لفت انتباهي خبر صغير، لكنه ذو مدلولات كبيرة، وهو خبر توقيف لص سرق موبايل الأمين العام للحركة الإسلامية، شيخ الزبير محمد الحسن وزير النفط ووزير المالية السابق، ولا شك أن للخبر أبعاداً تتجاوز عملية سرقة موبايل، لكن قبل أن نخوض في أبعاد القصة هذه لا بد أن نشير أولاً من ناحية فنية إلى أن توقيف اللص ليس هو الحدث الذي يجب أن نبدأ به عنوان الخبر، فاللص يغور في «60» داهية، ما هو طوالي قاعدين يوقفوهم، عملوا ليهم شنو يعني، ولا اللصوص خلوا السرقة ولا هم خلوا التوقيف، عشان كدي كان لا بد أن يقال سرقة موبايل شيخ الزبير والقبض على اللص .. المهم دا هسي ما موضوعنا هي بقت على لصوص الموبايلات، ما يوقفوا اللصوص الصحي صحي، فالزبير قبضوا ليهو اللص السرق موبايلو عقبال للشعب السوداني «الفضل» يقبضوا ليهو اللصوص السرقو البلد كلها وسرقوا سُّكرو ودقيقو، ودواء المرضى، وحليب الأطفال.. وعقبال يقبضوا لينا الحرامية الكبار اللي سرقو البسمة من شفاه أطفالنا والصحة من أجسادنا وراحة البال ونضارة وجوهنا والبشاشة.. المهم ده برضو ما موضوعنا هسي، كدي نمشي لي موضوع سرقة موبايل شيخ الزبير، وقبل ذلك نقول لشيخ الزبير كفارة والحمد لله اللي ربنا قدر ولطف، تاني أعمل حسابك، الموبايل هيّن الكلام «الحركة».. والله لو غفلت منها ح يسرقوها زي الموبايل، والموبايل طبعا حُمَّتو خفيفة، لكن «الحركة» لو سرقوها زي زمان، ما ح تلقى زول يوقف ليك اللصوص، وتأكد جداً يا شيخ الزبير أنو في ناس كتار متربصين ب «الحركة» وعايزين يختطفوها وينتزعوها من بين يديك.. وجانب آخر من القصة يشير فيه البعض إلى مخاوفهم من أن يفرِّط شيخ الزبير في الحركة كما فرّط في الموبايل، وهؤلاء يناشدون شيح الزبير بألا يفرِّط في الحركة ولا يسترخي حتى لا يُفعل بها ما فُعل بالموبايل، وإذا كان شيخ الزبير قد ترك الموبايل بالسيارة، فإن الحادبين على الحركة يناشدونه ألا يترك الحركة لقمة سائغة للمتربصين بها، وكما أشرنا فإن حرامية الموبايلات يمكن أن يتم توقيفهم، لكن المتربصين بالحركة لا أحد يمكنه القبض عليهم ولا توقيفهم، ولا حتى توجيه الاتهام إليهم بصورة رسمية.. وعموما المرة دي جات في الموبايل، والمرة الجاية لو ما عمل شيخ الزبير حسابو، بتجي في رأس الحركة والبخطفا ما بقول بغم.