الهجرة التي أصبحت في الآونة الأخيرة هدف كل من يطمح في إيجاد سبل عيش أفضل حيث شهد السودان خلال العقود الأخيرة هجرة عدد كبير من أبناء الوطن وتخللت هذه الهجرة هجرة غير شرعية والتي في أولها لا تمثل للمهاجر هاجسًا لكن بعد ذلك تصبح هاجسًا مؤرقًا عندما يقبض عليه من قبل السلطات الأمنية ويزج بهم في السجون، وخلال العام الماضي والحالي شهدنا عودة أكثر من (73.780) مهاجر سوداني بمختلف الأقطار من خلال برامج العودة الطوعية التي نظمها جهاز المغتربين، والتي أكد مدير إدارة قضايا العمل والعودة الطوعية بجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج صابر عبد الله أن من خطط الجهاز الإشراف على برنامج العودة الطوعية للسودانيين بالتنسيق مع السفارات السودانية بالخارج ليتم عمل الترتيبات اللازمة والترويج للبرنامج وفقًا لرؤية الجهاز لإعادة السودانيين الذين هاجروا للخارج بطرق غير قانونية مما أدى إلى وقوعهم تحت طائلة القانون في الدول المضيفة والتي تعتبر هذه الهجرة غير قانونية مما أدى إلى مضايقتهم من قبل السلطات بالخارج والزج بهم داخل السجون وإبعادهم إلى السودان، وأشار إلى أن جهدهم في هذا الإطار يأتي من ضرورة معالجة هذه الهجرة واظهار مخاطرها ومساعدة الذين يودون العودة إلى البلاد بصورة كريمة، وأضاف صابر أنه تم الاتفاق مع الجهات المختصة بالداخل والخارج لمعالجة أمر العودة.. خطوات مستبقة.. وفي ذلك السياق قامت السفارة بإلغاء الغرامات بالتنسيق مع الجهات المختصة بلبنان وليبيا كما تم الاتفاق مع الخطوط العاملة لتخفيض قيمة التذكرة وقامت السفارة في كل من ليبيا ولبنان بالترويج لمزايا هذه العودة وتنظيم الراغبين في العودة وإبلاغ الجهات المختصة بالداخل لعمل الترتيبات اللازمة من استقبال وخلافه مع الجهات المعنية وذات الصلة (الداخلية الأمن والمخابرات الخارجية)، وفي هذا المنحى قال صابر إنهم خلال عام (2012م) تم استقبال عدد مقدر من السودانيين الراغبين في العودة أو الذين تقطعت بهم السبل في بلاد الاغتراب موضحًا أن برنامج العودة الطوعية من دولة لبنان تم بالتنسيق مع السفارة السودانية ببيروت لإعداد برنامج متكامل لإعادة كل الراغبين في العودة حيث قامت السفارة بالغاء الغرامة الواجبة على المخالفين لقانون الإقامة وتخفيض قيمة التذكرة بالتنسيق مع طيران العربية وتم خلال العام الماضي ترحيل (578) مواطن سوداني، وأضاف إلى انحسار الهجرة غير شرعي إلى لبنان نسبة للأحداث التي تشهدها سوريا طيلة الأيام الماضية. وفي ذات السياق أوضح أن برنامج العودة الطوعية من دولة ليبيا استطاع من خلاله ترحيل (72) ألف عائد بعد الأحداث التي شهدتها دولة ليبيا خلال عام (2011م) وقامت الحكومة السودانية بإجلاء مجموعات من العائدين بمحاولة العودة مرة أخرى إلى ليبيا بطرق غير مشروعة عبر معبر السلوم بجمهورية مصر العربية مما أدى إلى وقوعهم تحت طائلة القانون الليبي وقامت السفارة بمعالجة أمرهم بالاتفاق مع منظمة الهجرة الدولية لإعادتهم إلى البلاد وكان عددهم حوالى (648) عائدًا في رحلات جوية عبر الخطوط الليبية للطيران، وأشار صابر إلى أن العودة الطوعية شملت أيضًا اجلاء السودانيين من دولة إفريقيا الوسطى بعد الأحداث السابقة التي شهدتها دولة إفريقيا الوسطى لافتًا إلى دور وزارة الدفاع بالتنسيق مع جهاز المغتربين والخارجية والداخلية باجلاء (44) سودانيًا من بانقي كما تم الاطمئنان إلى كل السودانيين بإفريقيا الوسطى، وأضاف صابر بالنسبة لاجلاء السودانيين من دولة سوريا فقد كان طوال الفترة التي شهدت فيها سوريا أحداث الربيع العربي تم ذلك بالاستعداد التام والتواصل المستمر مع السفارة السودانية بدمشق للاستعداد لترحيل السودانيين في حال تأزم الوضع كما وقامت السفارة السودانية بسوريا في حينها بعمل كبير جدًا بالتنسيق مع الجاليات السودانية بدمشق في تنوير السودانيين بخطورة الأحداث والتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية لاجلاء السودانيين من سوريا وقد قامت المنظمة باجلاء الأسر بحسب رحلات الطيران العادية ومن ثم ترحيل كل الراغبين فى العودة حيث تم ترحيل أكثر من (600) سوداني خلال الفترة التي شهدت الأحداث وبقى الراغبين في الإقامة لأسباب مختلفة وأوضح أن برنامج العودة الطوعية من البرامج الطموحة التي يقوم بها جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج وخاصة بعد الظروف الاقتصادية التي تشهدها عدد كبير من الدول التي تستضيف العمالة السودانية بالخارج.