شهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أمطارًا غزيرة لم تشهدها نيالا من قبل اجتاحت بموجبها السيول أجزاء واسعة من السوق الكبير وانهارت عشرات المنازل بأحياء الوادي والسكة حديد والسلام وتوفي مواطن بحي تكساس بعد تمكُّنه من إنقاذ أبنائه الأربعة، وألحقت السيول التي اجتاحت السوق الكبير أضرارًا واسعة وسط التجار الذين أشاروا إلى أنَّ الأسباب ترجع لقيام كوبري السوق الكبير في عهد الحكومة السابقة الذي تم دون مواصفات هندسيَّة ولم يصاحبه عمل مصارف مما أدى إلى حبس المياه المندفعة من الشمال وانتشارها في السوق الأمر الذي تسبَّب في غمر عدد من الدكاكين وإتلاف البضائع، ووقفت «الإنتباهة» على حجم الأضرار والمواقع التي غُمرت تمامًا بالمياه وعلى رأسها المحطَّة الأرضيَّة للتلفزيون التي توقف إثرها التلفزيون المحلي عن البث ليلة الأمطار بجانب تعطيل كل المحطات الإذاعية والقومية التي تضم خمس موجات «أم درمان والقرآن الكريم ودارفور و fm طيبة والبيت السوداني وساهرون وإذاعة نيالا إضافة لإعادة بث التلفزيون القومي» وكذلك محطة المينوس بجانب غمر مباني الشركة السودانية للاتصالات سوداتيل وأجزاء من أمانة الحكومة كما غمرت المياه إدارات الشؤون الصحية بوزارة الصحة التي تضم «صحة البيئة وتعزيز الصحة والصحة الإنجابيَّة والتغذية والرعاية الصحيَّة الأساسيَّة ورقابة الأطعمة، ورغم أن الطرق التي أنشئت في عهد الوالي حماد إسماعيل أصبحت نعمة ساهمت في فك الاختناق المروري بالمدينة إلا أن بعضها وصفه البعض بالنقمة خاصة الطرق التي أُنشئت بالسوق الكبير علاوة على الكوبري الطائر وفشل السلطات الهندسية في تصميم مصارف للمياه، ووقفت الصحيفة على الأضرار التي لحقت بسكان حي الوادي الذين غمرت المياه عددًا كبيرًا من منازلهم وحدث تدمير كامل وجزئي للبعض الآخر، ولاحظت الصحيفة عددًا من ذوي المنكوبين ليلة السيول وهم يقومون بإجلاء أسرهم لمواقع أخرى خوفًا من انهيار مزيد من المنازل بسبب المياه المندفعة للمنازل والتي وقف عليها معتمد البلدية عبد الرحمن حسين قردود ولم يتمكن من فعل شيء نتيجة لكثرة المياه المندفعة والتي غمرت عددًا من المنازل بكاملها وطالب عدد من التجار والمواطنين السلطات بالتدخل العاجل لفتح المصارف قبل استفحال الأزمة مرة أخرى وخاصة الأحياء الواقعة في الانحدار المتجه نحو وادي برلي والتي تقع في محلية بلدية نيالا، فلنترك الصورة تعبِّر بنفسها عن تلك الليلة التي وصفها بعض السكان بالسوداء.