نظمت الهيئة العليا لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل العلامة البروفيسور عبد الله الطيب بالتعاون مع معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم أول من أمس «الأحد» ندوة «السيرة والفلكلور» بقاعة الشارقة، وبدأ الاحتفال بافتتاح معرض ضم مجموعة من كتب ومطبوعات العلامة عبد الله الطيب في النقد والشعر والأدب ومعرض للصور الفوتغرافية ومعرض تشكيلي لزوجته السيدة جريزلدا وقدم البروفيسور الصديق أحمد الشيخ حياتي مدير جامعة الخرطوم كلمة الجامعة أشاد فيها بالدور الكبير الذي لعبه العلامة واصفًا إياه بأنه صاحب لسان ذرب وشعر رصين وأحد أبرز العلماء في التاريخ الإنساني موضحًا أن الراحل اجتهد كثيرًا في قضايا جامعة الخرطوم ذاكرًا محاضراته التي يتزاحم عليها الطلاب مضيفًا أن العلامة قام بتعليم الأمين والرعاة في حقولهم وهو يفسر لهم كتاب الله بمفردات سهلة بسيطة سور وكان حريًا بجامعة الخرطوم أن تؤسس معهدًا يحمل اسمه ورأس البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن الجلسة الأولى في الندوة والتي تحدَّث فيها البروفيسور عبد القادر محمود في ورقته الأولى عن سيرة العلامة حيث أشار إلى نشأته وبيئته موضحًا أن عبدالله الطيب نشأ في بيئة بسيطة ومتواضعة في دامر المجذوب وأنجز الدكتوراه في العام «1950م» وكان صفوة المجتمع السوداني دينًا وعلماً وأدباً وقد أسلمت زوجته على يده، وفي ذات السياق قدم الورقة الثانية د. مصطفى الصاوي تناولت سيرة العلامة من منظور أدبي إلى قراءة السرد السيري في كتاب من نافذة القطار وحقيبة الذكريات للعلامة عبد الله الطيب. وهي محاولة لتأصيل البحث عن الجذور والسيرة تمثلت في أنها قصة نثرية تروي حياة فردية وتاريخ شخصية حكيًا استعادياً أعاد بناء الواقع كما عاشه كاتب السيرة، وتسعى الورقة إلى الكشف عن مكوِّنات الخطاب السيري بين يديها حتى تصل إلى تجنيس العملية خاصة أن أدب السيرة الذاتية له أجناس تحاوره تتمثل في أدب الترجمة الذاتية وأدب المذكرات والذكريات وأدب الاعتراف وأدب اليوميات وأدب الرسائل، واتفق المعقبون على أن الدكتور عبد الله الطيب جامعة لأجناس متعددة اهتم بالجانب اللغوي وابتعد عن تمجيد الذات، وهذا يدل على تواضعه، كما شملت الورقة الثانية جانب الفلكلور والشعبيات حيث تحدث بروفيسور يوسف فضل حسن عن منهج عبد الله الطيب في الأحاجي، وذكر أن العلامة عبد الله الطيب أكمل كتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها مشيراً إلى تعلم الجميع منه وضع الفهارس لكتاب العلم الذي بدأه الدكتور طه حسين، كما أنه اهتم بالتراث الشعبي، وذكر أنه عندما أرادت جامعة الخرطوم أن تكرمه تعفَّف وقال: هل يكرم من كان حياً وهذا يدل على تواضعه مشيرًا إلى أن د. عبد الله الطيب أخذ ما هو موجود من الثقافة الشعبية وثقافة بيئته وصاغها في أسلوب رشيق يضم التراث والإبداع، وقال د. عباس الحاج الأستاذ بجامعة الخرطوم إن أرشيف د. عبد الله الطيب ضخم وكبير وهذا يوضح أنه ذاكرة الأمة السودانية.