يزور الخرطوم غدًا الثلاثاء وفدٌ رفيع المستوى من الاتحاد الدولي للاتصالات برئاسة مدير قطاع تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي إبراهيم مسانو وممثل المكتب الإقليمي العربي للاتصالات للتعرُّف عن قرب على التطوُّر التكنولوجي الذي يشهده السودان حاليًا في مجال الاتصالات حتى صار في مصاف الدول العالمية بفضل البنى التحتية والشراكات الذكية في مجال الاتصالات وبيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. افتتاح المركز الإقليمي لتدريب الكوادر الوطنية والبلدان الشقيقة والمجاورة على الإصدار السادس لبروتوكول الإنترنت الذي أنشأته الهيئة القومية للاتصالات وزيارة الوفد دليل على المكانة التي وصل إليها السودان بفضل اهتمام الدولة بهذا المجال الذي يعتبر رافدًا حقيقيًا من روافد البناء الحديث للدولة وركيزة أساسية للاستثمار الذي بدأت بشائره تلوح في الأفق وشهادة بأن السياسات المتعلقة بتطوير تكنولوجيا الاتصالات قد أينعت بفضل الخبراء والاختصاصيين الذين تعاقبوا على الهيئة القومية للاتصالات منذ نشأتها وحتى الآن.. لا نقول حان قطافها ولكن حان توظيفها لخدمة دول الجوار من البلدان الشقيقة والصديقة التي تستحق أن ننقل لها مثل هذه التجربة الرائدة في مجال الاتصالات ليصبح المركز مركزًا إقليميًا والسودان يزخر بمثل هذه المراكز الإقليمية في مختلف المجالات. ٭ مشكلة الاتصالات من المشكلات الرئيسة التي عانى منها المغتربون يومًا ما، حيث كان من الصعوبة للمغترب الاتصال بالأهل والعشيرة والأولاد بالسودان وكانت الأسر تنتظر الساعات الطوال داخل محال الاتصال التي كانت تعد بأصابع اليد الواحدة في العاصمة الخرطوم لتسمع صوت عائلها وهو يطمئنهم إلى حالته الصحية والاقتصادية وموعد وصوله للخرطوم في إجازته السنوية لتبدأ استعدادات الأسرة للاحتفال بقدوم عائلها من الغربة وكانت مشقة الأسر في الأقاليم والولايات أشدّ وهي تحضر إلى الخرطوم وتنتظر في صف المكالمات بالساعات الطوال حتى تسعد بصوت عائلها ثم تعود مرة أخرى.. ثم تحسنت الظروف رويدًا رويدًا وطرأ تحديث متكامل بدخول الهواتف الثابتة في المنازل وصارت المكالمات ليلاً ونهارًا دون تحديد في الموعد والساعات، ثم دخول بعض شركات الاتصالات الحديثة وانتشار الهواتف الخلوية والمحمولة وغيرها ليصبح الاتصال بين السودان والولاياتالمتحدةالأمريكية أسهل من الاتصال بين الخرطوم ومدني أقرب الولايات إلى العاصمة وبين السودان والسعودية أفضل من الاتصال بين الخرطوم والفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وبفضل هذه التقنية التي تنافست عليها كبرى شركات الاتصالات العالمية صار السودان معلمًا بارزًا في مجالات الاتصالات وبيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ٭ مع الانتشار الواسع للموارد المتصلة بالإنترنت في جميع أنحاء العالم وتكامل أجهزة المستهلك المدعمة ببروتوكول الإنترنت الموصلة مباشرة بالشبكة، أصبحت مسألة استنفاد عناوين الإصدار الرابع لبروتوكول الإنترنت IPv4 ذات أهمية جوهرية. وإضافة إلى مزايا أخرى، يهدف الإصدار السادس لبروتوكول الإنترنت IPv6 الذي يتيح حيز عنونة بمقدار 128 بتة إلى معالجة النقص الحالي في عناوين IPv4 العمومية. ومع ذلك، فإن الانتقال من IPv4 إلى IPv6 يسير بمعدل بطيء نوعاً ما. وأثناء الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات WTSA-08، جوهانسبرغ 2008، توصلت الدول الأعضاء في الاتحاد وأعضاء القطاع إلى توافق في الآراء واعتمدت القرار 64 توزيع عناوين بروتوكول الإنترنت وتشجيع نشر الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت لزيادة الوعي بمدى تيسر عناوين IPv4 ونشر IPv6. ٭ من إيجابيات الزيارة المرتقبة قيام ورشة تضم المنظمات العالمية ومقدمي خدمات الاتصالات واجتماع فريق عمل الإصدار السادس لبروتوكول الإنترنت IPv6 في السودان، شاركت فيه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والمركز الوطني لمعلومات الشبكة بعرض عن دعم الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت في البنية التحتية.