ربما هي لحظات تُعتبر عند بعض الناس صعبة ولكن في مقام القوات المسلحة هي أكثر صعوبة ليس فيها الدموع أو النواح ولكن بكل معاني الرجولة الوطنية والوفاء لأهل العطاء درجت القوات المسلحة السودانية أن تؤسس لأنبل إرث في تاريخ الشعوب والجيوش في العالم بأن تحفظ الجميل والأخوة ليست أخوة الدم وإنما أكبر، ومن معانيه الجميلة أن تجعل الفداء جزءًا من أركانها المتينة. قد تكون الصورة أبلغ تعبير عن تلك اللحظات التي يودع فيها رفقاء السلاح السلاح ويترجلون بعد تضحيات في محيط السودان الواسع الشاسع لإضاءة شمعة أخرى مع اخوانهم الذين يتعاهدون بمثل ما ترجل إخوانهم بأن العهد لله وللوطن وللقوات المسلحة... أمس كانت هيئة أركان القوات المسلحة مسرحًا للاحتفال بأهل العطاء لا لينقطع الود ولكن ليستمر الحب وتظل الراية خفاقة. المشير البشير: إن شاء الله يوم شكركم ما يجي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر البشير كان أكثر الناس دراية بمثل هذه المواقف وهو يقول «نتحدث ليس كما تقول الأمثال «يوم شكركم ما يجي» ولكن عن معرفة ودراية والتصاق وثيق وقريب من هؤلاء المجموعة والكوكبة التي كانت البلاد تمر بلحظات عصيبة بعد اجتياح هجليج وأب كرشولا والوصول إلى أم روابة كانت لحظات تهز الجبال ورغم ذلك لم تهتز الأركان المشتركة أو قيادة القوات المسلحة رغم الظرف الصعبة»، وقال إن هيئة الأركان السابقة كانت مثالاً لرباطة الجأش والصبر والتفكير بثقة بنصر الله وقدرة القوات المسلحة على تجاوز كل العقبات وأضاف البشير قائلاً: «أشهد الله كنت راض تمام الرضى عن أدائهم ومتابعة لصيقة ليس عن طريق التقارير ولا بيانات ولكن عن معايشة حقيقية لهؤلاء»، وقال: لقد أدوا وأعطوا والدليل على أنهم كانوا محل رضى أنهم وصلوا لهذه الوظائف والرتب بعد أن أكملوا المدة الكاملة إلى أن ترجلوا الآن منها مرفوعي الهامة والرأس مكرمين من الوطن جميعًا قبل القوات المسلحة، نسأل الله أن يتقبل منهم العمل الطيب ويجعله في ميزان حسناتهم ويوفق الذين استلموا الراية. وزير الدفاع : أفذاذ يسلمون الراية من جانبه قال وزير الدفاع الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين قال إننا نقف لوداع أفذاذ يسلمون الراية بعد أن أمضوا معًا فترة عصيبة من تاريخ بلادنا تحملوا المسؤولية بصدق وأمانة وتجرد ساهموا فيها وظلوا مرابطين بمكاتبهم تحملوا كل الظروف العصيبة التي مرت بالبلاد، وأضاف: «كانوا خير معين قادوا القوات المسلحة والبلاد بكل صدق وأمانة وأدوا واجبهم أحسن ما يكون وأن بصماتهم واضحة في القوات المسلحة»، وأشار إلى أنهم بدأوا مشوار إعادة هيكلة القوات المسلحة وأنجزوها وساروا فيها إلى طريق النجاح كما ساروا وراء وزارة الدفاع لتكملة البنيات التحتية للقوات المسلحة وثابروا في بناء الرئاسة الجديدة والوحدات العسكرية الجديدة ورسم الخطة الجديدة للقوات المسلحة، وأكد أن القيادة السابقة قادوا القوات المسلحة من نصر إلى نصر وحافظوا على عهد القادة السابقين بأن تظل الراية مرفوعة. رئيس الأركان المشتركة: يتعهد بحمل الراية بدوره قال رئيس الأركان المشتركة الفريق أول ركن مصطفى عثمان عبيد نلتقي لنشهد ترجل قادة أفذاذ ورفاق درب ومجاهدات عرفتهم القوات المسلحة بالتميُّز وحسن السيرة والأخلاق وقال: «إن قلنا إن العمل عبادة إلا أن العمل في القوات المسلحة أكثر قربًا لله»، وأشار إلى أنهم كانوا لهم شرف القيادة في أحلك وأخطر منعطفات تاريخنا المعاصر، وأضاف: «قدري أن أقف مودعًا رفقاء الدرب وهم يسلمون راية القوات المسلحة منتصرة ليضيفوا صفحات ناصعات لتنهل منها الأجيال المقبلة وأكد ثقتهم بهم أن يكون سفراء للقوات المسلحة أينما اتجهت بهم الحياة. وتعهد على حمل راية القوات المسلحة التي ستظل مرفوعة ما بقي فينا من رمق والسعي ما وسع الجهد والعمل لتطوير القوات المسلحة والارتقاء بها وتجويد الأداء مستندين إلى العلمية والمنهجية وما ورثناه من الإخوة المودعين. رئيس الأركان السابق: جئنا بروح الوطنية وحب للقوات المسلحة من جانبه عبَّر رئيس الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن عن تمنياته للقيادة الجديدة بالتوفيق وقال أقف اليوم بين يدي لحظات تؤدى فيها الأمانة وتسلم فيها الراية لإخوان نثق أنهم سيأخذونها بحقها ويؤدون حق الله فيها لما عرفناه عنهم من الخبرة وحسن الدراية والولاء والإخلاص وقال إنهم جاءوا بروح الوطنية وحب للقوات المسلحة، وأضاف: لقد أكرمنا الله بالانتماء للقوات المسلحة والتي هي اشرف مهنة وأصدق وأنبل رفقة وأن نشهد مع إخواننا الإنجازات العظيمة التي انتظمت القوات المسلحة في شتى المجالات محييًا في ذات الوقت رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر البشير ووزير الدفاع والقيادة الأركان المشتركة.