيشة مثلاً غزت الطبقات الغنية والفقيرة معًا وأصبح التدخين ونفخ الدخان في الهواء نوعًا من التنفيس عن غضب مكبوت او إحباط أو استهتار بكل شيء، فالشابات اليوم للأسف فارغات المحتوى يسهل انجرافهنَّ وراء كل تقليد أعمى وقد أدمنت الفتيات المخدرات كنوع من التقليد الأعمى وفي اعتقادي أن معظم المدمنات اليوم هن مقلدات غير محترفات. جيل معافى وتؤكد سهام حسن «موظفة» أن إدمان الفتيات كارثة حقيقية بالمجتمع تؤدي إلى انتشار الوباء في المجتمع، وقالت: هناك عدة عوامل ساهمت في إدمان البنات منها الانفتاح الإعلامي والغزو الثقافي إضافة إلى الفضول الغريب الذي يميز جيل بنات وأولاد اليوم وعدم تمييزهم بين الخطأ والصواب مؤكدة أنه ليست كل الحالات التي وقعت في هوة الإدمان كان سببها التفكك الأسري أو الضياع الاجتماعي، لأن المجتمع يزخر بقصص لبنات ينتمين إلى أسر مشهورة وعلى درجة من التعليم والثقافة ومع كل ذلك لم يعصمهن القدر من الإدمان فالتربية عندي تعد حجر الأساس لجيل معافى من التشوهات الاجتماعية ومحصن ضد الغزو الثقافي والمجالات المفتوحة عبر بوابة الإنترنت. الأسرة السبب انفصال الزوجين أو الطلاق البارد أو انصراف اهتمام الزوجين إلى أهداف أخرى غير تربية الأولاد وغيرها من المشكلات الاجتماعية جميعها يمكن أن تسهم في دخول البنت عالم الإدمان فهناك مثلاًَ الفتاة الفقيرة التي هوايتها الإيقاع ببنات العائلات في هوة الإدمان لاستغلالهن ماديًا مستغلة الضغوط النفسية التي تعيشها فتجد في التعاطي راحة مؤقتة تهرب من خلالها إلى عالم الإدمان. شخصية مهزوزة الأستاذة زهرة إسحق أحمد اختصاصية العلاج النفسي تناولت القضية من تخصصها وعرَّفت الإدمان بأنه التعود على سلوك يؤثر في مزاجه وسلوكه ومنه الإدمان على العقاقير الطبية مثل الفاليوم والفايف بحجة أنه يعدل المزاج وهو أحد أدوية العلاج للأمراض النفسية وقد أصبحت تستخدمه ستات الشاي في الجامعات في القهوة والشاي فأدمنه الكثيرون بدون علمهم كذلك هنالك الإدمان على الهيروين والكوكايين وسط طبقات محددة والإدمان على الكحول، وعزت أسباب إدمان البنات إلى غياب الأسرة الدافئة التي تراقب أبناءها بصورة لصيقة إضافة إلى حالات الطلاق والمشكلات الزوجية التي تجعل الوالدين منشغلين عن أطفالهما خاصة خلال فترة المراهقة، وقالت إن رفيقات السوء يدفعن البنت إلى الإدمان مشيرة إلى أن مثل هذه الشخصية تكون شخصية مهزوزة بجانب أن صاحبة الوضع الاقتصادي الجيد قد تستغلها رفيقات السوء ماديًا لذلك يسعين إلى ضمها إلى عالمهن أو قد تكون الفتاة تعرضت لتجربة عاطفية فاشلة أو غير مستقرة سببت لها نوعًا من الضغوط. وأكدت زهرة أن هناك انحرافات سلوكية تصاحب الإدمان فأغلب المدمنات لديهن سلوكيات أخلاقية وأبانت أن العلاج يكمن في العلاج بواسطة العقاقير والعلاج السلوكي والإرشادي لمعرفة الأسباب التي قادت إلى التعاطي والعمل على إعادة الثقة بالنفس.