سفا كير: لا علاقة للجنوب بما يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال..البشير: الخرطوم اتخذت قراراً بعدم دعم أية قوى معارضة لدول الجوار ووجه بفتح الحدود مع جوبا لتسهيل حركة المرور جوبا: الخرطوم: الإنتباهة أنهى الرئيس عمر البشير أمس زيارة إلى عاصمة دولة جنوب السودان ليوم واحد، رافقه خلالها وفد كبير من مؤسسة الرئاسة والوزراء والمسؤولين عبر «3» طائرات، وعقد من خلالها مع نظيره رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت مباحثات مشتركة بقاعة الاجتماعات الكبرى برئاسة الجمهورية بجوبا، وأعلن السودان ودولة الجنوب إنشاء لجنة عليا بقيادة نائبي الرئيسين في البلدين تضم في عضويتها عدداً محدوداً من الوزراء من الجانبين لضمان تسريع تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، وعدم إيواء أية معارضة للبلد الآخر. وأكد الجانبان في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيسان البشير وسلفا كير عزمهما الصادق على تنفيذ كل الاتفاقيات وعدم العودة لمربع الحرب. وقال البشير إنه فخور بتلبية رغبة الجنوبيين بإقامة دولة مستقلة، وشدد في المؤتمر الصحفي على مفاوضات السلام بين البلدين وتسوية القضايا العالقة بينهما، ووجه البشير بفتح الحدود مع جوبا لتسهيل حركة المرور. وأكد أنه اتفق مع سلفا كير على المضي قدماً بالعلاقات بين البلدين، ولفت إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للنظر في كل القضايا بين البلدين. وأكد أن الخرطوم اتخذت قراراً بعدم دعم أية قوى معارضة في دول الجوار، بما في ذلك جنوب السودان، وقال إن زيارته تأتي بمثابة بدء تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال البشير إن السودان الذي سار في شوط تحقيق السلام إلى نهايته وقبل نتيجة الاستفتاء دون إملاء خارجي قادر على أن ينفذ هذه الاتفاقيات، وألا ينتظر الفراغ من المسائل العالقة حالياً، مشيراً إلى أن السودان يلتزم في كل الأحوال بما يتم التوصل إليه من اتفاقيات. واضاف البشير إن زيارته لجوبا كانت تهدف لإعطاء دفعة قوية لتنفيذ المصفوفة المتعلقة بالاتفاقيات التي وقعت في سبتمبر من العام الماضي بين الجانبين. وأكد البشير عزم السودان على المضي في هذا الشوط إلى نهايته، واصفاً اجتماعاته مع سلفا كير بأنها كانت مثمرة وجرت في جو ودي، وأن الجانبين اتفقا على إزالة كل القيود أمام التجارة وحركة المواطنين وكل ما يتعلق بمصلحة المواطنين والمصالح المشتركة. وأشار البشير إلى أن المصالح والعلاقات التي تربط بين البلدين في كثير من المجالات بالإضافة إلى توفر الإرادة السياسية كفيلة بأن تكون ضمانةً لتنفيذ ما اتفق عليه الجانبان، إذ أن هذه المصالح بنيت عبر السنين، وأن البيان المشترك الذي أصدره الجانبان يوضح بجلاء اتفاقهما تجاه العلاقة بين البلدين. وأكد البشير أن إعادة استئناف ضخ النفط يعد أنموذجاً للتعاون المشترك، وقال: «هذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين»، ووجه بفتح كل المعابر الحدودية الجاهزة للتواصل بين الخرطوموجوبا. إلى ذلك قال البشير عقب صلاة الجمعة بالمسجد الكويتي في جوبا أمام «400» من المصلين إنه جاء إلى جوبا لأن البلدين يتمتعان الآن بأكبر فرصة لتحقيق السلام، مضيفاً أنهما لن ينجرفا إلى الحرب مجدداً. ومن ناحيته أعلن سلفا كير أن الخرطوموجوبا اتفقتا على تطبيق اتفاق التعاون الموقع بينهما العام الماضي بشكل كامل وبدون شروط، وقال إنه سيزور الخرطوم قريباً وفق جدول أعماله وجدول أعمال البشير. وأكد سلفا كير ميارديت استعداده شخصيًا للتوسط بين الحكومة السودانية والمتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق باعتبار أنه كان شخصيًا هو المسؤول عن تدريب كل من عرمان والحلو وهو الذي دفع بهما للمعارك وكانا تحت قيادته المباشرة. ونفى سلفا كير في مؤتمر صحفي عقب المباحثات الثنائية بين الجانبين أن تكون لبلاده أي صلة مباشرة مع من قال إنهم يسمون أنفسهم الحركة الشعبية قطاع الشمال. وقال سلفا كير إنه قد طلب من الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ومن رئيس هيئة الأركان بالحركة قطع أي صلة بين حركته والذين كانوا أعضاء فيها من السودان بعد أن انفصل الجنوب في عام «2011». وأكد سلفا كير أن السودانيين الموجودين الآن في دولة جنوب السودان يجدون كل معاملة كريمة ولم يتم طردهم ولا مصادرة ممتلكاتهم. وعاد سلفا كير ليؤكد أن بلاده لا تقدم أي دعم للمتمردين في السودان. واتهم سلفا كير جهات في أمريكا وبريطانيا بأنها سبق أن قدمت له معلومات تقول إن جنوده سوف يقودون انقلابًا ضده ولكن ثبت بالدليل أن هذه المعلومات كانت خطأ، وسخر سلفا كير من هذه الجهات بأن عليها إعادة النظر في المعلومات التي تتلقاها من الأقمار الصناعية. وقال سلفا كير إنه سيكون مستعدًا لأن يسأل إن قامت أي مجموعة مسلحة بمهاجمة السودان من داخل أراضي بلاده وفقًا لذات المعلومات الوارة من هذه الجهات الأمريكية والبريطانية التي لم يسمِّها.