في السابق كان الرجل هو من يتخذ القرارات التي تهم الأسرة دون مشورة المرأة أو أخذ رأيها ناهيك أن تشاركه أو تتخذ هي القرارات... ولكن مؤخرًا مع رياح التغيير التي طرأت على العصر ودور المرأة في المجتمع ونيلها قدرًا من التعليم وخروجها إلى ميادين العمل الأمر الذي منحها دخلاً اقتصادياً انعكس على مكانتها الاجتماعية داخل أسرتها لذا كان من الطبيعي أن تطرأ بعض التغييرات حول من يحكم البيت المرأة أم الرجل: «البيت الكبير» ناقش القضية مع عدد من ذوي الاختصاص وخرج بالآتي... أجرته: منى النور يخدعون أنفسهم تؤكد هناء عبد الله «موظفة» أن الرجل في الظاهر للعيان هو الذي يحكم البيت ويدير اموره ولكن في الباطن المرأة هي التي تمسك بكل الخيوط وتدير دفة المنزل، فمهما حاول الرجال التظاهر بانهم اصحاب الكلمة الأولى والأخيرة فإنهم يخدعون انفسهم، وفي اعتقادي ان خروج المرأة للعمل وتعليمها اسهم الى حد كبير في تغيير نمط الحياة ولكن للأسف هناك بعض الرجال الذين ينظرون الى تعليم المرأة وتسلمها لزمام الأمور في المنزل كنوع من السيطرة ولكن في اعتقادي ان كل ذلك يتوقف على شخصية الرجل، فإذا كان يمتلك شخصية قوية استطاع السيطرة وفرض قراراته على زوجته وأولاده وكان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة واصبح هو الناهي والآمر في بيته، أما إذا كان ذا شخصية ضعيفة انقلبت الحياة الزوجية الى نوع من الهيمنة واصبحت شخصيته ضعيفة امام ابنائه والمجتمع ككل. المشورة ويعترف عثمان حسن «موظف» بأن زوجته هي من تتحمل إدارة كل شؤون حياتهم الأسرية بما في ذلك الأمور المالية وتدريس الأبناء وشراء حاجيات المنزل، ويقول: لا أستطيع اتخاذ أي قرار منفردًا بل نجلس معًا سويًا للتشاور والتحاور معًا للوصول إلى قرار يرضي الطرفين، فالحياة الزوجية عندي حياة تشاركية، ويجب ان تنعدم فيها تلك المفاهيم الغريبة، فالحياة ليست ندية او صراعًا قائمًا على من يحكم من؟ فأسلوب المشورة مطلوب خاصة اليوم، فخروجها للحياة العامة اسهم الى حد كبير في تغيير مفاهيمه ولكنه عاد وقال برغم وجود بعض الحالات لأزواج تتحكم زوجاتهم في حياتهم وهذه قلة ويعدون في خانة الشخصيات الضعيفة. ضعف شخصية الرجل ويقول عادل محجوب «طالب» ان ضعف شخصية الرجل هو السبب الرئيسي لجعل المرأة تتحكم في المنزل بجانب ان هناك بعض النساء بمساعدة وضعهن الاقتصادي يتزوجن من رجال اقل منهن وبذلك يتحكمن في المنزل وفي الزوج، ولا اعتقد ان هناك من يرضى بأن تدير حياته امرأة فهي مهما نالت قدرًا من التعليم والمال تظل في نظرنا كمجتمع عربي امرأة ناقصة عقل ودين كما ذكر الشرع. تعزيز لمكانتها وتخالفه في الرأي أم سلمى عثمان، تقول ان مدى تفهم الزوجين لطبيعة الحياة الزوجية ينفي مثل هذه الفكرة، فالأسرة المتفاهمة لا تضع في تفكيرها من يتخذ بل يكون هناك نوع من التفاهم والمشاركة في اتخاذ القرارات وادارة المنزل من قبل الزوج والزوجة معًا دون أن يكون هناك مفهوم للتحكم او السيطرة والتغييرات التي طرأت على العصر اسهمت في تبسيط المفاهيم وليس في تعقيدها الا عند بعض الفئات القليلة الحظ من التعليم، فتحمُّل المرأة وإدارتها لكل ما يتعلق بشؤون الحياة الأسرية اليوم اصبح من الأمور الطبيعية وهو بالطبع لا يعني بالضرورة سيطرتها على المنزل وإنما يزيد ويعزز مكانتها في الكيان الأسري، فهي اليوم تتحمل مسؤولية الاولاد في المدارس وتذهب للعمل وتمسك بكل الجوانب الاقتصادية في البيت فمن الطبيعي ان تكون هي من تدير دفة المنزل وقد اثبتت نجاحها في ذلك ببساطة. نوع من التمرد الباحثة الاجتماعية سعاد قنديل قالت: تعود الأسباب الاجتماعية لمثل هذه الحالة في ان بعض النساء قد ترى الواحدة منهن ان وضعها الأسري الذي نشأت فيه أعلى من وضعها المعيشي مع شريك حياتها الذي اختارته لهذا يحدث لها نوع من التمرد أو الرفض لقرارات الزوج بجانب بعض الأسباب النفسية والتي تعود الى نشوء الزوجة في أسرة كانت والدتها تسيطر فيها على والدها مثلاً مما يؤثر فيها ويجعلها تتصرف بالطريقة نفسها موضحة ان الشرع وزع وقسم الادوار في الحياة ولم يترك شاردة ووارادة في شؤون الأسرة، فهناك ما يشبه مثلاً توزيع الأدوار بين المرأة والرجل في الحياة الزوجية فلكل منهما دوره ومسؤولياته، ففي مجتمعاتنا العربية التقليدية رب الأسرة يعد هو صاحب القرار داخل المنزل وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وهذا بالطبع لا يلغي دور المرأة في المشاركة ولا دورها في إبداء رأيها في الموضوعات التي تهم حياتها الأسرية فالمشاورة من الأشياء الضرورية جدًا في الحياة الزوجية ولكن هناك قرارًا أخيرًا في بعض الموضوعات لا بد أن ينفرد فيه أحد الطرفين وغالبًا ما يكون الرجل وتجزم سعاد بأن مفهوم من يحكم المنزل او من يسيطر ليست ظاهرة عامة وإن وُجدت تظل حالة طبيعية لها أسبابها الاجتماعية والنفسية.