المزارع بكري الأمين من قرية ود النعيم في مشروع الجزيرة أصبح على ثقة الآن من إمكانية نجاح الأرز الهوائي كمحصول نقدي جديد بعد زراعته له في مزرعته الخاصة ولمدة عامين. وتعتبر مزرعته واحدة من أفضل المزارع الإيضاحية المشاركة في مشروع التعاون الفني الياباني في ولاية الجزيرة، وقد اختيرت لتكون موقعاً للاحتفال بيوم حصاد الأرز بولاية الجزيرة الذي صادف أمس الأول. لقد صار بكري فخوراً جداً لاستضافته لمثل هذا الحدث الكبير للاحتفال بيوم الحصاد والذي حضره المئات من الضيوف ما بين مسؤولين حكوميين ومزارعين الذين يعملون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) وإعلاميين، وفي مقدمتهم والي ولاية الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه، وسفير دولة اليابان السيد ريويتشي هوريه. وأثبت الأرز الهوائي أنه محصول واعد ويرجع الفضل في ذلك لمشروع التعاون الحالي بين السودان واليابان. لقد بدأ مشروع زراعة الأرز الهوائي قبل ثلاث سنوات في ست ولايات بما فيها ولاية الجزيرة، وقد سجل أعلى عائد في الإنتاج بلغ أربعة أطنان للفدان في المزرعة التجريبية لهذا العام، بينما كان يهدف الى تحقيق «1.6» طن للفدان في مواقع المزارعين. وكان عائد المزارع بكري «1.4» طن للفدان في العام الماضي، وهو يتوقع أن يحصد أكثر هذا العام. وشجعت هذه النتيجة التي حققها المزارع بكري وزادت من عزمه على مواصلة زراعة محصول الأرز قائلاً: «سأبدأ تحضير الأرض لزراعة الأرز في مايو من العام المقبل». وتشير الدراسات الاقتصادية وتوقعات الخبراء في هذا المجال إلى أن الأرز سوف يوفر دخلاً أكبر بكثير من القمح والذرة الرفيعة، ويمكن أن يكون مربحاً مثل الفول السوداني. ويعتبر محصول الأرز الهوائي جديداً على معظم أنحاء السودان؛ وهو يمثل تحدياً جديداً حتى بالنسبة لمزارع رائد ومحنك كالمزارع بكري الذي عبر قائلاً عن سبب مشاركته في المشروع: «لأنني في حاجة إلى المعرفة حول زراعة الأرز، وكنت في البداية أعتقد أن وقت نثر بذور الأرز يكون مبكراً جداً». وقد كانت أكبر عقبة تواجه المزارع بكري هي إزالة الأعشاب الضارة الأمر الذي حدا به إلى استعمال مبيدات الأعشاب علاوة على لجوئه إلى التطهير اليدوي، ولكنه لا يزال يشعر بالحاجة إلى معرفة التوقيت المناسب لإزالة الأعشاب الضارة. بدوره أكد المشرف على وحدة الترويج للأرز، بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية بولاية الجزيرة محمد السماني، المسؤول عن مزرعة المزارع بكري، أن الري هو مفتاح آخر للنجاح وقد استخدم الري التكميلي عبر المضخات عندما كان الماء قليلاً في القنوات. وأضاف السماني إن إدارة المزارعين الحذرة وعملهم الجاد في هذا المجال يستحقان الثناء والتي بدأت الآن تجذب أعداداً أكثر وأكثر من المزارعين للانضمام إلى هذا الحراك. ففي الوقت الذي أصبح القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة التي يمكنها أن تسد الفراغ في الإيرادات التي نتج بسبب خروج نفط الجنوب، فقد نفذت حكومة السودان عدداً من السياسات الإستراتيجية لترقية هذا القطاع بأهداف واضحة، حيث يتمتع السودان بكل مقومات نجاح القطاع الزراعي كونه يمتاز بمساحات شاسعة من الأراضي الخصبة و موارد مائية غنية وموارد بشرية مؤهلة ومدربة، كما أن السودان يتمتع بمكونات التنمية خصوصاً في ولاية الجزيرة التي تستطيع أن تصبح سلة غذاء السودان والدول المجاورة، حيث أصبح الأرز أحد أهم المحاصيل الإستراتيجية المصدرة من السودان للدول المجاورة من بين مختلف المنتجات الزراعية. و استناداً إلى التجربة اليابانية في زراعة الأرز ودعمها للبلاد الإفريقية الأخرى في هذا المجال قامت JICA بتنفيذ مشروع بناء قدرات النهضة الزراعية وعملت مع السلطات السودانية على ترقية زراعة الأرز الهوائي وإنشاء المزارع التجريبية في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض منذ العام 2010 واضعةً في الاعتبار إستراتيجية الحكومة السودانية في هذا المضمار، وقد تم توسيع هذا المشروع في العام 2012، ليشمل ولايات سنار، القضارف، نهر النيل والشمالية. فاليابان تعتبر السودان واحدة من أهم الدول لتحقيق السلام والاستقرار في إفريقيا والعالم لذلك التزمت حكومتها بدعم السودان ليس فقط عن طريق المنظمات الدولية ولكن أيضاً عن طريق المساعدات الإنمائية الثنائية. والتزمت اليابان أيضاً بتسريع توطيد السلام وتغطية الاحتياجات الإنسانية الأساسية. ويبلغ مجموع مساعدتها للسودان منذ العام 2005 أكثر من «1.1» مليار دولار أمريكي.