سيناريوهات عديدة تضاربت بشأن مقتل «كوال دينق مجوك» ناظرعموم دينكا نقوك بمشايخهم التسع بأبيي وهو ابن ناظر شهير وقيادي مثقف كان حتى عام 2005م قيادياً إسلامياً بالمؤتمر الوطني، قبل أن يبدل التزامه السياسي وينضم للحركة الشعبية التي منحته رتبة فريق فى الجيش الشعبي، وتولى من قبل حكومة جنوب السودان عدة مهام حول قضية أبيي.. ومن الرؤى المختلفة حول مقتله أن أبناء الدينكا قد يجدون أن مقتل «كوال» يمثل سانحة لهم لحسم قضية أبيي واستعجال الاستفتاء لضم المنطقة إلى جنوب السودان؛ خاصة بوجود أشقاء للراحل ومنهم موظفون كبار فى الأممالمتحدة وحكومة الجنوب بحيث يشكلون آلية ضغط ودعم للاستفتاء الذي قرب موعده.. ومن جهته حمّل وكيل ناظر دينكا نقوك «زكريا أتيم» فى تصريحات صحفية اللجنة الإشرافية لأبيي «أجوك» من جانب دولة الجنوب مسؤولية مقتل الناظر «كوال دينق مجوك»، ومنهم من قام باستدراج «كوال» من منزله بجنوب أبيي والذهاب به إلى شمال المنطقة موقع الأحداث الأخيرة؛ مؤكداً أن الدينكا لم يتجولوا بعد الأحداث التي وقعت العام الماضي في المناطق الشمالية لأبيي. وأضاف أيضًا أن عدم تفهم قوات «يونيسفا» لطبيعة وعادات المنطقة قد أسهم في إشعال التوتر بالمنطقة، كما ذكر «أتيم» أن الذين رافقوا الناظر كوال إلى شمال أبيي بلغ عددهم «14» شخصاً لم يُصب أحدٌ منهم بأذى عدا حرسه الخاص، مشيراً إلى مقتل «16» شخصاً من المسيرية مما يوضح أن هناك طرفًا مفقودًا في الأحداث متوقعاً أن يكون الطرف الثالث الذي أشار إليه رئيس اللجنة الإشرافية من جانب الشمال الخير الفهيم هو من قام بتنفيذ المخطط لصالح آخرين بدولة جنوب السودان.. ومن جهته اتهم الناظر بابو نمر قوات الأممالمتحدة «اليونسفا» بقتل السلطان كوال، بينما حمَّلت الحركة الشعبية حكومة السودان المسؤولية باتهامها لها بدعمها وتسليحها للمسيرية ووقوفها مع تبعية أبيي لهم.. ومما ورد فى الأخبار عن شهود أن مجموعة من المسيرية حاصرت موكب السلطان والذى يشغل في الوقت ذاته منصب الرئيس المناوب للجنة الإدارية المشتركة في أبيي غير أن أحد أفراد القوات الإثيوبية سارع بإطلاق النار، مما جعل المسيرية بدورها تحمِّل القوات الإثيوبية المسؤولية.. ويتساءل الكاتب والصحفي «فضل الله رابح» أن المثير هو اصطحاب قوات اليونسفا للناظر كوال، ولا يدري حتى الآن من الذي كان برفقة الآخر، هل اليونسفا كانت برفقة الأمير أم كان هو مرافقاً لها؟ وأنهم لا بد يدركون أبعاد ومضامين المهمة التي دفع ثمنها الراحل وبعض أفراد قبيلته من المرافقين له، التي ربما تهدف في المقام الأول إلى إفساد العلاقة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك التي برهنت على عدم رغبتها في تطوير الصراع حول أبيي، بل أثبتت أن الطرفين قادران على تجاوز محطة الخلاف، ويرى «رابح» وجود مخطط استخباراتي ولا بد من كشفه وتغيير حركته وأهدافه، فإن المسيرية لا مصلحة لهم فى الغدر برجل مسلم وتجمعه بهم علاقات صداقة وود كبيرة، كما أن المسيرية بوصفهم قبيلة ذات أصول وموروث معلوم، فإنهم في قتالهم لا يقتلون زعماء القبائل ولا العشائر. وعلى الصعيد الرسمي وبعد إعلان الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن تثمينها للتدابير التي اتخذها رئيسا السودان وجنوب السودان وإشادتهم بإعلان الحكومة السودانية عن إجراء تحقيق عاجل ونزيه حول الهجوم تباشر الأسبوع المقبل لجان التحقيق المشتركة من الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن وجنوب السودان وبعثة السلام بأبيي أعمالها للتحري عن حادثة مقتل الناظر كوال و«16» من المسيرية وأحد أفراد البعثة وجمع معلومات كافية للفصل في القضية.. فإلى أين يقودنا التحقيق الدولي في مقتل كوال، وهل كان مقتل الناظر كوال دينق مخططًا لقلب الطاولة وإحداث مزيد من التوتر بين المسيرية والدينكا حول أبيي؟ هل نأمل في حيادية عادلة أم مزيد من المكاييل التي تؤدي إلى تجريم السودان وصولاً إلى مجلس الأمن باستغلال قضية أبيي..