في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ تناول وسائل الإعلام قضية مهاجمة اسراب الجراد الصحراوي للمشروعات الزراعية بولاية الشمالية ونهر النيل عقدت وزارة الزراعة مؤتمرًا صحفيًا امس بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة حول مكافحة الجراد الصحراوي حيث ابتدر النقاش مدير وقاية النباتات د. خضر جبريل والذي قدم شرحًا مستفيضًا عن الموقف الحالي للمكافحة، واكد ان للجراد حملتين صيفية منذ يونيو وحتى اكتوبر وتشمل جميع ولايات البلاد حيث تمت المكافحة منذ مرحلة الحوريات للجراد، اما المرحلة الشتوية فتشمل ولاية البحر الاحمر فقط، واشار الى ان الجراد جاء بصورة مفاجئة من ولاية البحر الأحمر قادمًا من تشاد ومالي وهاجم منطقة نهر النيل والشمالية حتى منطقة ام جواسير والحامداب وكشف ان المساحة المصابة بلغت «571» الف هكتار تمت مكافحة «420» الف هكتار وبلغت الأسراب 37 سربًا واستخدمت طائراتان بجانب «27» الف طن من المبيدات، وقال إن المكافحة استمرت لمدة 270 ساعة، وكشف أن اجمالي تكلفة الساعة 19 مليون جنيه، واوضح ان الجراد لم يحقق اي اصابات دمس، واضاف ان نسبة الضرر تقدر ب «1%» مشيرًا الى ان منطقة الدبة اكثر المناطق تأثرًا وزاد: حتى لو وقع ضرر فيعتبر مثل الكوارث الطبيعية كالزلزال لا يعوض، مفوض مكافحة الجراد الصحراوي بمنظمة الفاو اكد ان مهاجمة الجراد لم تكين متوقعة، وقال إنه منذ نوفمبر حتى فبراير تم التوالد في ساحل البحر الأحمر، ومع كشف الغطاء النباتي بدأت تتحرك اسراب الجراد في ثلاث جهات نهر النيل ابو سمبل القاهرة شمالاً وعن الموقف الحالي أكد وجود حقول كبيرة للبيض ممتدة على طول النيل من حلفا حتى نهر النيل في مساحة «1000» كيلو لافتًا الى ان البيض بدأ في مرحلة الفقس منذ خمسة أيام منوهًا بأن نهاية شهر مارس تنتهي مرحلة الفقس وتبدأ مرحلة الحوريات، وحذر من خطورة المرحلة اذا لم تكافح في شهر ابريل لتعلن بداية اسراب اخرى في بداية مايو مشيرًا الى ان الجراد يضع البيض في اطراف الزراعة المروية حيث تضع كل انثى 200 بيضة ولوح بوجود خطر كبير اذا استمر الوضع ولم تكافَح لجهة ان الجراد يكون ناضجًا وشره جدًا. واشار الى ان الفاو بعثت لدراسة الوضع ووجود المقترحات لمعالجة الموقف مبينًا ان من الصعوبة تعويض الاحتياجات لمعالجة المسح والمكافحة اضافة الى ان الامكانيات الموجودة في السودان بدأت تتلاشى داعيًا وزارة الزراعة لتنشيط لجنة تسيير الجراد الصحراوي في ذات السياق ذكر ممثل المنظمة بالسودان شارلس ان المنظمة اجرت عدة اتصالات مع الجهات ذات الصلة، وكشف عن دعم لمكافحة الجراد ومقابلة الاحتياجات الآنية بلغ مليون دولار من قبل المملكة العربية السعودية بمبلغ 400 الف دولار ومنظمة الفاو 500 الف دولار و75 الف دولار معدات رش ومبيدات تصل نهاية الشهر الجاري، وناشد الدول الصديقة والدول المانحة دعم السودان. وزير الزراعة والري د. عبد الحليم المتعافي قلل من مشكلة الجراد الصحراوي وبدء التعامل معه لجهة عدم حدوث اضرار لأن الجراد جاء من مناطق التوالد ويحمل ما يكفيه من الغذاء ليضع بيضه ووصف هجوم الجراد في هذا الوقت بالدورة غير العادية، وعزا ذلك لعدم حدوث هجوم الجراد على وادي النيل في تاريخ السودان، وقال ان الجراد الصحرواي تم تحول في سلوكه بجانب البيئة الملائمة من نجاح موسم الخريف الماضي، واكد ان السودان اكبر مسرح لتوالد الجراد في الصيف والشتاء، وحذر من هجومه في فصل الخريف على دارفور وكردفان، وكشف عن أن تكلفة المكافحة في المرحلة الاولى بلغت 10 ملايين دولار.