الإمام الصادق المهدي علم من السودان وهو علم على رأسه علوم لا شك في ذلك، وشيخنا الصادق معارض ورئيس المعارضين من عيال الشيوعية والشعبي وغيرهم، وظل الإمام يأتي كل مرة بغرائبه السياسية التي لا يفهمها إلا الراسخون في السياسة من أمثاله، ومرة يأتينا بتهتدون ومرة يأتينا بتكسبون ومرة يأتينا بتشردون وتهربون ومر يأتينا بتعارضون وتؤيدون ومرات قال يجب إسقاط هذا النظام بالقوة وطلب من الشعب وشيوخ الأحزاب أن يحضروا لميدان أبو جنزير ولم يحضر أي شخص وحضر محمد إبراهيم نقد عمدة الحزب الشيوعي حضر ولم يجد الصادق ولا غيره وكتب لهم في ورقة كرتونة حضرنا ولم نجدكم والإمام الصادق الداعي لم يحضر بل سافر للخارج وقال تعتدون وتسافرون، والسيد الصادق ظل يتحفنا بالطرائف في عالم السياسة، وهذه المرة قال أنا جيتكم بفكرة لإسقاط هذا النظام بفكرة الجهاد المدني وزمان قبل (السيف أصدق أنباء من الكتب) ولكن اليوم يقول القلم والإمضاء أصدق أنباء من الكتب يعني يجمع مليون إمضاء ويُسقط النظام هلا هلا بالأفكار لكن هذه الإمضاءات يمكن يسجلوا أسماء أحمد وحاج أحمد وبشير والبشرى بدون بطاقة أو رقم وطني وأنا كنت أفتكر إنه يمكن أن يأتي الذي يمضي بالصورة والصوت قائلاً أنا أحمد ود أمحمد من البلد الفلاني بطاقتي نمرة كذا وجنسي بقاري أو شايقي كان هذا فيه شوية إثبات وفي هذا المقام تحفزني قصة ظريفة هي تعلمون أن الشايقية في الماضي كان أغلبهم عساكر بواليس ودبش والشايقي البوليس يعطوه أمرًا لشخص ما إن يحضر للمحكمة أو أن يمضي على علم الطلب بالحضور وهذا الشايقي البوليس يحمل طلب الحضور ويذهب للشخص المطلوب قائلاً أمضي أو قلي رافض وإذا كان الشخص المطلوب جعلي يقول للشايقي أنا رافض ويشهد عليها الشايقي ويقدمه للمحكمة برفض الطلب ويحاكم ومن هذا المنطلق أنا رافض أن أمضي للسيد الصادق الذي يحلم بأن هذه الإمضاءات سوف تسقط النظام ولكنني أقول لهم إن الذين تراودهم الأحلام بإسقاط هذه وهم كما قال الشاعر العربي قديماً (كناطح صخرة يوماً ليوهنها فما ضرها ولكن ضر قرنه الوعل). شيخنا الصادق الإمام أنا رافض الإمضاء كل، ولا أظنكم تكتبون اسمي وأنا غائب ولكنني أعرف قدرك ومكانتك السامية في البلد ولا شك أنك من الأذكياء في العلوم السياسية وغيرها ولكن الأذكياء مرات يخونهم الذكاء ويتصرفون غلط ويا شيخنا بدل أن تجمع الإمضاءات هذه وهي حبر على ورق كما كنت تقول في بعض المواقف بدل ذلك جهز نفسك وأعوانك للانتخابات القادمة وقدم برنامجك وأهدافك يمكن اللّه تعالى يأخذ باليد وتمسك الدفة وتقود البلد، أما حكاية الإمضاءات هذه فقد كانت ونسة للناس في مجالسهم وأوحت لناس الكاركتير بموضوعات. ومن الطرائف في جمع هذه الإمضاءات أن المهندس المعلم عبد الغفور محمد أحمد سامنتوت من سكان حي الهدى قيادي في حزب الأمة ذهب بنفسه ليوقع على هذا الكشف أمام السيد الصادق ذلك لإسقاط النظام بهذه الإمضاءات ولكن صديقه وجاره عمر قرين ناقشه في هذا الأمر قائلاً يا عبد الغفور الكلام ده ما يشبهك كيف تؤمن بأن الإمضاءات تسقط النظام كان يجب أن تناقشوا الاستعدادات للانتخابات القادمة، وتتحدثوا مع السيد الصادق أن يمزق هذا الكشف الذي صار أضحوكة وونسة بكم في المجتمعات وأنا كنت معترضًا على قول د. نافع الحكاية لحسة كوع والما عاجبو يشرب البحر ولكنني وجدت كلام نافع صاح واحدين قالوا النظام في مائة يوم واليوم الصادق قال يجمع مليون إمضاء لنسقط النظام. السؤال بعد جمع الإمضاءات عايز يودي الكشف للسيد عمر البشير قائلاً ديل الذين مضوا مش عايزنك، ويضحك البشير كعادته يقول له لكن الناس صوتوا لي وأنت إذا عايز تغير النظام اترشح. سيدي الإمام: نحن نعرف قدرك ومكانك ولآبائك مواقف تاريخية وأنت ونحن نقول كما قال الفرزدق قديماً: (أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع) وقال الحردلو (أكان للمهدي داك ولداً قدل فوق عزه) ولكن نقول حتى ود البصير وللسيد عبد الرحمن مكانة سامية في تاريخ السودان وهو الذي رفع شعار السودان للسودانيين حتى نال السودان استقلاله بقيادته والزعيم الأزهري ومولانا ود الميرغني وللصديق أبو الصادق مواقف نحو العسكر وحكومة (عبود جبل الحديد). وأنت سيدي الإمام مكانك سامي وعلاّمة في السياسة والأذكياء مرات يخونهم الذكاء وأنت في حكاية الإمضاءات هذه خانك الذكاء، مزق هذه الإمضاءات واستعدوا للانتخابات يمكن اللّه يأخذ باليد وتعود رئيساً للبلد وكلامي سيدي الإمام كالناصح بمنعرج اللوى راجياً أن تستبينوا النصح قبل ضحى الغد أحسب نفسي ذلك وإن أخطأت فأنا بشر. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ويا سيدي الإمام أتمنى كل التوفيق في مسيرتك وأن تصوموا على خير وتفطروا على خير وكل عام وأنتم بخير. المخلص/ العمدة الحاج علي صالح عمدة نهر عطبرة سابقاً