عاد الهلال لصدارة الدوري الممتاز بفارق نقطة واحدة عن المريخ وأهلي شندي. الفرق الاخرى هي التي أهدت الهلال العودة للصدارة، فما شاهدناها في مباراة النسور مخيف جداً. ظهرت الفرقة الزرقاء دون أنياب، وقدم اللاعبون مباراة فاترة كثرت فيها الأخطاء والتمرير غير الدقيق. من قبل وفي هذه الزاوية قلنا إن ما يفعله غارزيتو بالفرقة الزرقاء سيعود عليه بكارثة. وإن «وضع» أولاد النسور الرحمان في قلوبهم لخرجوا بنقاط المباراة كاملة خاصة أنهم تقدموا منذ الدقائق الأولى. واستطاعوا المحافظة على هدفهم هذا حتى نهاية الشوط الأول، ولكن كعادة الفرق التي تواجه القمة «لا تصمد كثيراً» فتنهار سريعاً. كنا نرجو أن يواصل نمور شندي تصدرهم للممتاز حتى نهاية البطولة. ولكن النمور رفضت الصدارة كما رفضها أسود الجبال قبلهم. عموماً فارق النقاط بين القمة والفرق الأخرى ليس بالكثير او المخيف، ونأمل إن نشهد منافسة قوية خلال هذا الموسم لاقتلاع اللقب من فريقي العرضة. دخل مباراة المريخ وأهلي الخرطوم تجاوز الأربعة آلاف جنيه قليلاً، وكذلك كان دخل مباراة الهلال والنسور. الجمهور «بطنه طامة» من القمة بعد الخروج الإفريقي. ولا أحد يستطيع لوم جمهور الفريقين الذي أصيب بإحباط شديد بعد الأداء الباهت للفرقتين وفشلهما في الوصول للدور المقبل. هاتفني أحد مشجعي الهلال ليلة مباراة النسور ويبدو انه كان يشاهد المباراة من خلال التلفزيون، وطلب مني مناشدة الجمهور العودة للمدرجات لتشجيع الفرقة الزرقاء. قلت له إن جمهور الهلال ظل لسنوات يقتطع من قوت يومه لتشجيع الفرقة الزرقاء، ولكن يبدو أن اللاعبين لا يكترثون كثيراً لمؤازرة جماهيرهم العريضة. والدليل على حديثه هذا الكثير من الشواهد خلال مشاركة الفريقين إفريقياً أو حتى في الدوري الممتاز. استهتار اللاعبين واضح ولا يحتاج لكثير اجتهاد، وانعدام الروح القتالية تشهد عليه نتائج المباراتين. فريق متقدم بثلاثية وتبقت دقائق معدودة لصعوده واللاعبون لا يستطيعون حماية مرماهم ليخرجوا بالضربة القاضية. وفريق آخر يحتاج لهدف وحيد يفشل في تسجيله، ويفتح مرماه بأخطاء ساذجة لا ترتقي للاعبين محترفين. الجمهور «قرف» من الأداء باستهتار والخروج الدائم من بطولات إفريقيا. وله الحق في عدم مؤازرة الفريقين من داخل الاستاد حتى يكون هناك لاعبون يؤدون بمسؤولية وقتالية. غارزيتو اخرج الهلال بطريقة لعبه من أبطال إفريقيا ومازال مستمراً. وسنكارا أثبت فشلاً ذريعاً وتسبب أيضاً في خروج الهلال إفريقياً ومازال يلعب أساسياً. طريقة 3/4/3 أثبتت فشلها مع الهلال ومازال يلعب بها الفرنسي. الممتاز السنة دي كل أسبوع متصدر جديد. في الأسبوع الثامن موعودون بمتصدر جديد. الأسود اقتلعت نقطة من «الزعيم» وربما تفترس نقاط «سيد البلد». هلالان في سماء أم درمان «مباراة من نار».