السكر مرض خطير يكاد لا يخلو منزل من وجود مصاب به، وقد تسبَّب هذا المرض في إحداث العديد من الإشكالات الصحية الأخرى خاصة بالعيون والكلى لا سيما ظهور القروح والتهابات الجروح بالأطراف التي قد تتطوّر إلى «قرقرين» وأحياناً ينتهي الأمر ببتر الأطراف أو الأصبع كل ذلك يحدث لعدم تعاون المريض مع السكر، حيث ينبغي على مريض السكر الاهتمام والعناية بقدميه وأخذ العلاج في وقته وكذلك عليه الفحص الدوري.. ولمعرفة الكثير عن مرض السكر حاورنا د. عبد المحسن أبو العلا استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكر فإلى مضابط الحوار: ٭ مرض السكر ماذا يعني؟ هو مرض زيادة نسبة السكر في الدم عن المعدل الطبيعي وهذه الزيادة لها أسباب. ٭ ما هي الأسباب؟ يمكن أن يكون السبب «نقص» في إفراز غدة البنكرياس التي تفرز الأونسلين وعادة يسمى الأونسلين من النوع الأول وهذا يصيب الأطفال أو الأقل من «35» سنة. والنوع الثاني هو ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب خلل في غدة البنكرياس أو زيادة نسبة السكر في الدم لأسباب أخرى مثل «الأمراض الالتهابية المتعددة مثل التهاب المرارة ومرض السمنة «الإفراط» أو كبر السن أو سكر الحمل أو بسبب وراثي. ٭ ما هي أعراض الإصابة بمرض السكر؟ أعراضه، هي أعراض عامة تصيب كل الفئات الكبرى والصغرى، يلاحظ في بعض المرضى عدم كثرة التبوّل رغم أن أعراضه الأساسية كثرة التبول، والشراهة في شرب الماء «أي الشرب وعدم الاكتفاء منه»، والعرق الشديد، ونقصان الوزن، والخمول وهنالك بعض الأعراض الأخرى مثل جفاف الجسم، كما قد تشكو بعض النساء من وجود بعض الأعراض المهبلية مثل حكة بالمهبل «أو ما يسمى بالخمج» وفي الحالات المتأخرة في بعض الأحيان تحدث أعراض أخرى مثل سخانة الأطراف أو تنميل الأطراف.. والبعض الآخر يشكو من ضعف أو اختلال في النظر. ٭ ما هي الفحوصات؟ الفحوصات الأولية لمعرفة السكر على الإنسان فحص البول دورياً فهو بمثابة مرآة أو دلالة، فهو يوضح الإصابة أو عدمها بكثير من الأمراض مثل الكلى واليرقان والزلالي والالتهابات عامة وكذلك السكر ومن هنا يمكن تحديد ما سيحدث.. فالسكر دائماً يظهر عند فحص البول وبعد معرفته يمكن معالجته بالعلاج المناسب حسب الحالة، ولكن عند عدم ظهور السكر في البول لا يعني عدم الإصابة بالسكر. ٭ إذن هل من فحص آخر للتأكّد من الإصابة بالسكر؟ إذا لم يظهر في فحص البول السكر رغم وجود الأعراض ولعدم وجود نسبة من السكر في البول يتم تحليل السكر في دم المريض وهو صائم GTT وهو يوضح مدى تحمل البنكرياس لكمية السكر الداخل للجسم ومن ثم يعطي نتائج السكر في الدم.. وهذا الفحص يوضح إذا كانت هنالك قابلية الإصابة بمرض السكر. أما إذا وجد في فحص البول سكر فمن ثم يحتاج المريض لفحص الدم للسكر وهو صائم وبعد ساعتين من الوجبة كذلك يتم فحص السكر كل ثلاثة أشهر HBA1C وهو يوضح معدل السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ٭ هل على المريض فحص الدم وهو صائم دورياً؟ يحتاج المريض للفحص الدوري للدم والبول عامة بعد ساعتين من الوجبة المعتادة مرة كل أسبوع أو أسبوعين حسب توجيهات الطبيب المباشر، ولكن فحص السكر في دم المريض وهو صائم لمعرفة نسبة الدهون في الجسم مرة في الشهر. ٭ هل يتسبَّب مرض السكر في حدوث أمراض أخرى؟ مرض السكر من الأمراض الخبيثة التي يمكن أن تؤثر على كل أعضاء جسم الإنسان ابتداءً من العين ثم الكليتين والقلب والأوردة والشرايين، والأعصاب الطرفية، وكلما طالت فترة وجود السكر في جسم الإنسان وكان هو غير منتظم في علاجه تحدث مضاعفات مبكرة. ٭ ما هي المضاعفات التي تسبِّبها الإصابة بمرض السكر؟ مضاعفات مرض السكر كما ذكرنا قد تحدث الأعراض التي ذكرناه، وقد يحدث اختلال في النظر لكن الاختلال يكون خفيفًا في حدة النظر وكذلك ظهور الزلالي في البول ويعني ذلك أن الكلى بدأت في التأثر بمرض السكر مما يؤدي في المستقبل لحدوث خلل في وظائف الكلى نتيجة مرض السكر. ومن المضاعفات التي يتأثر بها مريض السكر اختلال في ضربات القلب نتيجة عدم تنظيم السكر لفترة طويلة، أيضاً هنالك بعض الأمراض التي تظهر مثل اختلال عمل الإمعاء التي تؤدي للإسهالات الشديدة بدون ألم وقد تبدأ بالإمساك نتيجة لعدم انتظام السكر لفترات طويلة وكذلك يحدث خلل في الأعصاب الطرفية مما يؤدي إلى خمول الدورة الدموية في الأرجل وعدم الإحساس بالأطراف ومن ثم تتعرّض القدمان للإصابة بالأشياء «المؤذية» أو نسيان لبس الحذاء لعدم الشعور بذلك وقد يحدث نتيجة لذلك الإصابة بخدش أو جرح ومن ثم يتطوّر لقرحة نتيجة لعدم وصول الدم الكافي لتلك المناطق وقد يتطوّر الأمر إلى التهاب جرح السكر أو القرقرينة ويؤدي ذلك لقطع القدم أو الأطراف، كل ذلك الوصف الدقيق بمثابة تنبيه لمرضى السكر عامة وخاصة بالأطراف وليس تهويل حتى تتم العناية الحثيثة لهم بالأطراف. ٭ كيف يمكن التأقلم مع مرض السكر؟ التأقلم مع مرض السكر دائماً عند حضور المريض لأول مرة يتم توضيح الأمر حتى يتسنى له التأقلم مع المرض ويتم تنظيم حياته المرضية لأخذ علاجه بنظام والابتعاد عن الأشياء التي تزيد نسبة السكر واستعمال العلاجات بنظام والفحص الدوري والابتعاد عن كل الأشياء المشبعة بالسكريات وعليه عدم التقيد بنمط الحياة والتخوف الزائد فهو مرض يمكن أن يصبح مبرمجًا بسهولة خاصة استعمال الأدوية العلاجية وزمن التداوي الذي يتناسب واليوم العملي أو الدراسي فالحبوب أو الحقن يمكن أن يتناولها المريض بعد رجوعه للمنزل إن كان بالخارج. ٭ كيفية العلاج؟ يبدأ العلاج بطريقة تنظيم الوجبات الغذائية اليومية فمريض السكر عليه أخذ «5 6» وجبات في اليوم دون «الإشباع» وعليه الابتعاد عن السكريات عامة وكذلك عليه التقليل من النشويات والدهنيات وعليه ممارسة الرياضة؛ لأنها تعمل على إحراق السكر في الجسم. بعد المحافظة على النظام الغذائي إذا لم تحدث نتيجة يبدأ العلاج بالعقاقير الطبية أو الحقن «بالانسولين». ٭ لماذا تعدّدت العقاقير في السوق العلاجي؟ لأنها تتناسب مع كل حالة مريضة، فهنالك عقاقير تعمل على تنشيط الغدة الدرقية وأخرى تعمل على عدم امتصاص السكر من الإمعاء والاثنى عشر وكذلك توجد عقاقير أخرى لزيادة حساسية الأونسلين وهكذا.. ٭ كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمضاعفات مرض السكر؟ بالابتعاد عن الوجبات الدسمة والمواد السكرية وتنظيم العقاقير في وقتها والعناية بالأقدام وذلك بتنظيفها يومياً، وإجراء الملاحظات التامة عليها يومياً فإذا كل إنسان توضأ ونظر لقدميه ففي هذا مصلحة كبرى وكذلك عليه تجفيفها بعد الغسل وعليه استعمال مرطب مثل «الفازلين». وعليه الفحص الدوري للبول والدم ومقابلة الطبيب، وعلى المريض عدم جهل الفحص فهو مهم جداً لتنظيم الحالة المرضية حتى لا تحدث أية مضاعفات.. والشافي الله لنا جميعاً.