حظيت جلسة الأمس في المجلس الوطني باهتمام من الأعضاء وحضور كبير للاستماع ومناقشة خطاب وزير الثقافة والإعلام الدكتور أحمد بلال عثمان، وجاء البيان استعراضاً لأداء الوزارة والهيئات التابعة لها للعام الماضي ومرئياتها للعام الحالي. ووصف الأعضاء البيان بالمختصر اختصاراً يخل بدور الوزارة والأداء الإعلامي وهاجموا بشدة أداء التلفزيون القومي ووصفوه بالاهتمام بالغناء والمسلسلات الأجنبية دون القيام بدوره في التصدي للغزو الثقافي الأجنبي وتصحيح صورة البلاد في الخارج، كما جاء على لسان النائب مهدي عبد الرحمن. أما العضو البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم فقد استغرب مما جاء في البيان عن مهرجان ثقافي بمشاركة ألف مبدع، وسأل عن القيم في تحديد هوية المبدع، وقال: «لو في بلادنا عشرة مبدعين حقيقيين لكان حالنا أفضل»، ووصف الحبر أجهزة الإعلام بأنها بعيدة عن الاهتمام بالقيم والتربية، وقال إن الإذاعة أقرب إلى الرشد من التلفزيون الضعيف والقنوات الأخرى. وسأل العضو عبد الله جماع عما تحقق من فائدة من خلال أداء العام الماضي، واستغرب لعدم وجود أرقام في تقييم العام الماضي وخطة العام الجديد، وقال إن فضائية السودان تأتي في مؤخرة اهتمام المشاهد السوداني بالمقارنة مع القنوات الأخرى. رئيسة لجنة الإعلام والثقافة بالمجلس الوطني الأستاذة عفاف تاور أشادت بالإذاعة ولكنها هاجمت بشدة وكالة السودان للأنباء «سونا»، وسألت عن سبب التأخير في مشروع ربط الشبكات بين الوكالة والداخل والخارج.. وركزت في تعليقها على التلفزيون بالسؤال عن سقف صلاحيات المدير بتوقيع عقودات وشراكات مع الداخل والخارج، وسألت إن كانت بعلم وموافقة الدولة.. وضربت مثلاً بالتعاقد مع شركة كويتية في قناة النيلين الرياضية، وقالت إن العقد مع هذه الشركة يمنحها خمسين بالمائة من الإمكانات والعائدات، ويسمح لها بسحب ما جاءت به من أجهزة بعد فض الشراكة، واصفة هذا الأمر بغير المنصف والمجحف على حد تعبيرها. وجاء تعقيب الوزير على مداخلات الأعضاء مختصراً وموضحاً أن المتلقي يحتاج لما يجذبه نحو المادة، ولهذا مطلوب التوازن في المواد، كما أكد الوزير ضرورة مساندة المجلس الوطني لمشروعات الوزارة حتى تحقق أهدافها، ورحب بمداخلات الأعضاء وملاحظاتهم، وذكر أنهم سيواصلون الحوار في داخل اللجنة المختصة. من شرفة البرلمان: ٭ حضر كبار المسؤولين في وزارة الإعلام بعدد بلغ ستة عشر، وجلسوا في الجانب الشرقي من البرلمان.. وقد علق رئيس الجلسة هجو قسم السيد على وجودهم مرحباً بهم. الوزير السابق عبد الله مسار كان متشوقاً للحصول على فرصة للحديث ولكن لم يجدها.. وعبر عن عدم رضائه. ٭ بعض الأعضاء سألوا عن موضوعات لا تخص الوزارة الاتحادية، مثل مسرح كرري التابع للولاية.. أو دور الصحف السودانية التابعة للمجلس القومي للصحافة، ولكن علق الوزير بأنهم اقترحوا ذلك لأهمية وجودهم في القانون الجديد للصحافة. ٭ كل المتحدثين وصفوا البيان بأنه موجز ومختصر، وعلق رئيس الجلسة مشيراً إلى أن يكون حديثهم موجزاً ومختصراً كما البيان. ٭ ظهرت علامات الرضاء والارتياح على وجه مدير الإذاعة معتصم فضل.. فيما كانت علامات أخرى على وجه مدير التلفزيون محمد حاتم سليمان. ٭ لجنة الإعلام والثقافة وعدت بتوسيع دائرة الحوار والمشاركة حول بيان الوزارة، ورشحت نفسي لأكون من أوائل المشاركين بالرأي ويمكن بالوثائق والمستندات.