{ تكريم وأي تكريم ذلك الذي شهدته الكلاكلة صنقعت.. تكريم وأى تكريم ذلك الذي يشهده ويقوده رئيس الجمهورية بنفسه، تكريم وأى تكريم للاعب الذي يضرب به المثل في الأخلاق والأداء الكروي الرفيع والإخلاص لناديه والتمسك به لعشرين سنة.. ومن يكون غير الكابتن يوسف مرحوم.. ومن يستحق لقب المايسترو غيره هو اللقب الموجود في العديد من الدول لأكثر من لاعب في كل جيل، ولكن في السودان لم يجرؤ أحد على إطلاق لقب المايسترو لأنه لا يوجد من يستحقه بعد يوسف مرحوم. { وغير المايسترو كان زملاؤه يلقبونه بالسينيور كما تنطق بالانجليزية SENIOR وليس كما تنطق الفرانكفون، وبسبب اخلاقه العالية وانتظامه في اداء الصلوات وتقديم النصائح للاعبين فقد سموه ايضا «عمي الشيخ» وكلها القاب لم نسمع بها لغير يوسف مرحوم، ويعد نادي النيل العاصمي النادي المثالي.. وهو لقب ووصف لهذا النادي ولم نسمع به لنادي غيره. { يوسف مرحوم اداء كروي رفيع منذ 1957م حتى مطلع السبعينيات.. ولم ينل انذاراً واحداً أو أن يكتب الحكام اسمه كما كان الحال قبل استخدام الكروت الصفراء والحمراء التي لم تعرف طريقها الى «المايسترو»، وكما حكى ابو القوانين الاستاذ محمد الشيخ مدني ان لكل لاعب سجل مكون من ثلاث ورقات بيضاء تدون فيها حالة اللاعب وانتقالاته من نادٍ لآخر والانذارات التي يتلقاها، وظلت صفحات يوسف مرحوم بيضاء كما هي إلا من سطر واحد وهو انتقاله من نادي النسر الى نادي النيل وبس. { بعد ما سمعناه وما أعرفه عن يوسف مرحوم تخيلت أن يكون المقياس للتكريم هو هذا، ومن لا يكون مثل يوسف مرحوم لا يجب تكريمه ولا يستحق ذلك.. ولكن أرجع وأعود لأسأل نفسي وأجيبها لو كان المعيار ألا يكرم من ليس مثل المايسترو فإننا قد لا نجد بسهولة لاعباً يستحق التكريم، ولكن ليت هذا الجيل يعرف ويعلم ويستفيد مما يسمعه عن أولئك العمالقة. نقطة... نقطة { ما لم يذكره أحد أن المايسترو يوسف مرحوم عمل مدرباً متعاقداً في السعودية، ورسم نفس اللوحة من الأدب والإخلاص.. وأجدها فرصة لأروي ما حدث في مطلع الثمانينيات حين جاءني في مدينة الخبر حيث أسكن رئيس نادي الخليج الأخ محمد المطرود ومعه مدير الكرة الزميل نصر حسن هلال يطلبان مني مساعدتهما للاتصال بالمدرب يوسف مرحوم وأفضل لاعبين في فريق التعاون وهما المهاجم النيل حسن والمدافع فيصل كوري، ولتقديم حافز مادي كبير لهما تشجيعاً ودعماً لهما للفوز في مباراة فريقي التعاون والرائد، وفيها ينجو فريق الخليج من الهبوط في حالة خسارة الرائد. { اتصلت بالكوتش يوسف ونقلت له ما سمعته، فكان رده بأن حافز نادي الخليج قد يأتي بنتائج عكسية، ومباراة التعاون والرائد معركة بين الجارين.. وجملة ما أعلن من حوافز من أقطاب ومشجعي نادي التعاون كبيرة وهائلة.. وقال «بلغ ناس الخليج بأنهم باقون في الممتاز ولن نتسلم حافزهم» فقلت له ثلاثون ألف ريال ما بطالة... وهي ليست تواطؤ أو تخذيل انما حافز للإجادة والفوز.. وبرضو لم يقتنع.