الأبيض: معتصم حسن عبد الله في ظل الأحداث التي تشهدها ولاية شمال كردفان في أعقاب الهجوم الغادر للجبهة الثورية على أبو كرشولا بجنوب كردفان وأم روابة والسميح والله كريم، ونزوح الآلاف من المواطنين من أبو كرشولا والقرى المحيطة بها إلى مدينة الرهد التي احتضنت النازحين والفارين جراء هذا الهجوم الذي كان من أبرز أهدافه زعزعة الأمن والاستقرار وتخريب البنيات التحتية والخدمية، وفي إطار عمليات التعبئة والاستنفار التي انتظمت البلاد، وصل حاضرة ولاية شمال كردفان «الأبيض» وفد كبير بقيادة رئيس المجلس الوطني الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر والدكتور الفاتح عز الدين رئيس لجنة الحسبة والمظالم والأستاذ محمد الحسن الأمين رئيس لجنة الأمن الدفاع وعدد من أعضاء المجلس الوطني ومجلس الولايات من أبناء الولاية بجانب البروفيسور إبراهيم أحمد عمر القيادي بالحركة الإسلامية، واستهل الوفد برامجه وأنشطته بلقاء قيادات حكومة الولاية التنفيذية والتشريعية والسياسية، وتلقى تنويراً عن الأوضاع الأمنية والنازحين بالولاية. وبمقر رئاسة الشرطة بالولاية كان هنالك لقاء حاشد واستقبال للوفد الزائر ضم قيادات الشرطة والجنود. وخاطب مولانا أحمد إبراهيم الطاهر قيادات الشرطة وحيَّا شهداءها الذين قدموا أنفسهم رخيصة من أجل حماية ممتلكات الدولة إثر الهجوم على أم روابة الأخير، مشيداً بالدور العظيم الذي يقوم به أفراد الشرطة كل في موقعه، وبعريشة المجاهدين بمقر الدفاع الشعبي قال الطاهر إن جميع أهل السودان يقفون بكل صلابة مع أهل كردفان، ناقلاً تحيات رئيس الجمهورية، مبيناً أن قيادة الدولة على أعلى مستوياتها عازمة على حسم التمرد بجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال إن المتمردين لا يعرفون الحوار، وإنما يفهمون لغة البندقية، ولذلك لا داعي لإضاعة الوقت معهم. وأعلن عن استقطاع من رواتب أعضاء المجلس الوطني «200» ألف جنيه دعماً للقوات المسلحة والشرطة والأمن والدفاع الشعبي، حاثاً الشباب الانخراط في معسكرات الدفاع الشعبي للدفاع عن الأرض والعرض والدين، وبقاعة فندق زنوبيا وسط حضور كبير للفعاليات والأحزاب السياسية، دعا رئيس المجلس الوطني إلى وحدة الصف والتوافق الوطني من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بالوطن، قائلاً إن المؤتمر الوطني كان صادقاً في تحالفه مع القوى السياسية. والي ولاية شمال كردفان معتصم زاكي الدين قال إن زيارة وفد المجلس الوطني داعمة للولاية التي تعرضت لهجوم الجبهة الثورية التي أسماها الجبهة التآمرية التي أصبحت بوقاً لدول البغي والعدوان، مضيفاً أن المرحلة تأريخية ومفصلية والمعركة فاصلة بين الحق والباطل. وقال زاكي الدين إن السودان لأكثر من «23» عاماً ظل يواجه التآمر وكيد الأعداء الذين لا يريدون لمسيرته في التنمية والتعمير أن تمضي في البلاد، وأكد والي شمال كردفان أن جميع حدود الولاية آمنة، مبيناً أن الولاية أصبحت في مواجهة المخطط، ولكنها بها قوه باسلة ومجاهدون من الجيش والشرطة والأمن والدفاع الشعبي، مطالباً بالدعم والعتاد. وأشاد زاكي الدين بكل ولايات السودان التي سيرت القوافل الإنسانية لمساندة المتضررين من الهجوم على أراضي جنوب وشمال كردفان الموجودين بمعسكرات النازحين بالرهد والمواقع الأخرى. وقال القيادي بالحركة الإسلامية البروفيسور إبراهيم أحمد عمر إن السودان مستهدف في إنسانه وموارده لأن المصالح الإستراتيجية التي تسعى لها الدول الغربية يتمتع بها السودان، هذا فضلاً عن الموقع المتميز للسودان كمدخل للدول العربية والإفريقية. وقال عمر طالما إن السودان سلك الطريق الصحيح والإرادة الحرة سيكون مستهدفاً، قائلاً إن راية لا إله إلا الله لن تسقط، والمجاهدون من أهل السودان يحملون راية الجهاد في سبيل الله. وتحدث الأستاذ محمد الحسن الأمين ومحمد بابكر بريمة عن أهمية تضافر كل الجهود لمجابهة المتآمرين على مسيرة السودان القاصدة لله، مؤكدين على أن ولاية القرآن كردفان ستكون عصية على المعتدين على أراضيها، بل كل السودان، إلى ذلك أكد نائب منسق الدفاع الشعبي على محمد ريحان والأستاذ شريف عباد رئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار بالولاية، أكدا أن مقاتلي الدفاع الشعبي في الصفوف الأمامية للقتال، وأنهم على أتم الجاهزية لتنفيذ توجيهات القيادة العليا للدولة للجهاد في أي موقع، ومن خلال لقاء الفعاليات والأحزاب السياسية، وتحدث الدرديري الشبكة نيابة عن الأحزاب داعياً إلى وحدة الصف والعمل سوياً خدمة للوطن وحماية ودفاعاً لقيمه وأهله، وتحقيقاً للتنمية. وتحدثت كل الفعاليات مشيرين إلى أن قوة السودان في وحدته، مستنكرين ما قامت به الجبهة الثورية وعملاؤها مؤكدين وقوفهم بكل قوة خلف القوات المسلحة والمجاهدين تحقيقاً للنصر وحفظاً وصوناً للوطن. هذا، وتتواصل عمليات التعبئة والاستنفار التي بدأتها الولاية مبكراً، لكل فعالياتها في جميع محليات ولاية شمال كردفان.