التاريخ 25/4/ 2013 الزمان الساعة 23:29 محمد «كلنكيت» انت يالبيرونى ما تمشي ليك نفرة وتستشهد وتريحنا منك. الساعة 23:38 البيروني بابكر «ياكلنكيت» انا مرقت من «الحمرة» و«هجليج» حي تاني ما ظني أستشهد انا نفرة تاني ما ماشي.التاريخ 26/4/2013 الساعة 9:17 حمزة عبد الرحمن النجومي لا اظنك ترضى ان تكون من القاعدين. انت اصبحت طالبًا في مدرسة الأرواح المسافرة. كان هذا الحوار بين «الشهيد» البيروني بابكر وصديقيه ولن اعلق عليه. بتاريخ 6/6/2013 استلمت رسالة تخبرني باستشهاد الاخوة شيخ انور والبيروني ودكتور«الحولي» زاكي الدين، في ذيل الرسالة تنبيه د/ الحولي لم يتأكد بعد، وهي عبارة تدل على ان د/ الحولي، اما نه مصاب اومفقود.. والانفاس تتلاحق والدموع تتراقص عند طرف العيون والنفس ممزقة وكل ذلك يجلس على نار الغربة والوحدة.. امسك الهاتف لأتصل : بمن اتصل وتطل عشرات الاسماء والأرقام، الحمد لله: اتصل بهاتف الاخ محمد الحولي: يارب الهاتف يرن :الحمد لله.. مع كل رنة تخنقني انفاسي.. وجاء الصوت الحبيب، صوت «معتق» بالقرآن والتهليل والتكبير: عليكم السلام. وارد: السلام عليكم يادكتور الحولي معك اخيك ياسر حسن: وعليكم السلام أخي الحبيب ياسر: إن شاء الله بخير يا دكتور: في نعمة والحمد لله : وردني خبر عن استشهادكم والاخ انور والبيروني: اخوانك مضوا الى الله ونحن لسه محبوسين في الدنيا دي.. ثم استمرت المحادثة.. وبعد أن انتهت المحادثة.. طاف بخاطري ذلك اليوم الذي التحق فيه الأخ البيروني بنا في المعسكر.. وتذكرت مناداة الأخ «الجعلين»على محمد على نافع للبيروني حين يجتمعون المساء لإعداد الشاي وكان يناديه «يا جنا» كناية عن صغر سنه فهو فتى في العشرين سنفصل ذلك إن شاء الله في رواية «عقارب تلودي» ونترك شخصًا آخر يحكي لنا عن الشهيد «السائح» البيروني وهو المجاهد احمد كباشى: الشهيد البيروني كما عرفناه.. في يوم الخميس 16/6/2011 تتقدم قوة استطلاع مكونة من «6» عربات بقيادة المقدم عمر قائد متحرك «نداء الوطن» «ق،خ» وهي اول كتيبة تصل الى كادقلي بعد هجوم 6/6 الغادر.. تتقدم القوة لاستطلاع معسكر «تايفري» وهو المعسكر الرئيسي للخوارج بكادقلي.. وصلت القوة تخوم المعسكر عند المغرب ودخلت في غابة من اشجار المانجو قبل الموقع مباشرة فاذا بها تفاجأ بكمين «ابو لستك» من ثلاثة إتجاهات؛ ترجل المجاهدون وتعاملوا مع الكمين وبعد المعركة. أخذت بعض العربات الجرحى واسرعت بهم الى المستشفى لتلقي العلاج مما حدا بباقي القوة إلى الرجوع «راجلة».. جاءتنا الاشارة في المعسكر!! فتحركنا لنلتقي بهم في منتصف الطريق لننقلهم.. توقفنا في بداية الطريق المؤدي «لتايفري» نتمم على الاخوان الذين رجعوا كلهم الا «البيروني».. مرت اكثر من نصف ساعة ولا اثر للبيروني.. تقدمنا نحو الغابة وما هي إلا برهة فاذا بشخص يلوح في الافق متقدمًا نحونا.. نعم انه البيروني وكلنا نتساءل عن سبب تأخره لكن انسانا ذلك انه سليم معافى وعندما وصلنا كانت المفاجأة أن البيروني صاحب الجسد النحيل يحمل سلاحه الآر بي جي هذا طبيعي ولكن غير الطبيعي انه فوق ذلك «وهو المتأثر باصابة قديمة» كان يحمل مدفع قرنوف و«4» كلاشات وصندوق ذخيرة هاون خلفتها القوة وراءها في منظر لا يُنسى ابدًا عرفنا بعدها كيف ان الشهيد واجه الخوارج وحده وهم ينابزونه بالألقاب وهو يفرغ فيهم خزن كلاشه الست «كعادته» بعد ان نفدت منه دانات الآر بي جي ويقول لي بالحرف الواحد «مع اني مصاب لكن قلت ما بخلي سلاح بوراي قدر القدرت أشيلوا جبته وحلفت الا اكتل كم واحد من «النجور» ديل ووالله لو ما ذخيرتي انتهت ما بجيكم مارق.. هذا مشهد واحد من مشاهد كثيرة للشهيد نسأل الله ان يبدله دارًا خير من داره واهلاً خيرًا من اهله.انتهى.. هنالك شيء لاحظته في معظم الشهداء من لدن مصطفى ميرغني الى البيروني ودفع الله الحسين !!انها تلك البسمة الساحرة التي تجلس على شفاههم كأنها حبيبات من غُبار الجنة.