كشف باقان اموم كبير مفاوضي دولة جنوب السودان، عن اتفاق مستعجل تم بين الخرطوموجوبا أمس لاستئناف ضخ النفط خلال ثلاثة أسابيع، وتوقع شحن أول سفينة نفط للتصدير عبر السودان بنهاية الشهر الحالي وأكد جاهزية أنابيب البترول منذ العشرين من نوفمبر الماضي، وأوضح أن السودان سيجني من عبور النفط الجنوبي أكثر من (90) مليون دولار شهرياً. وأوضح باقان في مؤتمر صحفي بمقر سفارة الجنوب فى الخرطوم مساء أمس، أن مباحثاته مع المسؤولين السودانيين أسفرت عن اتفاق كامل وأمين لتنفيذ اتفاق التعاون بين الدولتين، وقال إن الاجتماعات أدت لنتائج ملموسة، وأضاف: أبشركم أن الأيام المقبلة ستشهد انفراجاً في علاقات الدولتين بتنفيذ اتفاق التعاون، خاصة الجانب الأمني فيه وتصدير النفط. وأوضح باقان أنه حمل رسالة من الرئيس سلفا كير إلى أخيه الرئيس عمر البشير سلمها له ببيت الضيافة مساء أمس، وأشار إلى أن البشير أكد حرصه على السلام كخيار استراتيجي، ونقل عن البشير تأكيده العمل مع سلفا لتذليل أية عقبات لتحقيق مصالح الشعبين، وأن الحروب وعدم الاستقرار خسارة للشعبين، وقال إنه حمل بطاقة دعوة للبشير من سلفا لزيارة موطنه الثاني جوبا في أي وقت يسمح فيه جدوله بالحضور، وأوضح أن الرسالة شملت أيضاً التزام سلفا الكامل بتنفيذ اتفاق التعاون، واستعداده للتعاون لبناء علاقات قوية وسلام كهدف استراتيجي بين الدولتين وتحقيق الأمن المتبادل. وأشار باقان إلى أنه رفع إلى سلفا تقريرا يحوي نتائج مباحثاته مع المسؤولين السودانيين، وقال إن كير قرر لقاء الآلية السياسية الأمنية الجنوبيةبجوبا قبيل الانخراط في إكمال المباحثات مع نظيرتها السودانية في الخرطوم اليوم، ووصف علاقات الدولتين بالتوأمين. وكشف باقان أنه تم الاتفاق مع المسؤولين في الخرطوم على تنفيذ اتفاق أديس كحزمة متكاملة بما فيها الملف الأمني الذي أكد التزام جوبا بتنفيذه أولاً، وقال إنه من الخطأ الحديث بأن جوبا تنتقي تنفيذ بعض الملفات، وقال: اتفقنا على تشكيل الآليات والهيئات لتنزيل الملفات، ووقف دعم معارضة الدولتين عبر الآليات المتفق عليها، وهي خلق منطقة منزوعة السلاح ونشر آلية مشتركة ومراقبين من الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للتأكد من التزام الدولتين، وتشكيل اللجنة السياسية المؤقتة لتقديم الشكاوى والتحقيق، وأكد أن وجود مسلحين بين الدولتين لا يخدم مصلحتهما، ووصف البدء بتنفيذ الملف الأمني بأنه تهيئة للأجواء لتصدير النفط وخلق الأمن والاستقرار وتسهيل حركة المواطنين وتعميق العلاقات، وقال باقان إن جوبا تمتلك الإرادة الكاملة لتنفيذ الاتفاق مع الخرطوم. وأكد باقان ان جوبا عرضت التوسط بين حكومة السودان وقطاع الشمال لإنهاء حرب المنطقتين على خلفية العلاقات العميقة والتاريخية بين الحركة وقطاع الشمال والمؤتمر الوطني، ونفى أن تكون للجنوب أية علاقة بقطاع الشمال منذ الانفصال. وبرّر حديث سلفا أنه من المستحيل نزع سلاح الجيش الشعبي بأن الجنوب لا علاقة له بالأمر، وقال إن سلفا قصد من حديثه أنه ليس من حق الجنوب كدولة التدخل في السودان، بالإضافة إلى أن جوبا لا تملك القدرة على ذلك، وأنه من الممكن مساهمتها في الحل إذا طلب من جوبا التوسط من قبل طرفي النزاع، وقال: بكل صدق وشفافية اننا يمكن أن نساعد في الأمر مقابل أن يساعد السودان باستخدام علاقاته لوقف دعم معارضة الجنوب ومساعدتنا في الوصول إلى سلام بالجنوب، وأوضح أن دولتي السودان بعد الانفصال تحتاجان إلى الحلول العقلانية. إلى ذلك، نفى باقان أن تكون المباحثات مع المسؤولين بالخرطوم تطرقت إلى قضية أبيي، وقال إن موقف جوبا قبولها بمقترح اللجنة الرفيعة الأفريقية برئاسة ثابو امبيكي الذي اعتبره حلاً للقضية، وأضاف بأن السودان في المقابل رفض المقترح ولم يطرح مقترحاً بديلاً للأفريقي، وأوضح أن جوبا تنتظر اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي سيعتمد مقترح امبيكي الذي قال إنه يعطي المسيرية ودينكا نقوك استحقاقاتهما.