من الوجوه الخفيّة للكنائس الغربيَّة هي انغماسها في السياسة وعمليات التجسس والإستثمار في صناعة السّلاح. وقد ثبت أن التبرعات المالية التي يتبرع بها (المحسنون) من روَّاد الكنائس والكاتدرائيات، يتمّ استثمارها في شركات صناعة السّلاح التي تصنع الدبابات والصواريخ والطائرات المقاتلة. وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية قد كشفت أن ستّ عشرة كاتدرائية تمتلك أسهماً بقيمة (30) مليون استرليني في شركات الصناعة العسكرية البريطانية، بما فيها شركة (بيرتش إيروسبيس) و(ڤايكرز) و(راكال).شركات صناعة الأسلحة في بريطانيا تسمَّى (الشركات الدفاعية البريطانية). وبشأن التسمية (الشركات الدفاعية البريطانية). وفي انتقادٍ لاستثمار الكنيسة في صناعة السلاح، يقول (بيشوب مونماوث) القسيس (روان وليام): لا أعتقد أن الصناعة (الدفاعية) تتعلَّق ببساطة بحمايتنا لأنفسنا. كذلك كشفت صحيفة (الإندبندنت) أن المسجد المركزي في لندن (المركز الإسلامي) يمتلك أسهماً بقيمة (53) ألف جنيه أسترليني في شركة (GEC)، وهي إحدى شركات صناعة السلاح البريطانية، وهي من كبريات شركات الصناعات العسكرية التي تزوِّد الجيش البريطاني بقطع السلاح. عندما ظهرت فضيحة استثمار ستة عشر كاتدرائية في شركات السلاح، اعترض عضو البرلمان عن حزب العمال - مجلس العموم (بول فلين) على استثمار الكنائس في صناعة السلاح، وطالب بوقفه، مشيراً إلى أن (الأتقياء) الذين قدموا تبرعاتهم إلى الكنيسة سيصابون بالرّعب، عندما يعلمون أن مساهماتهم المالية في الكنيسة لأغراض الخير والإحسان، قد أصبحت مساهِمة في القتل الجنوني الذي يتلقَّى أسلحته من (الشركات الدفاعية البريطانية). ومن ضمن الكاتدرائيات التي استثمرت أموال التبرعات في صناعة السلاح (كاتدرائية سالزبوري)، حيث تمتلك المنظمة الخيرية التابعة لها (صندوق كورسترز الخيري) أسهماً بقيمة (307) ألف جنيه استرليني في شركة (BAE)، وهي أكبر شركة سلاح بريطانية وهي التي تنتج الطائرة المقاتلة (هوك Hawk). ويعتبر من أبرز المسؤولين (الدينيين) في كاتدرائية سالزبوري هو العميد (بريجادير) (كيت أوين Kit Owen). أما أكبر الكائدرائيات الأنجليكانية الخمسة عشر المستثمرة في شركات صناعة السلاح، فهي كاتدرائية (أكسفورد) التي تديرها جامعة أكسفورد. حيث تبلغ قيمة الأسهم التي تمتلكها كاتدرائية (أكسفورد) في شركات صناعة السلاح مبلغ (1.2) مليون جنيه استرليني. حيث تمتلكها في شركات صناعة السلاح (GEC) و(GKN). أيضا من أكثر الكاتدرائيات استثماراً في صناعة السلاح، كاتدرائية (ليشفيلد Lichfield). التي تمتلك أسهماً بقيمة (359) ألف استرليني في شركة (ڤايكرز) التي تصنع دبابات (شالنجر). ومن ضمن الكاتدرائيات الأنجليكانية البريطانية التي تستثمر في صناعة السلاح، كاتدرائيات (ليڤربول) و(سنت ألباني) و(ليستر) و(بيرمنجهام) و(نيوكاسل) و(روشيستر وساوث وارك) و(لندن) و(ديربي) و(بلاك بيرن) و(شارلسل) و(مانشيستر وشيستر). لكن الأسهم التي تمتلكها الخمس عشرة كاتدرائية أنجليكانية بريطانية في شركات صنع السلاح، تصبح متواضعة قزمة بالمقارنة مع (كاتدرائية الرومان كاثوليك) التي تمتلك أسهماً بقيمة (25) مليون جنيه استرليني في شركتي (لوكاس ڤارِتي) و(رولز رويس) للصناعات العسكرية. عندما ظهرت إلى العلن فضيحة الإستثمار الكاتدرائي والكنسي في صناعة السلاح، أعلنت العديد من الكاتدرائيات المستثمرة في صناعة السلاح أنهم يتبعون في مسلكهم قيادة المفوَّضين الكنسيين، الذين يديرون ثروة (كنيسة إنجلترا) ولديهم ملفّ استثماري ضخم، يتضمن (4) مليون سهم في شركة صنع السلاح (GEC) و(800.00) في شقيقتها شركة (GKN). المدافعون الدينيون عن استثمار الكنائس والكاتدرائيات في صناعة السلاح، يقولون إن هناك (لاهوت) عن الحرب (العادلة)، ولا يوجد في الإنجيل مايمنع (الدفاع) عن النفس. المفارقة أن أولئك القسس (الأتقياء) الذين يستثمرون أموال أصحاب النوايا السليمة في صناعة السلاح، يعلمون تماماً أن تلك الشركات تصدِّر أسلحتها التي تنتجها تلك إلى الأنظمة القهرية الدموية، وتشعل الصراعات في مختلف مناطق العالم. هل يليق بالكنيسة أن تصمت، وهي ترى أيادي قسيسيها ورهبانها ملطخة بدماء الضحايا. أم أصبح هناك في ساحة الكنيسة، لا يوجد فرق بين الكاهن (الجليل) والجندي (النذل)؟.