قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ .وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَلَّ شَأنَهُ بِالَّذِيِنَ يَدْعُوُنَهُ، أنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَيَ يَسْتَجِيِبُ لَهُمْ بِمَا فِيِهِ الْخَيْرَ لَهُمْ، فَقَدْ يُجِيِبَهُمْ بِعَيْنِ مَا طَلَبُوُا، أَوْ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، أَوْ يُؤَخِّرُ ذَلِكَ لَهُمْ، إِلَيَ وَقْتٍ آَخَرَ هُوَ أَصْلَح لَهُمْ. ولذلك في وجه الإحباطات الكثيرة المتنوعة والبيئة المدمرة وما يحيط بك من هموم ماذا أنت فاعل أيها المؤمن، أيها المسلم في وجه بيئة عدوانية تحيط بك من كل جانب؟ غير أن تسلم أمرك إلى الله خالق الأكوان ومدبر الأمور كلها. وأنت في أدنى درجات الألم النفسي والإحباط ستجد نفسك تردد مع الرسول الكريم: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين. أنت رب المستضعفين وأنت ربي .. إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني, أو إلى عدوٍ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك». رَوَى الأَصْبَهَانِيُّ مِنْ حَدِيِثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلفْظُهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا عَلِيُّ أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً إِذَا أَصَابَكَ غَمٌّ أَوْ هَمٌّ تَدْعُو بِهِ رَبَّكَ فَيسْتَجَابُ لَكَ بِإِذْنِ اللهِ وَيُفَرَّجُ عَنْكَ : تَوَضَّأْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَاحْمَدِ اللهَ وَاَثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلى نَبِيِّكَ وَاسْتَغْفِرْ لِنَفْسِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، ثُمَّ قُلْ : «اللَّهُمَّ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، لا إِلهَ إلا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، لا إِلهَ إلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيم سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَواتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، اللَّهُمَّ كَاشِفَ الْغَمِّ مُفَرِّجَ الْهَمِّ ، مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضطَرِّينَ إِذَا دَعَوْكَ ، رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا أرْحَمْني في حَاجَتي هذِهِ بِقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ مَنْ سِوَاكَ» أرفع يدك للسما وردد «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين» أما سيد الاستغفار الذي يطهر الله به النفوس: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». ثم إنك إذ تتعرض لعناصر هذه البيئة العدوانية وأنت لا حول لك ولا قوة، استقو بالله الذي يقول: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين» الإسراء: 83 فإذا كنت تحمل هماً ردد ؛ «حسبي الله الذي لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم». وإذا ضاق صدرك بأمر ما ردد «ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري». وإذا شعرت أنك غير موفق بحياتك ردد «وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب» وإذا أردت المحافظة على الصلاة ردد «ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء» ولأن الله سبحانه وتعالى يقول: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» عليك بالسبع آيات المنجيات وهي: بسم الله الرحمن الرحيم «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » التوبة 51. 2 بسم الله الرحمن الرحيم «وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ » الأنعام 17. 3 بسم لله الرحمن الرحيم «وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ» هود6. 4 بسم لله الرحمن الرحيم «إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ » هود 56. 5 بسم لله الرحمن الرحيم «وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» العنكبوت 60. 6 بسم لله الرحمن الرحيم «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» فاطر 2 7 بسم لله الرحمن الرحيم «وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ» العنكبوت 61. ولا تغادر منزلك وتخرج لتلك البيئة العدوانية إلا بعد أن تردد: «بسم الله، آمنت بالله، إعتصمت بالله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله». وعندها ستشعر أن هناك قوة داخلية تعضدك وتشد من أزرك لأنه «ألا بذكر الله تطمئن القلوب». وجمعتكم مباركة.