قبل سنوات قليلة كانت مشاركة الأندية السودانية خلاف القمة في البطولات الإقليمية مجازفة غير محمودة العواقب. جميع المشاركات الخارجية كانت تذهب للهلال والمريخ. حتى الفرق الأخرى التي شاركت في المحافل الإفريقية والعربية لم تحقق النتائج الجيدة في تلك المشاركات. في العام الماضي فجر أهلي شندي أكبر مفاجأة بعد تأهله لدور المجموعات في البطولة الكونفدرالية. وصول النمور إلى تلك المرحلة أعطاهم الثقة في مزاحمة القمة على الدوري الممتاز. ومع بداية هذا الموسم بدأت الأندية الأخرى أكثر ثقةً من الأعوام الماضية، وأفقدت القمة الكثير من النقاط. الرعاية التي وجدتها أندية الممتاز الأخرى صنعت منها فرقاً شرسة جعلت القمة ترتجف في الدورة الأولى. لأول مرة في تاريخ الممتاز ينهي الهلال الدورة الأولى وهو ثالث الترتيب. ولأول مرة ستبدأ الدورة الثانية واحتمال ذهاب اللقب من القمة وارد بنسبة كبيرة. أهلي شندي كسر مقولة الصاعد هابط، وبدأ مدرسة جديدة وهي الصاعد للقمة. سار مريخ الفاشر على درب الأهلي حيث صعد هذا الموسم للممتاز ومثل السودان خارجياً. خرج فريق السلاطين من المربع الذهبي ليضع اسمه في قائمة الكبار. أول فريق من الولايات يصل لهذا الدور في سيكافا. حتى الخرطوم لم يصل منها فريق لهذا الدور خلاف القمة. شارفت سيكافا على الختام وكسب السودان الكثير من الفوائد. كثيرون لم يكونوا يتوقعون أن تنظم البطولة في ولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان. نظمت البطولة في الولايتين وحققت الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية إلى جانب مكاسبها الرياضية. أسواق الفاشر انتعشت أكثر وكذلك الحال في كادوقلي. القصة ما كفر وكأس واحتفال، القصة كبيرة وخطيرة. تخيلوا بعثات الفرق المشاركة وهي تنقل ما شعروا به من أمن وسلام في دارفور وكادوقلي إلى بلادهم. تخيلوا الحركة التجارية في أسواق المدينتين مع تنظيم هذه البطولة. الكثير من الأشياء الجميلة يمكن تخيلها، بعد النجاح الكبير الذي حققته سيكافا. من المكاسب الكبيرة للفاشر وكادوقلي هو إنشاء استادين سيسهمان كثيراً في تطور الكرة في الولايتين. إعداد القمة يتواصل للدورة الثانية في غياب المحترفين. غريب جداً أمر محترفي السودان فهم دائماً يتأخرون عن بداية الإعداد دون محاسبة. المالي سيدي بيه متوقع وصوله اليوم لبدء رحلته مع الهلال التي نرجو أن تكون موفقة. أمس شارك سنكارا وإلمامي في الإعداد «الأول الفيه أتعرفت ونرجو التوفيق للثاني». الحضري سيصل الخرطوم غداً الإثنين «الرقشة جاهزة». نرافق اليوم بعون الله ومعي بعض الزملاء وفد مركز الرؤية لدراسات الرأي العام المتجه لمدينة الفاشر، لتغطية نهائي بطولة سيكافا. البطولة تستحق عكس الكثير من الجوانب الخفية التي صاحبتها. نرجو أن نشهد مسك ختام لبطولة الإرادة القوية في كادوقلي والفاشر.