قلنا أمس إن الحركة الشعبية وأنصارها وحكومتها في الجنوب وخارجه في سفاراتها مثلاً احتفلوا بمرور عامين على انفصال جنوب السودان بصورة رسمية، وأصلاً كان الانفصال قد وقع عمليًا قبل ثمانية أعوام ونصف منذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا التي تضمنت أن تنسحب كل المؤسسات الرسمية السودانية من جنوب السودان ابتداءًَ من يوم التوقيع على الاتفاقية وكان هذا في عام 2005م. وكان المقصود به كما قيل العمل لوحدة جاذبة بين (النار والزيت)، فهل يتحدان؟!. المهم في الأمر الآن هو أن الحركة الشعبية تحتفل بمرور عامين لدولتها الجديدة لكن الأغلبية من الشعب الجنوبي يحسبون سنوات المعاناة والاستبداد والطغيان منذ عام 2005م. ويمر على غالبية الشعب الجنوبي الآن عامان لدولة ولدت مشوهة عمدًا لخدمة مصالح أجنبية على حساب المواطن الجنوبي. لماذا الاحتفال بمرور عامين على المعاناة والاغتصاب والاغتيالات والسرقة وضعف الخدمات والاعتداء على الاقتصاد؟!.. وقد قلنا إن باقان الأمين العام للحركة الشعبية ود. رياك مشار نائب رئيس حكومة الحركة الشعبية (وليست حكومة الشعب طبعًا) قد انتقدا بمناسبة مرور عامين حركتهما فكان نقدًا ذاتيًا. قال باقان إن دولة جنوب السودان دولة فاشلة، وهي نفس الصفة التي ألصقها بحكومة الخرطوم حينما كان وزيرًا فيها قبل الانفصال كان وزيرًا لرئاسة مجلس الوزراء حسب محاصصة اتفاقية نيفاشا وليس للدولة حاجة إلى وجوده في هذا المنصب. لكن اتفاقية نيفاشا كانت بمنطق قول الشاعر: (من نكد الدنيا على المرء.. أن يلاقي عدوًا ما من صداقته بد). ورغم هذه الصداقة (القسرية النيفاشية) فإن باقان بدلاً من أن يطرح رؤاه إن كان له لحل المشكلات انطلاقًا من موقعه. إلا أنه راح يتحدث عن فشل الدولة السودانية. فهل فشلها لأنها وقّعت على اتفاقية نيفاشا التي وضعته في هذا الموقع ووضعت رئيس حركته في موقع أرفع، وهو الآن يُحمَّل مسؤولية فشل إدارة دولته الجديدة؟!. نعم باقان نفسه قال معترفًا: (فشلنا في إدارة شؤون البلاد) لكن لماذا الفشل مع العدد الكبير من المستشارين بمختلف جنسياتهم الإسرائيلية والغربية؟! ولماذا الفشل ولدولة جنوب السودان أو الحركة الشعبية أصدقاء يلتقون في جمعية أصدقاء جنوب السودان الأمريكية؟! هل هؤلاء هم أصدقاء (موارد) جنوب السودان من نفط ومعادن؟!.. إذن هي جمعية أعداء المواطن الجنوبي في ثياب الأصدقاء. وبمثل هذا التمثيل تحاك المؤامرات ضد شعوب إفريقيا التي ينظر إليها الرجل الأبيض الغربي على أنها أقل قيمة ودرجة من الحيوانات. هذه الجمعية من ضمنها مستشار حكومة جنوب السودان روجر ونتر، في ماذا استشارته حكومة جوبا إذن وهو ورفاقه في جمعية أصدقاء جنوب السودان الأمريكية يعربون عن قلقهم العميق من مخاطر حقيقية متزايدة تهدد مصير دولة جنوب السودان الوليدة؟!. أين ثمار استشارات روجر ونتر؟! إن مجموعة أصدقاء جنوب السودان تتهم حكومة الحركة الشعبية ممثلة بقواتها الأمنية بارتكاب انتهاكات عنصرية ممنهجة. فلماذا لم تنصح هذه الجمعية منذ عامين حكومة الحركة الشعبية بأنها لا بد أن تبتعد عن السلوك العنصري في إدارة الدولة؛ لأن العاصمة جوبا توجد في الإقليم الإستوائي هناك؟! لماذا لا تذكرها شعار الإقليم الإستوائي الآن عام 1982م!