تعالوا نتصافح... والدنيا رمضان بعد أيام يحل علينا الشهر الفضيل، شهر التوبة والغفران، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات، ويجيء رمضان وينسى الناس همومهم ومشكلاتهم لينطلقوا صوب المساجد ليملأوا المكان صلاةً وتعظيماً ودعوةً، لترتقي صارية الفرح وتتوج الجباه التي أتعبها الركض المحتدم في أمور الدنيا من اجل نعمة الحياة ومن اجل مواكبتها، يجيء هذا الشهر الكريم إن شاء الله فيحاول الناس القفز فوق جراحاتهم وخلافاتهم فينطلقون صوب الأمنيات الجميلة ويغسلون أزماتهم بالتسامح والابتسامات، وتمضي مواكب البهجة والمسرات كأن لا شيء ببينهم من خصوم لينطلقوا بمعانقة الابتهاج ليعلنوا عنوان الفرح فيما بينهم والابتسامة توشح محياهم ومنازلهم، منهم من يملك أدوات الحياة السعيدة، فهو قادر على أن يوفر لنفسه ولأسرته أياماً حافلة بالمسرات فيملأ أرجاء المكان بالفرح والابتسامة الحلوة، والبعض الآخر من الناس للأسف يعاني من الفجور في الخصومة فلا يقدر على النسيان، ولا محاولة استنطاق الصمت الذي يلفه من كل جانب، وتنهمر دموعه في الأعماق ولا شيء يملكه سوى وحدته،. السعداء هم يقدرون على النسيان، فيمسحون دموعهم ويضمدون جراحاتهم ويسكنون آلامهم ويشاركون الناس فرحتهم من حولهم، فرحة هذا الشهر المبارك بالتمنيات الخالصة، وتكتسي جباههم بالفرح ليغسلوا قلوبهم بما مضى من أزمات والدنيا رمضان، فالفرح فرحنا والشهر الكريم يجبرنا أن نكون الأقدر على تحقيق نسيان ما مضى من خصام في دواخلنا لنغسلها من الحقد والكراهية والحسد والاحتدام، ونعلن الحرب على كل خلافاتنا ونسمو بتعاملنا بنزاهة النسيان، فشهر رمضان شهر فضيل وفرحة مؤكدة لنراجع حساباتنا ونصفي خلافاتنا وننسى الصراعات الوهمية والخلافات المتأزمة لنكون مثل الجسد الواحد دعونا نهفو إلى الكلمة الجميلة والتهنئة الخاصة والأمنيات الطيبة مثل ما نهتم بهذا الشهر، شهر المغفرة، ونحرص على مسيرة الخير في نفوسنا لتبقى قناديل المعاضدة شامخة لنعلن عن وفاء الإنسان لإخوانه وأصدقائه وأحبائه، كل رمضان وأنتم بألف خير....