اعترفت بريطانيا بكل خبرائها في المعلومات والأمن والسياسة بأنها تعرّضت إلى «تدقيس» بحسب اللهجة البلدية المستحدثة في السودان وإلى خدعة بالعربي الفصيح، وذلك من مجموعة من السودانيين، وأن الخدعة أو «التدقيس» انطلى عليها منذ سنوا، فقد أعلنت سلطات الهجرة البريطانية بحسب ما ذكرت أمس «الإنتباهة» أنها بصدد إجراء تحقيقات وتحريات تتعلق بملف طالبي اللجوء السياسي والمهاجرين السودانيين ببريطانيا، منذ بداية التسعينيات وحتى فترة النزاع في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كرفان مؤخرًا، وتعتزم سلطات الهجرة البريطانية القيام بالتحقيق وإجراء التحريات اللازمة والأخذ بجدية معلومات تتعلق بملف طالبي اللجوء السياسي والمهاجرين السودانيين ببريطانيا منذ بداية التسعينيات إلى فترة النزاع في دارفور، والمشكلات الأخيرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وعلمت «الإنتباهة» أن السلطات البريطانية بدأت مع وكالة الهجرة البريطانية والجهات المختصة إجراء اتصالات بالسفارة السودانية في لندن حول وجود عمليات تزوير واسعة تقوم بها منظمات طوعية بريطانية وسودانية وأفراد، أسفرت عن آلاف حالات التزوير وخداع السلطات البريطانية التي تقوم بمنح طلبات اللجوء الضوء الأخضر. وتشير تقارير رسمية في بريطانيا وتقارير دبلوماسية إلى أن الكثير من الأفارقة من دول في شرق ووسط وغرب إفريقيا استغلوا النزاع في السودان مثل حرب الجنوب والأوضاع في دارفور للادعاء بأنهم سودانيون فروا من تلك الحروب بسبب الاضطهاد العرقي والديني الذي يمارسه العرب والمسلمون. وعلمت «الإنتباهة» أن الأسابيع الماضية شهدت تقديم طلبات لبريطانيا من قبل أشخاص يدعون أنهم من جبال النوبة والنيل الأزرق ويواجهون خطر الإبادة الجماعية بتلك المناطق. وتقوم بعض المنظمات البريطانية مثل «أقست برست» وأخرى تدعى «واجتنق بيس» بتزوير الأوراق الرسمية والثبوتية بالتعاون مع منظمات ومحامين سودانيين ومعارضين من التجمع وحركات دارفور وقيادات من الحركة الشعبية، وإصدار أوراق مزورة وشهادات من بينها أوامر قبض من الشرطة السودانية وغيرها من تقارير منظمات حقوق الإنسان. وقال السفيرالسوداني بلندن إن بعض طالبي اللجوء السياسي يذهبون للسلطات البريطانية ويدعون أن الشلوخ السودانية وعلامات العلاج بالكي من آثار تعذيب الأجهزة الأمنية السودانية، ويستندون في ذلك إلى منظمات سودانية ودولية. وأوضح السفير أنه أوضح للسلطات البريطانية أن الشلوخ والوشم عرف سوداني، وأن الكي طب شرعي، وقال إن السلطات البريطانية بدأت تتفهم تلك المعلومات. وأشار إلى أن هناك اتصالات مع المسؤولين البريطانيين بغرض عدم استغلال بريطانيا في عمل فيه تزوير وخداع وغش وتشويه لسمعة السودانيين، لافتاً إلى أن ألفي طبيب سوداني يعملون في بريطانيا يجب ألا تشوه صورتهم قلة محدودة، وقال إن تلك الفئة تستغل دافع الضرائب البريطاني للسكن والعلاج المجاني، وأكد السفير أن السفارة ماضية في تصحيح الأوضاع وعكس صورة السودان المشرقة، وعدم استغلال قضاياه بهذه الكيفية. لكن بالطبع فليس كل الذين قاموا بعمليات الخداع أو «التدقيس» للسلطات البريطانية كلهم معارضون أو محترفو سياسة، فجلّهم إما خريجون لم يجدوا عملاً أو شباب يعملون في الزراعة فهجروها بسبب المشكلات التي تواجهها من ارتفاع في التكلفة تتعلق بمدخلاتها أو بتعدد الرسوم أو بمشكلات الري، كما أن بعضهم قد يكونون عمالاً يمتهنون مهناً هامشية فضاقت بهم الحياة ففزعوا نحو الهجرة بأي ثمن حتى وإن كان عن طريق التزوير في المستندات أو اختلاق حكايات مثل التعذيب والتي تجد من المنظمات الأجنبية والمعارضة مطية لتنفيذ مآربها، أذن الحل هو تفعيل الإنتاج وإزالة المشكلات التي تواجهه من جباية إلى رسوم جمركية مرتفعة وغيرها والاهتمام بالقطاع الزراعي وإزالة كل ما يعترضه من حزم بالجملة من المشكلات الشائكة ورفع مستوى التعليم وتخفيض تكلفته وإلا فإنه ليس من المستبعد أن يدعي أحد المهاجرين في بريطانيا أو غيرها بعد وقوعه في بالوعات الخرطوم التي تفتح أفواهها تتربص بالآمنين أنها من فعل التعذيب أو يدعي من يجرح بواسطة سيارة خردة «مسمة» في المنطقة الصناعية أنها من زبانية حكومة الخرطوم، المهم مبروك للبريطانيا لاكتشافها «التدقيس» وعقبال «التفتيحة».