أيها السادة قادة حكومتنا... فقد أصبحنا أمام أعنف موجات تزييف الوعي وتغييب العقل.. أو قل هي أسوأ موجات تشويه الحقائق من خلال الحديث من على وسائط متعددة ظلت تنعق فيها بوم المارقين والحاقدين، ونحن من على المقاعد نتفرج وننظم وننمق الحروف، كل هذه السخافات والخزعبلات للأسف يتم تمريرها من خلال أدوار متكاملة يتم التنسيق فيها بين أطراف متعددة داخلياً وخارجياً مستغلين حالة إعلامنا البائس «قنواتنا الفضائية» الذي أصبح يغرد بعيداً عن قضايا الوطن ومصائبه. كنا لسنوات خلت نستطيع أن نحدث الناس بإعلام قوي يخرج من جيل الشباب والشيوخ والأطفال والرجال والنساء الذين فدوا هذا الوطن بأرواحهم وعقولهم وأجسادهم. قد يختلف الناس حول كيفية إعادة ذات الصوت الإعلامي الذي كان قوياً في السابق.. لكن واقع اليوم يفرض العودة وبقوة... حتى تبقى الحقائق أسطع من ضوء الشمس. وقد كانت ساحات الفداء كبرنامج يعمل على توثيق حياة المجاهدين في مسارح العمليات المختلفة حتى أنه جعل الخصوم بالخارج ينزوون في ركن ضيق.. خاصة أن البرنامج كان ينقل صورة حية وواقعية لقواتنا المسلحة.. كما ينقل صورة أكثر قوة للمواطنين الذين اكتووا بنيران التمرد وما يقومون به من ممارسات وأفعال. والآن هنالك أصوات تنادي بقوة إلى حتمية إصلاح حالتنا الإعلامية ولسان حالهم ينطبق عليه المثل القائل «دق القراف خلي الجمل يخاف». إن عودة الرسالة الإعلامية القوية سوف تلجم شياطين الجبهة الثورية وعملاءها.. وستكون أكثر نفعاً من صرف الملايين على سفر الوفود السياسية والتنفيذية من أجل القيام بالجولات الولائية وعمل التنويرات بالحديث والخطب الرنانة. سامحكم الله إخواني التنفيذيين وفي كل مواقع القرار أنفقوا هذه الأموال في دعم النازحين ووفروا لهم الغذاء والكساء وأكفوهم غطاء يقيهم قادمات الخريف.. هذه دعوة لكم أيها السادة أن تطلقوا سراح إعلامكم قليلاً.. اجعلوه يتنفس.. اجعلوا له صوتاً يصدح حتى تجعلوا الكلامات تنطلق بقوة كالرصاص لتصيب الحاقدين.. وانظروا يومها كيف يكون للآلة الإعلامية الصادقة أن تبث الاطمئنان في نفوس الشعب السوداني الصابر. الشهيد دفع الله الحسين يكتب عن الشهيد البيروني قبل أيام قليلة من مغادرتهم لدنيانا الفانية هذه.. كانت أرواحهم تسمو إلى موعد لم يطل انتظارهم له فكان أن خطت أقلامهم عبارات مملوءة بالصدق والوفاء للآخرين لعلنا نقتبس من تلألؤهم هذابعض البريق. كتب الشهيد دفع الله الحسين عن الشهيد البيروني هذا الفتى اليافع لم يتجاوز «22» سنة خلال الخمسة أعوام الفائتة نفر تسع مرات، وهو سليل أسرة عرفت بالجهاد خاله المجاهد عمر خوجلي شهد كل النفرات النوعية، وشارك في تحرير همشكوريب وتوريت وهجليج وقبلها الإستوائية. تميز الشهيد بقوة الحجة والمنطق والفصاحة. والده الأستاذ بابكر عبد الجليل من العبيدية له قرابة مع ود إبراهيم وهم أسرة معروفة بالشجاعة والإقدام عرفت منذ أن كان طفلاً، وهكذا هم الشهداء وضوح في الرؤية ومسابقة إلى الخيرات ورسالة الشهيد إلينا جميعاً بالعمل لا بالقول تكون المواقف وإن صدقت لخالقنا النوايا في جناته يكن اللقاء إن شاء الله. تقبلك الله أخي البيروني وألبس والديك تاجاً، وجعل لهم الفخر في الدنيا والشفاعة في الإخرة. الشهيدشهاب الدين يكتب للشهيد دفع الله الحسين كما كتب الشهيد/ شهاب الدين للشهيد/ دفع الله الحسين قائلا ً: أيام قليلة على الذكرى الأولى لتحرير هجليج.. وفيها الكثير من العبر والدروس.. اخي دفع الله الحسين... كنت أحد أبطالها.. بل وكنت من أوائل الذين دخلوها.. على نحو ما حدث في توريت.. همشكوريب وغيرها. وباعتبارك أيضاً عضو منصة.. لماذا لا ترتبوا هكذا منشط لهذه المناسبة.. نتدارس فيه عن السقوط والاسترداد.. لماذا وكيف سقطت ونكرم فيه أسر شهداء هجليج «سقوط وتحرير» ونكرم فيه قادتها: كمال عبد المعروف وآدم هرون.. وشيخ الصادق.. وود إبراهيم.. وقيس فضل.. وغيرهم.