في كل عام تكتظ الأسواق السعودية بالمتسوقين الذين ينوون قضاء إجازاتهم في بلادهم، وتحزم العديد من الأسر السودانية حقائبها اسوةً بالمقيمين الآخرين استعداداً للسفر بعد عناء العمل والدراسة.. ومع حلول موسم الصيف عادةً تحل الإجازات المدرسية للطلاب والطالبات في العطلة الصيفية، ويشد ابناء المغتربين السودانيين الكثير منهم الرحال إلى أرض الوطن السودان بعد اغتراب دام عدداً من السنوات.. والذي يميز صيف هذا العام طول الإجازة فينسى الناس همومهم ومشكلاتهم بفرحة السفر، وينطلقون صوب الأسواق، وترتقي سارية الفرح لديهم، فيحاول الكثير من ابناء المغتربين السودانيين المقيمين في الخارج عموماً والسعودية على وجه الخصوص القفز فوق أمانيهم بلقاءات ذويهم، فينطلقون صوب بلادهم ومدن الفرح ليغسلوا أزماتهم بالابتسامات بلقاء أقربائهم وأهلهم وأرحامهم، وتمضي مواكب الانس كأن لا أحد هناك من ينطوي على همومهم، وتشتد الرغبة في الانعتاق من آلام الاغتراب والاكتئاب والحزن وهموم ما كانوا عليه من فقد بعض الأحباء لينطلقوا صوب العناق بالابتهاج والفرح باللقاء. وهناك الكثير جداً من المغتربين الذين يقضون إجازاتهم داخل البلاد هم قادرون أن يملكوا أدوات الحياة السعيدة وسط الأهل، وان يوفروا لأنفسهم وأسرهم أياماً حافلة بالمسرات فيملأون وقتهم وأيام إجازتهم داخل البلاد وأرجاء المكان والزمان بالفرح، وعلى الأقل فإن الفرح يضمخ القلوب بالابتهاج.. ومن ناحية أخرى هناك البعض من المغتربين للأسف يعانون من العوز فلا يستطيعون السفر إلى بلادهم بلقاء أقربائهم إلا بالتأمل ومحاولتهم استنطاق الصمت الذي يلفهم من كل جانب، وتنهمر دموعهم في الأعماق ولا شيء يملكونه سوى عوزهم وفقرهم وأتراحهم.. بينما السعداء منهم يقدرون على النسيان فيمسحون دموعهم ويضمدون جراحاتهم ويسكنون آلامهم ويشاركون الناس من حولهم والدنيا فرحة والدنيا لقاءات ومسرات.