الربيع الإفريقي.. سقوط إفريقيا الوسطى و فرار بوزيزيه بانغي : وكالات سيطر متمردو حركة سيليكا أمس على عاصمة إفريقيا الوسطى بانغي بما فيها القصر الرئاسي إثر هجوم خاطف أطلقوه لإطاحة الرئيس فرنسوا بوزيزيه والذي فر من العاصمة إلى دولة الكنغو. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان «مع تأكد رحيل الرئيس بوزيزيه من بانغي، «أدعو الأطراف كافة إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس» مشيرًا إلى أنه «تم تعزيز» القوات الفرنسية في بانغي لضمان أمن الفرنسيين هناك. تقرير: المثنى عبد القادر أكدت الخارجية الفرنسية أنباء هروب رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه، في الوقت الذى أعلن فيه متمردو سيليكا سيطرتهم على القصر الرئاسي بالعاصمة بانغي، مما أرغم الرئيس فرانسوا بوزيزيه على الفرار عبر نهر أوبانغي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة ومنها حسب مصادر «الإنتباهة» إلى جنوب إفريقيا، وقال المتحدث باسم الرئاسة غاستون ماكوزانغبا سيطرة المتمردين على العاصمة، متمنياً ألا تكون هناك أي أعمال ثأرية من قبل الحركات المسلحة تجاه أنصار النظام السابق، كما صرح المتحدث الحكومي كريبين مبولي غومبا بأن مسلحي ائتلاف سيليكا سيطروا على كل المواقع الإستراتيجية بالعاصمة، بينما ذكر مستشار رئاسي أن الرئيس بوزيزيه عبر نهر أوبانغي إلى الكونغو الديمقراطية صباح أمس، ومن جهته، قال القائد بائتلاف سيليكا الكولونيل دجوما نركويو لوكالة الصحافة الفرنسية: «استولينا على القصر الرئاسي والرئيس بوزيزيه لم يكن بداخله، والآن نتوجه للإذاعة «الوطنية» ليتولى رئيس سيليكا «ميشال دجوتوديا» مقاليد الحكم». وحسب مصدر دبلوماسي أن فرنسا أرسلت جنوداً إلى إفريقيا الوسطى لتأمين مطار بانغي بعد دخول المتمردين إلى شمال المدينة، ويجدر بالذكر أن نحو «1250» فرنسياً يوجدون حالياً بإفريقيا الوسطى. مصادر «الإنتباهة» أكدت هروب عدد كبير من مقاتلي نظام فرانسوا بوزيزيه إلى الكاميرون، كما أفادت بأن عدداً كبيراً من جنود دولة جنوب إفريقيا قد لقوا حتفهم وهم يدافعون عن القصر الرئاسي حيث ظلت القوات الفرنسية تراقب الأوضاع عبر طرق مختلفة. أما بالنسبة لموقف السودان بشأن ما يحدث فلقد أكد مصدر دبلوماسي مطلع ل «الإنتباهة» أن حكومة السودان لا تزال تدعم نظام الرئيس فرانسوا بوزيزيه، وأنها تنتظر قرار الاتحاد الإفريقي بشأن عملية اقتحام متمردي إفريقيا الوسطى للعاصمة، وأن الخرطوم لا تزال تدعم كل الاتفاقيات الموقعة مع دولة إفريقيا الوسطى، ونبه المصدر إلى أن حدود السودان مع إفريقيا الوسطى وتشاد إعلنت منطقة عسكرية، وهي لا تزال مغلقة. رغم أن حديث المصدر الدبلوماسي يعتبر الرواية الرسمية، لكن صحف دولة إفريقيا الوسطى الصادرة أمس الأول «السبت» وصباح أمس المتزامنة مع دخول المتمردين للصر الرئاسي، أشارت إلى أن حكومة السودان قدمت دعماً كبيراً لمتمردي إفريقيا الوسطى فاق حد التصور، وزعمت إحدى تلك الصحف أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا فضل المولى أشرف على تلك العمليات. وفي السياق يقول أحد المراقبين إن تحالف الخرطوم وإنجمينا على دعم متمردي إفريقيا الوسطى، ظهر ذلك جلياً في انسحاب القوات التشادية التي كانت حامية للعاصمة بانغي، ويشير المراقب إلى أن قوات الرئيس السابق أصبحت منهارة عقب دخول المتمردين قصر الرئاسة، لكن المراقب حذر بأن هروب بوزيزيه يمكن أن يصبح مثل السيناريو التشادي عندما وصل متمردو تشاد لقصر الرئاسة ثم تراجعوا وهُزموا، خاصة أن الرئاسة الفرنسية لم تقرر بعد دعم فرانسوا بوزيزيه أو المتمردين. أخيراً، إن خطورة تلك العمليات العسكرية المجاورة للسودان تكمن في أنها تتم في إطار تكهنات بوجود عمليات عسكرية أخرى بدأت باتجاه تشاد الأسبوع الماضي، بجانب أخرى مستمرة في الكونغو وصلت يوم الجمعة الماضية حد إحباط مؤامرة تهدف إلى اغتيال الرئيس جوزيف كابيلا والإطاحة بحكومته، لذا فإن مجريات الأحداث المجاورة تتم بنسق واحد يجب أن يحذر منها السودان، خاصة وأن رياح الربيع الإفريقي بدأت مع الصيف.