هنالك صفات وطبائع اختص اللَّه بها أهل السودان تفرداً من سائر شعوب الأرض فصارت ماركة مسجلة للسودان أينما حل في أركان الدنيا الأربعة وهي خصال تنبع من فضائل الإسلام وتعاليمه السمحة.. فيها الكرم والمروءة.. والشهامة وإكرام ضيف الهجعة وإغاثة الملهوف والشجاعة.. فكل كريم شجاع وكل بخيل جبان. وقد اختص اللَّه بعض عباده بقضاء حوائج الناس، حببهم في الخير وحبب الخير إليهم.. والأمثلة كثيرة في هذا المنحى الإنساني عظيم المقاصد، ولكننا نريد أن نقف على أنموذج للخلق الإنساني الرفيع ونقف على وجه مشرق من وجوه الخير والإنفاق.. ولنحكِ مناسبة مقالنا هذا: الشيخ الخير الشليبي رجل بسيط أوقف نفسه على مدح الرسول صلى اللَّه عليه وسلم.. مزمار من مزامير داود.. يرطب لسانه دائماً وجنابه بذكر مآثر المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم، ولأن المؤمن مصاب فقد ابتلى اللَّه ذلك الشيخ بمرض في رأسه أقلق منامه، وأنهك جسده الهزيل أُصيب الشيخ فصبر، وزاد الألم فشكر، فقيض اللَّه له رجلاً مفعمًا بالإنسانية وحب الخير، مدنفًا في المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم، ومريداً للشيخ ومدائحه رجل مثل معن بن زائدة والذي قال فيه مادحه: تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائلُه تعوَّد بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضاً لم تُطعه أصابعه فلو لم يكن عنده غير نفسه لجاد بها فليتق اللَّهَ سائلُه حب الخير المتأصل داخل وجدان هذا الإنسان هو الذي دفعه للأخذ بيد الشيخ وإقالة عثرته، فقد كانت تكاليف العملية التي قدرها الطبيب تساوي نيفاً وثلاثين ألفاً من الجنيهات لا يملك الشيخ الشليبي منها شيئاً فانبرى الدكتور ياسين حميدة متكفلاً بكل تكاليف العملية وتحت يد النطاسي البارع الدكتور الفاتح المك، أُجريت العملية التي كانت تحتاج إلى الدقة والمهنية فوجدتها في يدي الدكتور الفاتح وكلل اللَّه العملية بالنجاح بفضل دعوة مريدي الشيخ وأحبابه وأهل بيته. ما كنا نريد أن نقصم ظهر الدكتور ياسين حميدة بهذا الثناء والذي يعتبره واجباً يحتمه عليه الدين ولكنا نذكر هذه المحمدة كأنموذج للرجل الصالح الوفي.. المحب لقضاء حوائج الناس جعل اللَّه كل هذا في ميزان الحسنات.. والشكر للدكتور البارع الفاتح الملك النطاسي الشهير والذي أولى الشيخ جل رعايته واهتمامه والشكر موصول لكل من رفع يديه بالدعاء وللأحباب والمريدين والأصدقاء.. الشكر للجميع ووقاهم اللَّه من شر الأمراض ما ظهر منها وما بطن والتهنئة بالشفاء للشيخ الخير أمساه اللَّه وأصبحه بالخير.