في الاخبار أن ما رشح من تسريبات حول اللقاء بين زعيم حزب الامة وزعيم المؤتمر الشعبي يدندن حول إعادة هيكلة المعارضة.. اعادة هيكلة قوى الاجماع الوطني.. القراءة التحليلية والرؤية التفسيرية لسلوك الزعمين الإمامين عند البقية الباقية من قوى الاجماع الوطني ان المسألة اكثر من مجرد هيكلة.. قوي الاجماع الوطني ترى ان اعادة الهيكلة تسبقها مرحلة مهمة.. اعادة الهيكلة تستوجب «تفكيك» المعارضة القائمة.. المعارضة تعلم ان هيكلها القديم لم يكن مبنياً على قواعد ابراهيم.. وان اعادة البناء ربما لا تكون على قواعد ابو عيسى..! تحتاج قوى الاجماع الوطني قبل اعادة الهيكلة وما قد تقود اليه من هدم للمعبد على من فيه، تحتاج قبل هذا الى توحيد الجبهة الداخلية حتى ترمي جميعها عن قوس واحدة.. لكن تواجه توحيد الجبهة الداخلية مشكلة.. فمن المعروف ان قوى الاجماع الوطني لا تخرج جميعاً من مشكاةٍ واحدة.. بل يخرجون جميعاً من مشكاوات متعددة.. قبل ايام حملت الصحف تصريحات للمتحدث باسم الاجماع الوطني.. تصريحات مفادها ان وثيقة فجر كمبالا القديم رسمت صورة قاتمة للمعارضة.. وانها اعطت الشعب انطباعات سالبة تجاه قوى الإجماع الوطني.. بعدها بيومين خرجت ذات الصحف بتصريحات لفاروق ابوعيسى تفيد نفيه لتلك التصريحات.. وان الصحف «كالعادة» حرّفت بعض اقواله وكل افعالة فجاءت منزوعةً عن السياق الذي ذكرت فيه... و... «شماعةٌ قديمة».. مشكلة المعارضة ليست في المساعي غير الحميدة للشيخين المعارضين.. مشكلة المعارضة تكمن في انها تريد مخاطبة اضداد كثيرة في وقت واحد.. تريد قوى الاجماع الوطني ان توقع على ميثاق فجر كمبالا القديم.. وتريد ان ترضي الجبهة الثورية حتى ان كان له نصيب قالت لهم الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤتمر الوطني؟ وتريد ان تخاطب مسجل الاحزاب حتى ان كان له فتحٌ من الله قالوا ألم نكن معكم.. وتريد ان تخاطب جماهير الشعب.. وتريد ان تخاطب المجتمع الدولي.. وتريد ان تخاطب القوى الرجعية التي بين جنبيها بانها لا ترمي الى فصل الدين عن الدولة.. وان كل ما في الامر هو نص جانبي في الوثيقة يتحدث عن فصل بعض المؤسسات الدينية عن الدولة .. وتريد ان نفهم منها ان الوحدة الطوعية ليست دعوة للانفصال لكنها «جنا تااا» تقرير مصير.. قوى الاجماع تريد ان تتحدث بألسن متعددة فما تفهم الحداث الا التراجم.. والترجمة يقوم بها الزعيمان اعضاء قوى الاجماع الوطني فترى فيها قوى الاجماع الوطني ترجمة غير رسمية.. وان التفكيك الذي يقوم به الزعيمان كعمل استباقي هو تفكيك مثير للشكوك لانه ينطوي على نوايا مبطنة بوجود فجوة انتقالية بين التفكيك واعادة الهيكلة تجعل قوى الاجماع من اهل الفترة.. كلما اوغلت قوى الاجماع في الخلط بين الحكومة والوطن فيما تحيك من تآمر تباعدت بينها المواقف، وظهر كلٌّ منهم بوجهه الحقيقي الذي لا يقبله الآخرون.. قوى الاجماع لا ترى في اجتماع الزعيمين اكثر من التقاء ذراعي المقص.. ذراعي المقص لا يجتمعان الا لتقطعا.. مع هذا كله ليت لو ان ما بين الشيخين عامرُ.. بعض ما يفيد قوى الاجماع الوطني ان تُجمع فيما بينها اجماعاً وطنياً حقيقياً على ما ترتضي وترتجي من برامج.. بعض ما يفيد قوى الاجماع الوطني ان تقترب من نبض الوطن.. وان تقترب من نبض الجماهير وتعيد قراءة اتجاهات الرأي العام.. وبعض ما يفيد قوى الاجماع الوطني وما يفيد الوطن ان تكف عن استعدائها على القوات المسلحة.. فقوى الاجماع الوطني لا تزال تضمر العداء للقوات المسلحة فيما نجد في لحن القول.. حتى جاء العداء صريحاً بلا مواربة في نصوص وثيقة فجرهم القديم بحل القوات المسلحة وتسريحها واحلالها بمليشيات الجبهة الثورية.. الاجماع الوطني ترفض لقاء الزعيمين.. وترفض اعادة الهيكلة.. وترفض كل شيء.. لكنها تهلل وتكبر لانضمام المناضل الكودة للوثيقة من مخبئه في مصر.. وتهلل وتكبر لتوقيع الكتروني لابن شيخ آخر من المشايخ من الولاياتالمتحدة..! وتنام وتتمطى على اجنحة الامل الكذوب وتحلم بالفجر الجديد..