{ الذي من المفترض أن يزور أمريكا قريباً من الحزب الحاكم هو الدكتور نافع علي نافع وبصفته الحزبية كنائب لرئيس الحزب الحاكم وليس صفته التنفيذية كمساعد أول للرئيس. لكن كأنما الذي يريد زيارة واشنطن أو سيلبي دعوة الزيارة إليها هو الجراح المصري الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة أو سليمان أبو غيث أحد قياداتها. ففي واشنطن من يعترض على دعوة نافع واستجابته للدعوة، ويعارض في ذلك الرئيس أوباما، فتقول بعض التقارير إن أوباما طلب من مبعوثه الشخصي السابق إلى السودان برينستون ليمان إقناع مجموعات الضغاط الأمريكية بأهمية زيارة «نافع» «نائب رئيس المؤتمر الوطني». وقد بدأ ليمان بالفعل حسب بعض التقارير بتنفيذ ما وجهه به الرئيس أوباما حيث حاول إقناع ناشطة أمريكية ضمن مجموعة ضغط بوقف الحملة المناوئة لزيارة نافع إلى واشنطن. والسؤال هنا لمصلحة من هذه الحملة الغريبة ضد زيارة مسؤول في دولة هي عضو بمنظمة الأممالمتحدة؟!. هل لصالح اليهود؟!. إن كان كذلك هل ترفض واشنطن عدم استقبال مسؤولي الدول التي لا يربطها بدولة اليهود وشركاتهم مشروعات تطبيع وتعاون؟! وإن كان الأمر يأتي في سياق الحروب الأيدولوجية، فأين إذن الديمقراطية وقيمها في الولاياتالمتحدةالأمريكية أرض السيد الأبيض الأنجلو ساكسون بروتستانت؟! لكن هل ترى أن هذه الحملة السخيفة لصالح المتمردين في دارفور وغيرها؟! إن تقارير الخارجية الأمريكية السابقة وصفت حركات التمرد بأنها عصابات نهب مسلح وقطاع طرق، فهل هذه المجموعات الضاغطة على الإدارة الأمريكية تبارك صنيع هذه الحركات المتمردة وهي تؤذي المواطنين؟! وهل هذه المجموعات تعترض على زيارة «نافع» إرضاءً لدولة جنوب السودان التي تصادق اليهود وتتناغم مع مجموعات الضغط الأمريكية؟!. لكن إذاعقدنا مقارنتين بين واشنطن والخرطوم وبين الأولى وجوبا، فإن أوجه الشبه السياسية بين أمريكا والسودان هي أن الدولتين ديمقراطيتان، ودولة الجنوب ليست ديمقراطية. وخاض السودان آخر انتخابات تحت أعين الرقابة الدولية ومن ضمنها مركز كارتر الأمريكي وجه الشبه الثاني هو أن واشنطن والخرطوم ليستا عضوين في ما تسمّى المحكمة الجنائية الدولية أما دولة جنوب السودان فيسعدها جداً أن تكون عضواً بها وتدعمها من مال الشعب كما تدعم منه حركات التمرد في السودان. لتعتدي على المواطنين. وهذه الاعتداءات وآخرها في أم روابة وأم كرشولا لماذا تقف عندها مجموعات الضغط الأمريكية التي تعترض على زيارة مسؤول حزبي في دولة من دول العالم الثالث المستضعفة بآلة واشنطن الحربية؟! وجه الشبه الثالث هو أن بعض المؤسسات الأمريكية والحكومة السودانية كلاهما يهتم بأوضاع حقوق الإنسان، وقد تسلم البشير أمس الأول رسالة شكر من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. لكن هل يمكن أن تشكر الأممالمتحدة حكومة الجنوب في جوبا مثلاً إذا كانت الحملة المناوئة لزيارة نافع إلى واشنطن لمصلحة بعض أجندة الحركة الشعبية بقيادة سلفا كير الذي يواجه هو نفسه اعتراضاً من نائبه على استمراره في الحكم؟! وجه الشبه الرابع أن أمريكا تجد مؤامرات من اليهود لصالح إسرائيل وكذلك السودان، والفرق هنا أن التآمر على واشنطن غير مُعلن ويكون على طريقة السم في الدسم، لكن هنا معلن. وحتى أحداث التفجيرات من بعض المسلمين في أمريكا وآخرها تفجيرات تكساس حوافزها هي السلوكيات اليهودية ضد العرب والمسلمين في فلسطين وغيرها. اللوبيات الأمريكية أو مجموعات الضغط ترفض زيارة المسؤولين السودانيين، وتستقبل قادة التمرد الذين يفعلون بالمواطنين الأفاعيل. هل مجرمو الحرب أصدقاء لمجموعات الضغط؟! أليس من صلاحيات الرئيس الأمريكي حماية الدولة من ارتباط مجموعات الضغط بمجرمي الحرب الذين تنتقدهم تقارير الخارجية الأمريكية؟!