{ نخشى أن تكون موافقة السودان لاستضافة بطولة سيكافا للأندية جاءت متعجلة ودون النظر للمكاسب أو الخسائر التي يمكن أن تعود بها، وقد هللتُ مع المهللين للقرار الكبير حباً في سمعة هذا الوطن والعمل بقوة على رفعتها وإزالة الشائعات وادعاءات المغرضين وكذلك ثقة في واليي ولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان الأخوين العزيزين زميل التدريس الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر ومولانا أحمد هارون. وحقاً كلي ثقة في النجاح من حيث الاستضافة والكرم ولكن شيئاً فشيئاً بدأت هذه الثقة تترنح. { ما حدث في الأيام الماضية في مناطق عزيزة من الوطن في أبو كرشولا والسميح والله كريم وأم روابة كما أن قصف كادوقلي لم يتوقف وحضرت اجتماعاً على درجة عالية من الإحساس الوطني خرجت منه بمعلومات جعلتني لا أنام ليلة أول أمس، لأنها جاءت من قادة عسكريين كبار وهل يوجد بيننا من هم أكبر من المشير عبد الرحمن سوار الذهب.. والفريق إبراهيم الرشيد والفريق فاروق حسن والفريق أحمد عبد الله آدم واللواء عثمان عبد الله واللواء إبراهيم نايل إيدام واللواء عبد العزيز الأمين واللواء الدابي والعميد عبادي وهؤلاء من عرفتهم وبعضهم تحدث.. وأجمعوا علي ضرورة الحسم ودعم القوات المسلحة ورفع روحها المعنوية.. بل في ذلك اللقاء من طالب بإقالة وزير الدفاع ووالي جنوب كردفان والأخير هو المكلف برئاسة لجنة بطولة سيكافا. { هل في هذه الظروف يمكن أن نتفرغ وتتفرغ قياداتنا السياسية والتنفيذية والعسكرية على حماية ضيوف سيكافا وهي المهمومة حالياً بحماية الأهالي في الولاية من الإعتداءات والنهب والمحاكم العاجلة التي تحكم بذبح المدنيين ذبح الشاه كما سمعنا وعرضت علينا الأسماء. { سنترك أمر ضبط أمن البلاد للقائمين على الأمر وهذا يعني أن نتركهم يتفرغون للمهمة الوطنية والإنسانية الكبيرة. بدلاً من أن نشغلهم بتنظيم بطولة هي الأقل والأضعف في العالم.. وحماية الأشقاء المشاركين الذين يحضرون بأجهزة إعلام إفريقية أعلم أن معظمها مغرض من خلال عملي معهم لأكثر من ربع قرن في التغطيات في العواصم الإفريقية. { رحمة بنا وبسمعة الوطن وخوفاً من النتائج العكسية فلنعتذر عن بطولة سيكافا التي دائماً ما تجد من يعتذر عن استضافتها الإخوة في عواصم شرق ووسط إفريقيا لأنها بطولة ضعيفة المستوى وتشارك فيها دول غائبة تماماً من الفوز بثاني بطولة قارية أو المشاركة في كأس العالم أو النهائيات الأولمبية. وترتيب متخلف على مستوى الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية. نقطة.. نقطة { أسألوا كم هي ميزانية بطولة سيكافا للأندية، وأسألوا بكم دعمنا اتحادها. وكم حققت من عائد مالي وهل تقدمت أية قناة تلفزيونية رياضية للحصول على حقوقها. اسألوا هذه الأسئلة. قبل أن يسأل ويطالب الناس بتوجيه هذه الميزانية لدعم القوات المسلحة وإغاثة المتضررين والهائمين على وجوههم بين أم روابة والرهد وأبو كرشولا والقردود وغيرها. { حتى على مستوى النتائج فإن معظم بطولات سيكافا نتقدم لاستضافتها حين لا تجد من يتقدم وعلى المستوى الفني لم تفز فرقنا القومية أو فرق الأندية بالفوز بها إلا في مرات متباعدة. وآخر البطولات التي كلفتنا الكثير من المال حين استضفناها في الخرطوم ومدني وبورتسودان لم نفز بكأسها. { لنفكر بعقل وننسى أن تكون استضافة بطولة في دارفور وجنوب كردفان ذات مكاسب سياسية هائلة ولكن في المقابل قد تكون ذات خسائر سياسية أكبر حين تسقط قنبلة أو حين يرى الأشقاء التعزيزات الأمنية الهائلة. أو حين يقصدهم المتمردون الذين ستغيظهم هذه الاستضافة كما أغاظتهم استضافة الخرطوم لمؤتمر الأحزاب السياسية الإفريقية وحدث ما حدث في جنوب كردفان خلال اليومين الخاصين بالمؤتمر. { حين هللنا ورحبنا باستضافة دارفور وجنوب كردفان لبطولة سيكافا الشهر القادم تذكرنا يوم جئنا لمدير التلفزيون المهندس الطيب مصطفى في منتصف التسعينات للتصديق بفريق لتسجيل مباراة السودان ونيجيريا في تصفيات الشباب بكسلا وقبل أن يوقع رفع رأسه وسأل لماذا التسجيل لماذا لا تنقلوها على الهواء مباشرة.. وما عليكم من الإمكانيات.. فقلت ولكن الأخبار تشير بأن كسلا في حالة طوارئ والمتمردون على بعد ثلاثين كيلومتراً.. فقال لهذا السبب سننقل المباراة وقد كان. وقضى نقل تلك المباراة على كل الإدعاءات والإشاعات فهل يا تُرى ما يحدث حالياً في جنوب كردفان إشاعات وادعاءات؟