حياتنا مليئة بالخيارات ومجموع خياراتنا هي التي تشكل حياتنا وإلى حد كبير.. محطات كثيرة في حياتنا نقف فيها أمام مسؤولية اختيار واحد بين متعدد ويُصيبنا الارتباك والقلق إلى أن ننتهي بأمر عززه البعض ممن حولنا أو حسمته تداعيات الموقف بسبب تخاذلنا وترددنا.. كثيرون منّا لا يفضلون أن توضع أمامهم خيارات عدة ليختاروا منها بل أن تسير الأمور تلقائياً من شيء إلى آخر؛ لأنهم لا يحتملون الضغط النفسي ما قبل الاختيار أو لأنهم لا يثقون في اختياراتهم.. يواجه طلبة الشهادة الثانوية هذه الأيام بأحد هذه الخيارات وقد يكون أهم خيار في حياتهم المديدة.. إلى أي كلية سينتسبون وعلى الرغم من تحديد فرص الخيارات بالمساقات الأكاديمية من علمي أو أدبي أو خلافه تظل الحيرة قائمة ما دامت هناك أكثر من فرصة... وهذه فرصة طيبة للنضج وللإحساس بالمسؤولية بالاختيار لذلك من الأفضل أن يضع في اعتباراته أن ما سيتوجه إليه قادر على تحمل تبعاته مهما كانت.. وأن يستفيد حتى من خطأ ذلك الاختيار.. ولكن كيف لك أن تتخذ القرارات الذكية يقول العارفون إنه لا بد أن نعرف ماذا نريد بداية وما هدفنا، ثم معرفة أولوياتنا عند الاختيار وبعد ذلك نجمع أكبر قدر من المعلومات التي يمكن أن نتحصل عليها قبل إتخاذ أي قرار وأن نبحث في الأمر من كل جوانبه وإمكاناته وكلما كثرت المعلومات كان اتخاذ القرار أسهل ولا بد من المقارنة بين الخيارات العديدة من نواحي المزايا والمضار والكلفة والفائدة.. ويختلف الناس في هذا وباعتقادي أن المرأة أكثر حيرة من الرجل عندما يتعلق الأمر باختيار واحد من عدة أشياء أمامها، وهناك من يقف مشدوهاً أمام المحلات ولا يدري ماذا يختار حتى يشاهد ما اشترى صاحبه أو مرافقه ويفعل مثله ويحسم حيرته، فهل الاختيار أمر نتعلمه منذ الصغر ولديه علاقة وطيدة بالثقة بالنفس والقدرة على تكوين رأي ما؟ ومن رفض الطفل ارتداء ملابس معينة وتفضيله غيرها إلى تحديد التوجه الأكاديمي ومن ثم الدراسة واختيار شريكة الحياة وأسلوب العيش ومكانه والتخصص والعمل وتبديله؛ من أبسط القرارات إلى أعظمها تواجهنا وتواجه البعض أكثر من غيرهم ونجدها علامة على تنوع واتساع حياتهم فكلما ازددنا توغلاً ازدادت خياراتنا وعمنا الحراك..