٭ ليس طرفة أن سلفا كير كان مغرماً بأغنية الجابري «مافي حتى رسالة واحدة بيها أتصبر شوية». ٭ وليس طرفة أن سلفا كير يفتح بريده الاليكتروني الآن كل صباح ينتظر من البشير .. حتى رسالة واحدة ... و.. ٭ وليس سراً أن سلفا كير يبعث الآن بالرسائل إلى الخرطوم. ٭ والأسابيع القادمة.. الصحف سوف تحمل الأنباء عن «الحركة الشعبية تطرد خليل إبراهيم». ٭ الحركة الشعبية تطلق سراح تلفون كوكو. ٭ وخليل إبراهيم يطرده سلفا كير وهو يرفع جفونه إلى الخرطوم.. ينتظر من الخرطوم أن تفهم. ٭ وكوكو إطلاق سراحه يتقدم به سلفا كير خطوتين.. فالرجل.. سلفا يطلب من الخرطوم أن تتوسط عنده لإطلاق سراح كوكو. ٭ .. والإشارة رقيقة.. لكن المبنى الأخضر غرب المطار يجد أن الرقة ليست هى ما يقود سلفا كير .. وأن ما يقود سلفا كير هو المجاعة. ٭ ورئاسة الوطني خلف المطار تجد أن إغلاق الحدود يجعل كتائب الحركة الشعبية في جنوب النيل وجنوب كردفان تصاب بالجوع الحقيقي. ٭ والحركة التي كانت تجعل مرتبات جنودها هى صحن الطعام تفقد صحن الطعام.. ٭ وأنه لا شيء أخطر خطورة من الجائع المسلح. ٭ والمبني خلف المطار يجد أن سلفا كير يبحث عن إطلاق سراح كوكو لأن الرجل = كوكو = مريض مشرف. ٭ وإن موته في سجن الحركة الشعبية يصبح كارثة تحطم سيقان الحركة في جبال النوبة.. ٭ وسلفا يرسل.. ويرسل.. وينتظر حتى رسالة واحدة (2) ٭ .. وأوركسترا الأسعار والدولار وحرب جنوب النيل .. ومعركة حقوق الإنسان في جنيف و.. و... المعارك هذه التي تسجل انتصاراً بعد آخر.. في أسبوع ويخذلها فريق الهلال .. تصبح أغنية يستمع إليها البشير والمراقبون. ٭ وأحدهم يكتب إلينا ٭ أستاذ.. هل تذكر خطبة الشيشان.. يوم عيد الأضحى. ٭.. ونذكرها.. ٭ والحكاية عن الإنتاج والأسعار. ٭ والإمام في خطبة العيد يقول للمصلين المتقين: إن حكومتنا الرشيدة انتجت هذا العام عشرين مليون جوال من القمح ومليون طن من الحديد .. وصنعت نصف مليون سيارة.. وانتجت عشرين مليون متر من قضبان الكهرباء.. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله!! كانت هذه هى خطبة العيد كلها وكان هذا أيام الشيوعية والاتحاد السوفيتي. ٭ .. وكتاباتنا هنا = التي نستقبل بها عيد الأضحى ونطلقها ضد أسعار اللحوم.. نقول فيها الآن: ٭ إن المزارعين الذين استقبلت أسواقهم وجيوبهم عدة مليارات العام الماضي يستقبلون العام هذا مثلها ومرتين. ٭ والعام الماضي المساحة المزروعة التي تجلب المليارات كانت شيئاً لا يتجاوز «83» ألف فدان. ٭ والمزروع اليوم «041» ألف فدان. ٭ والسودان ينتج مليوناً واحداً «مليون بالة» قطن. ٭ والباكستان تنتج ثلاثين مليوناً والهند خمسة وعشرين ونصف دخلها يأتي من القطن.. فالعالم الآن يتجنب النايلون.. والأسمدة والكيماويات .. ويتجه إلى القطن الناعم. ٭.. وحلفا الجديدة تزرع الآن «06» ألفاً. ٭ والرهد «56». ٭ وسنار «53». ٭ والمزارعون الذين ينظرون الى المحصول الآن «النقي الشديد النقاء» ينتظرون أن يبلغ الفدان القنطار الثامن «بينما الفدان في العالم ينتج خمساً». ٭ .. والمحصول إن نجا من آفة التجمع «وهى آفة جديدة ترتدي ربطة العنق» فإن دخل العام الماضي يصبح شيئاً صغيراً. ٭ والعام الماضي المشاريع كانت تستقبل واحداً وعشرين مليار جنيه.. وضعفها يقترب.. ٭ .. والمشاريع توشك أن تتفجر طاقة. ٭ لكن شيئاً يخطر بالذهن ويجعل الضحكة تختفي. ٭ العمالة.. العمالة الآن تقل بصورة غريبة.. (3) مخابرات ٭ كيف يعملون.. وكيف نعمل.. ٭.. غداً السادس من أكتوبر.. يوم اغتيال السادات. ٭ لكن.. ما يخرج بعد ربع قرن هو أن ما كان يشغل القيادات العليا «جداً» في مصر تلك الليلة .. والسادات في المشرحة.. كان شيئاً آخر. ٭ ما كان يشغل القيادات ليلتها كان هو «توقيع إتفاق دولي بين مصر ولجنة الطاقة الدولية لإغلاق المحطة الذرية المصرية». ٭.. والاتفاق الذي لا يوقعه عادة إلا رئيس الدولة كان يوقع.. وجثمان الرئيس في ثلاجة المشرحة.. وقع مع من؟! ٭ بعدها ولسنوات طويلة ظلت العيون التي تنظر إلى المنصة تتساءل عن كيف نجا عمر سليمان ومبارك وفلان وفلان من مطر الرصاص هناك!! ٭ والكتابات التي خرجت من داخل غرفة نوم السادات كانت تقص ببراءة كيف أن السادات رفض ارتداء «صديري واق من الرصاص» كان يرتديه عادة عند كل احتفال. ٭ والحكاية تصبح نموذجاً للإجابة عن سؤال المعرفة.. ما الذي يعرفه الناس حقاً عن الأحداث؟ ٭ والعالم اليوم = الذي يديره الإعلام = ما يدير الإعلام فيه هو شبكة هائلة من الخداع .. الخداع. «7» نوايا ٭ حتى النوايا الجميلة تصنع الكوارث. ٭ والطائرة التي نجت من الهلاك أمس الأول كانت تحلق لأربع ساعات. ٭ والإعداد البارع.. البارع.. للتعامل مع الكارثة يتم .. وبنجاح مذهل. ٭ لكن النوايا الطيبة تحتفظ بالإعلام بعيداً .. بعيداً. ٭ ثم لا يتكرم المطار حتى بتسجيل خاص يقوم به هو.. ٭ وأعظم فرصة لتقديم أعظم حدث سوداني للعالم تقتلها النوايا الطيبة. ٭.. وإعلامنا بدوره لا يعلم أنه تعرض لأعظم عملية نهب.