قبل وفاته بدقائق قرأ القرآن الكريم وقال لزوجته: الدكتور حيعمل شنو بعد ده وكان أن توفي..صاحب روائع (هل أنت معي) و (فينوس) و (أجراس المعبد)..عمل بالسكة الحديد أولاً وقطار الحاكم العام سبب مجيئه للخرطوم..له كنز من المواد بمكتبة الإذاعة وعلاء الدين ابنه لديه موقع إلكتروني يحوي جميع أعماله الفنية قام بالزيارة: صلاح الدين عبد الحفيظ مالك نهى حسن رحمة الله لم يكن موقع منزل الراحل عبد العزيز داؤود بالخرطوم بحري من الصعوبة حتى نصل إليه فجميع أهل بحري يعلمون هذا المنزل وعلى الأخص سكان منطقتي الدناقلة شمال وجنوب. كما اشتهر الفنان عبدالعزيز محمد داود بإبداعه وروحه المرحة، كذلك اشتُهر بأداء أعماله الفنية وهو يحمل (كبريتة). لا أحد اليوم يعلم سرّ تلك الكبريتة. كما لا يعلم أحد اليوم مصير مزرعته التي بسببها اقترض قرضاً من البنك الزراعي ولم تنجح المزرعة النجاح المطلوب ولاحق البنك الزراعي مبدع السودان فقال: كنت أريد أن أكون مثل عزيز كافوري فأصبحت عزيز قومٍ ذلّ!. داخل المنزل الأستاذة عامرية عبد العزيز داؤود كانت في استقبالنا وضيافتنا. فانهمر الحديث منها وهي تستذكر كل شيء عنه فقالت: الوالد من مواليد بربر في العام (1924م) وعلى غير عادة الأهل آنذاك أُدخل المدرسة فدرس بها أربع سنوات ومن ثم اتجه نحو الحياة العملية. ٭٭ من أين استمد حفظ الأهازيج الدينية وقراءة القرآن بصوت خاشع؟ نسيت أن أقول إن بربر وحسب حديثه معنا كانت مدينة من أوائل المدن التي اهتمت بالتعليم الديني والدنيوي. فقبل المدرسة أُلحق بالخلوة التي حفظ فيها قدرًا من القرآن. وبالمناسبة كان يقرأ القرآن بصوت محبوب لكل أهل بربر وهذا ما أكده عدد من الناس. ٭٭ سمعنا أن هناك مضايقات حدثت له حين بدأ الغناء في بربر.. ما صحة ذلك؟ فعلاً سمعت، ومن ذلك شكوى إمام الجامع لوالده بأن ابنه قد اتبع طريق الشيطان بغنائه.. ٭٭ وما رأي والده؟ تركه يغني ويمدح.. وبالمناسبة بربر كانت بها ليالي أذكار ومدائح. ٭٭ متى عمل بالسكة الحديد؟ عمل منذ بداية الأربعينيات أو تحديداً العام (1943م) في وظيفة عامل وتركها بعد قصة قطار الحاكم العام (1946م). ومنها عمل بالخرطوم في مطبعة ما كروكوديل التي كانت تطبع صحفًا عديدة أشهرها صحيفة السودان الجديد. ٭٭ هل من الممكن أن تروي لنا قصة قطار الحاكم؟ كان ذلك بإحدى المحطات الخلوية التي كان يعمل بها. ويومها كانت هناك زيارة للحاكم العام البريطاني لمناطق شمال السودان وكان بصحبته الفنان فضل المولى زنقار كمرافق له وهو يغني أغنيات يحفظها عبد العزيز جيداً. وحين تحرك لم يأبه لتحركه فأخذ يستمع للغناء حتى وصول القطار لمحطة الخرطوم. ً٭٭ يعتبر تاريخ يونيو (1949م) هو تاريخ ظهور عبد العزيز في الإذاعة السودانية.. لماذا تأخر ظهوره كفنان في الإذاعة؟ بسبب العمل المرهق في مطبعة ماكر وكوديل التي اعتمدت عليه كلياً في صف الحروف. وذلك بعد أن هضم طريقة صفها سريعاً فأصبح الفني الأهم في المطبعة. وهو في هذا كان واحداً من أشهر (صِفيفي) للصحف في تاريخ السودان. ٭٭ رحلة فنه الغنائي امتدت ثمانية وثلاثين عاماً ماذا أنتج خلالها؟ أولاً سجل «26» أغنية حقيبة منها «8» أغنيات لزنقار. و«18» أهزوجة أنشودة دينية و«45» مدحة زائداً «75» أغنية، أما عدد المقابلات الإذاعية فقد بلغت «26» مقابلة إذاعية. ٭٭ الأغنيات الفصيحة ظلت ماركة مسجلة باسم أبي داؤود لماذا؟ لأنه يحب اللغة العربية وقراءة القرآن الكريم الذي يجعل قارئه مجوداً للغة العربية. ٭٭ علاقته ببرعي محمد دفع الله؟ هي علاقة بدأت منذ نهاية الأربعينيات واستمرت لتتيح أغلب ألحان الوالد.. والعلاقة مع أبنائه ما زالت مستمرة. ٭٭ هل تحتفظون بإنتاج الوالد كإرث لن يتكرر؟؟ يحتفظ به داؤود ولديه مكتبة كبيرة صوتية ومرئية. ٭ الأيام الأخيرة للمرحوم؟. كان في رحلة في الأبيض وحين عودته شعر بإعياء وكان أن استلقى على السرير.. وحين شعرت والدتي بإرهارقه قالت له: نرسل ننادي ليك دكتور أحمد عبد العزيز (صديقه). فرد عليها سريعاً.. ودكتور أحمد عبد العزيز حيعمل شنو بعد ده. وقد كان استلقى على السرير وأسلم الروح لبارئها بعد قراءته لآيات من القرآن الكريم.