قطع الصلاة لإدراك الجماعة د عبد الحي يوسف السؤال: أقمت صلاة الظهر لوحدي في مسجد السوق، وجاءت جماعة بعدما كبرت تكبيرة الإحرام فهل أقطع الصلاة لأدرك صلاة الجماعة؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. فإذا شرع المسلم في الصلاة المفروضة منفرداً كان أو مأموماً أو إماماً فلا يحل له الخروج منها إلا بمسوغ شرعي؛ لعموم قوله تعالى «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم» والمسوغ الشرعي كما ذكر أهل العلم إنقاذ غريق أو إطفاء حريق أو قتل حية أو عقرب أو إغاثة ملهوف أو خوف ضياع مال ونحو ذلك من المقاصد الشرعية التي لا يسوَّغ تأخيرها؛ جاء في قواعد الأحكام للإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى قوله: قاعدة في الموازنة بين المصالح والمفاسد.. المثال الثامن: تقديم إنقاذ الغرقى المعصومين على أداء الصلاة؛ لأن إنقاذ الغرقى المعصومين عند الله أفضل من أداء الصلاة، والجمع بين المصلحتين ممكن بأن ينقذ الغريق ثم يقضي الصلاة، ومعلوم أن ما فاته من مصلحة أداء الصلاة لا يقارب إنقاذ نفس مسلمة من الهلاك.ا.ه. وعليه فلا يسوغ لك الخروج من الصلاة منفرداً بعد أن عقدت تكبيرة الإحرام لإدراك الجماعة مع من دخلوا المسجد، والله تعالى أعلم. بيع ما ليس عندي السؤال: أنا تاجر بالسجانة تأتيني أحياناً طلبيات أنواع من الحديد ليست متوفرة؛ فأتفق مع موردها بأنني سأمر عليه في آخر اليوم، وأعطيه الثمن وأرسل الزبون إليه وآخذ المال منه.. سؤالي: 1/ هل تصح هذه المعاملة؟ 2/ وإذا لم تكن صحيحة فكيف تصحح؟ 3/ وهل يجوز أن أذهب وأعطي المورد الثمن قبل أن يأخذها الزبون على أن يكون استلامها من مخازن المورد؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. فلا يجوز لك أن تبيع للزبون ما ليس عندك، بل مقتضى النصيحة أن تحيله على التاجر الذي توجد عنده السلعة المطلوبة؛ فإنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يبيع الإنسان ما ليس عنده؛ فقد روى أبو داود والنسائي عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله، يأتيني الرجل فيريد مني المبيع ليس عندي، فأبتاع له من السوق، قال: «لا تبع ما ليس عندك» أي لا تبع ما لا تملك، وأخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ وَلاَ شَرْطَانِ في بَيْعٍ، وَلاَ رِبْحٌ مَا لَمْ يُضْمَنْ، وَلاَ بَيْعُ مَا لَيْسَ عندك» وأخرج أبو داود وحسَّنه الألباني - عن ابن عمر قال: «ابْتَعْتُ زَيْتاً في السّوقِ فَلَمّا اسْتَوْجَبْتُهُ لِنَفْسِيَ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَأعْطَانِي بِهِ رِبْحاً حَسَناً فَأرَدْتُ أنْ أضْرِبَ عَلَى يَدِهِ، فَأخَذَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي بِذِرَاعِي فَالْتَفَتّ فَإذَا زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ فَقالَ: لاَ تَبِعْهُ حَيْثُ ابْتَعْتَهُ حَتّى تَحُوزَهُ إلَى رَحْلِكَ، فَإنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى أنْ تُبَاعَ السّلَعُ حَيْثُ تُبْتَاعُ حَتّى يَحُوزَهَا التّجّارُ إلَى رِحَالِهِمْ». أما إذا أعلمت الزبون بأن هذه البضاعة ليست عندك فأوكلك في شرائها له؛ فعندها يجوز لك طلبها من المورد، ولك أن تبيعها ثانية على الزبون على اعتبار أن ربحك هو أجر الوكالة، والله تعالى أعلم. هل تصح هذه الطريقة في الرقية؟ السؤال: عندي أخت تدرس بالجامعة ومتفوقة والحمد لله، لكن تدهورت حالتها الصحية وتكررت جداً حالات إغماء في الجامعة لم يعرف لها الطبيب سبباً، ذهبنا لشيخ يعالج بالرقية الشرعية وحصل الشفاء بإذن الله، لكن الشيخ ألزمها بالتحصين بعدد معين من آية الكرسي وسورة الفلق مائة مرة يومياً هل هذا يجوز؟ وهذا الشيخ يقرأ القرآن فقط يجلس في مكان منفصل عنا يداوي بزيت البركة وعسل معه كمون مقروء عليهما وماء أيضاً مقروء عليها تشرب منها وترش به في البيت لكنه يسألها من وضع لك السحر فأخبرته بأنه جارنا فماذا نفعل؟؟ أرجو من سماحتكم الرد حتى لا تلتبس علينا الأمور الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. فهذه الرقية بالطريقة المذكورة لا إشكال فيها إن شاء الله؛ فالقرآن أنزله الله شفاء ورحمة، وإذا عُلم بالتجربة أن قراءة سورة معيَّنة منه بعدد معيَّن تكون سبباً للشفاء من مرض معيَّن فلا حرج في ذلك، وكذلك التداوي بزيت الحبة السوداء لا حرج فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم «الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام» يعني الموت. رواه البخاري من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها، ورواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وكذلك العسل شفاء كما قال سبحانه «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس» وأما إخبار الجن على لسان تلك الفتاة بأن واضع السحر هو فلان فلا يترتب عليه شيء وما ينبغي تصديقه لأن الأصل في الجن الكذب، وهو ساع في إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، والواجب علينا إحسان الظن بهم وحمل حالهم على السلامة حتى يقوم دليل بخلاف ذلك، وليس كلام الجن دليلاً بحال، والله تعالى أعلم.