تمرّ يوم الثلاثاء 20/ أغسطس 2013م الذكرى الخامسة عشر لتدمير مصنع الشفاء للأدوية. كتب الصحفى الأمريكي الشهير (جيم هوقلاند) في صحيفة نيويورك تايمز الصادرة بتاريخ الخميس 30/ يوليو1998م،وصحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون الصادرة في نفس التاريخ ،أنّ هناك تقارير تفيد بأن أمريكا تمارس الألاعيب القذرة القديمة وتقود حرباً سرية ضد السّودان. كان ذلك قبل 3 اسابيع من القصف الأمريكي لمصنع الشّفاء فى20/ اغسطس 1998م. وفى 9/ اغسطس 1998 حدثت تفجيرات سفارتي الولاياتالمتحدةالأمريكية في كينيا وتنزانيا. وكتب صحيفة الديلي تلغراف البريطانية اليمينيّة، صبيحة التفجيرات ، ان خليّة سودانية وراء التفجيرات. والديلي تلغراف التي عُرفت بحدّة عدائها للسُّودان وانحيازها الكامل للتمرّد، كتبت يتاريخ الخميس 11 /اغسطس 1998م ، تتهم السودان بارتكاب تفجيرات نيروبي ودار السلام. وتشير إلي أن أسامة بن لادن المتهم الأول في التفجيرات،لديه علاقات وثيقة بالسودان. وفي 9/ اغسطس كتبت (صنداي تايمز) البريطانيّة ، إن أسامة بن لادن هو المتهم الأول في تفجيرات سفارتي أمريكا في شرق افريقيا.وانّ أسامة بن لادن والسودان ،كلاهما يساعد الارهاب. ونشرت ( ديلي تلغراف) فى صفحتها الأول أنّ السفارة الأمريكية فى نيروبي هى مقر القيادة العسكرية للقوات الامريكية ، فى منطقة غرب آسيا ( منطقة شرق إفريقيا والقرن الأفريقي). وصرح (بول باترسون) المسئول الاقليمي لأمن السفارات الأمريكية بأن تفجير السفارة الأمريكية فى نيروبي، تمكّن من تدمير ( العقل المركزي للسفارة) ، وأن سفارة امريكا فى نيروبي هى ملجأ للبعثة الدبلوماسية الأمريكية فى السودان. وأصدر حزب الأمة بيانا ً بتاريخ 9/ اغسطس 1998 نشرته صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ الاثنين 10/ اغسطس 1998، حيث أشار البيان إلي تورّط حكومة السّودان فى تفجير سفارتي امريكا ، في نيروبي ودارالسلام. حيث ذكر البيان أن ( هناك شواهد تعزّز صلة الخرطوم بحادثتي التفجير). يلاحظ أنّ بيان حزب الأمة صدر في نفس تاريخ صدور تقرير صندى تايمز أى 9/8/1998م. وتطابق موقف حزب الأمة ( السّوداني) مع صحيفة الديلي تلغراف اللندنية وصحيفة صنداي تايمز البريطانية. يذكر ان البليونير الصهيوني روبرت مردوخ يمتلك صنداي تايمز. كما يمتلك لورد بلاك صحيفة ( ديلي تلغراف) البريطانية وصحيفة (جيروزاليم بوست) الاسرائيلية. وفي واشنطن كان الكونجرس حينئذ يضع الرئيس كلينتون علي صفيح ساخن ، ويجري تحقيقا علنيا متلفزا ً عن فضيحة (مونيكا لوينسكي) ، التى جاءت فى اعقاب فضيحة جينفر فلاورز. وبعدها ظهرت قصة كلينتون مع ملكة جمال أركنساس ! وبلغت صفحات تقرير المدعي العام في حادثة مونيكا ، أربعمائة صفحة مفعمة بالتفاصيل ، المرعبة أخلاقيّا ً ، والقاتلة سياسيا ً. وكان الرئيس كلينتون يواجه فقدان الرئاسة والتجريد من السّلطة. وقد اعترف الرئيس كلينتون لاحقا ً ،انه فكر فى الاستفالة من منصبه ، كما استقال الرئيس نيكسون في خصم الضغوط المتصاعدة لفضيحة (ووتر جيت). وعلى تلك الخلفيات ، قرّر الرئيس كلينتون قصف مصنع الشفاء للأدوية فى السّودان. ونشرت الديلي تلغراف الصادرة بتاريخ 22 /أغسطس 1998 م، أن أمريكا أخطرت مبكراًَ ، حليفيها الرئيسيين بريطانيا واسرائيل ،بالهجوم على السّودان. حيث اتصل هاتفيا نائب الرئيس الأمريكي (آل غور) ، من مقرّ عطلته في (هاواي ) يوم الثلاثاء 18/ أغسطس ، برئيس الوزراء البريطاني ، لينقل إليه الخبر. كما أخطر( آل غور) في نفس الوقت ، رئيس الوزارء بنيامين ناتنياهو باعتبار أن بريطانيا واسرائيل هما أهم حلفاء أمريكا. وقد جاءت مهاتفات( آل غور) للسيد / بلير وناتنياهو ،بعد أن تباحث معه الرئيس كلينتون فى التبعات الديبلوماسية للهجوم. ولكن كيف كان المشهد فى لندن وواشطن وعواصم العالم ،فى صبيحة اليوم الذى اعقب القصف ، وألسنة النيّران واللهّب ماتزال تتصاعد من حطام مصنع الشفاء للأدوية فى المنطقة الصناعيّة في الخرطوم بحري ؟ غداً نري ...