كتبت: ساره شرف الدين عائشة الزاكي في كل أفلام الإكشن العربي والأجنبي يتسلل اللص إلى المنزل المظلم ويبدأ بالبحث عن مكتب مهندم وهو يحمل بطارية يسلطها على خزنة أنيقه يعبث بشفراتها ويسرق الأموال أو ينسخ مفتاحًا إذا كانت حديدة وأحيانًا في حالة الخيال الجامح يمطرها بوابل من الرصاص قبل أن يهرول راكضًا بحمولته! هذا يعكس واقع التعامل مع الخزنة في العالم فما هو نصيب السودان من ثقافة الخزنة في غرفة رب الأسرة التي تعتبر أكثر مكان آمن لحفظ النفائس وفي نفس الوقت أول مكان يبحث عنه اللص، وعلى الرغم من أن السودانيين يفضلون إخفاء الذهب في داخل الأواني المنزلية أو في جحر خفي تحت السرير وأحيانًا في مخزن قديم مترب إلا أن ثقافة الخزنة موجودة في البنوك حيث يسلَّم الزبون مفتاحًا والبنك يحتفظ بواحد وفي البيوت أيضًا تجدها موجودة ولكن الطلب عليها يكثر للمؤسسات والشركات التي تكون الخزنة موجودة عادة بجوار الصراف وهي في الغالب الحديدية العتيقة وأيضًا المستوردة التي هي ضد الحرق لحفظ الملفات الهامة جدًا. لا يخفى على أحد أهمية الخزن الحديدية في حفظ الممتلكات الغالية مثل الأموال والذهب والمستندات المهمة، فنجد الشركات والمؤسسات الحكومية ورجال الأعمال وسيدات الأعمال يسعَون بشدة لامتلاك أنواع متنوعة من الخزن، وهذا ما أكده أصحاب محلات الخزن الحديدية الذين التقتهم (الإنتباهة) لتتعرف على أهمية هذه الخزن... وفي بداية الاستطلاع تحدث لنا العم فيزان عبد الرحيم وهو يُعتبر من أقدم تجار السوق الأفرنجي الخرطوم؛ والذي قال إن الخزن الحديدية دخلت السودان مبكراً منذ عهد الإنجليز في أربعينيات القرن الماضي، وذكر أنه قد بدأ في هذا المجال منذ (1982) وكانت الخزن حينها تُصنع من مواد ضد الحريق والسرقة، كما أفادنا العم فيزان أن أنواع الخزن الموجودة حالياً هي الخزن الصينية والكورية، وهناك مصانع محلية لتصنيع الخزن تعتبر أقوى من الكورية والصينية ولكن بالرغم من أنها متينة لكنها ليست ضد الحريق مما يفقدها جزءًا كبيرًا من قيمتها. وأكثر الخزن تسويقًا هي الخزن المحلية لأنها رخيصة وفي متناول اليد، أما بالنسبة للخزن المستوردة فيكون الشراء بطيئًا جدًا وهي حصرية على رجال الأعمال والشركات الخاصة وبعض سيدات الأعمال لضمان أكثر على الأموال والمستندات. وأكد التجار أن تجارة الخزن تتطلب طول البال فهي ليست برابحة ولا خاسرة، وبالنسبة لحركة البيع والشراء والأسعار تباع على حسب مقاسات الخزن المختلفة الأحجام التي تبدأ من طول (40) مترًا وسعرها (700) جنيه وطول (45) مترًا سعرها (750) جنيهًا وطول المتر (3) مليون ؛80 مترًا سعرها (2700)(120) مترًا سعرها (4 ملايين) و(140) مترًا سعرها (5) ملايين و(160) مترًا سعرها (750) مليون وهي خزنة محلية وأكثر شراءً وطلباً. و السودان يستورد الخزن من الصين وكوريا ولكن في الآونة الأخيرة افتتحت مصانع في السودان في شرق النيل وأم درمان لسد الحاجة وتتأثر حركة السوق بارتفاع وانخفاض الدولار وزبائننا هم أصحاب الشركات الخاصة وكل الوزارات والقصر الجمهوي والمؤسسات الحكومية وبعض الأفراد وهم زبائن معتمدون ويتم توصيل الخزن مجاناً أما بالنسبة للرأس ماليين الجدد فإقبالهم أكثر من القدماء. وتعد الخزنة ذات الكوالين أجود أنواع الخزن والتي تميزها عن غيرها من الخزن لوجود الإسبير وضمانها من قبل الشركة، أما الخزن ذات الشفرة وهي صعبة الاستعمال نسبة لاستخدامها بالأرقام المتسلسلة ويحرص على شرائها أصحاب الشركات الضخمة. طريقة ترحيل الخزن الصغيرة عادية من خلال عمال أما الأحجام الكبيرة فترفع بونش حيث هناك وزن (4) سم في (38) وزنها (40) كيلو وهناك خزنة ارتفاع (70) سم وزنها (100) كيلو وهناك الحجم الكبير (130) في (70) في (60) وزنها (200) كيلو هناك خزن مستوردة (160) وزنها يصل طن والخزن المستوردة خفيفة عكس المحلي للزبون المعتمد الترحيل يكون مجانًا. ورغم أننا نستورد الخزن الرقمية من أوربا وآسيا إلا أن أول من اخترعها هو العالم المسلم (الجزري). لقد كان الجزري أول من اخترع الخزنة ذات الأرقام السرية، في وقت كانت فيه أوربا غارقة في ظلام الجهل. ومن عجائب الخزن في العالم خزنة لحفظ السجائر والساعات الرجالية بقيمة (125) ألف دولار لها زبائن نوعيون وأيضًا الخزانة السرير التي تعمل خزنة وسرير حتى يطمئن الأثرياء على أموالهم! (في بيتنا خزنة) ثقافة جميلة وآمنة للبيوت خصوصًا أن اللصوص أصبحوا أكثر دراية بالمخابئ التي تخترعها حواء لإبعاد يديه عن مصاغها وأيضًا من ناحية وقاية المستندات من التلف في حالات الانتقال لمنزل جديد أو نشوب حريق أو حتى أمطار غزيرة، فهي أكثر من مجرد ديكور أنيق هي بمثابة أمان ومنظم للأوراق التي عادة ما تتعرض للتلف.